بوسع تمارين الإبصار المكاني تدريب الدماغ على تقليل دوار الحركة، ما قد يوفر علاجًا محتملًا لركاب المركبات ذاتية القيادة في المستقبل. نجح باحثون بمجموعة وارويك للتصنيع في جامعة وارويك بتخفيض دوار الحركة بأكثر من 50% باستخدام أداة التدريب، ووجدوا أنها فعالة في تجارب المحاكاة وواقعيًا على الطريق.
قد يشعر أي شخص بدوار الحركة، وواحد من كل ثلاثة يكون أكثر عرضة للإصابة بدوار الحركة الذي يشار إليه أحيانًا بدوار السفر، ويمكن أن يحدث في أثناء السفر بالسيارات أو القوارب، وأيضًا عند استخدام سماعات رأس الواقع الافتراضي أو في جهاز محاكاة.
مع اقتراب فكرة المركبات ذاتية القيادة من الوصول إلى طرقاتنا، أصبحت الحاجة إلى تقليل دوار الحركة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، فمن المتوقع أن يكون دوار الحركة عاملًا مهمًا لركاب السيارة، وذلك نظرًا لتصاميم المركبات المحتملة ورغبة الناس في الانخراط في مهام غير متعلقة بالقيادة مثل القراءة أو مشاهدة الأفلام.
في الحقيقة ووفقًا لمورغان ستانلي، إن تمكنا من تقليل دوار الحركة لدرجة أن يتمكن الناس من القراءة والعمل في السيارات المستقبلية، فمن المتوقع أن تصل قيمة زيادة الإنتاجية هذه إلى 508 مليارات دولار أمريكي سنويًا.
إن الأبحاث التي أجريت حول دوار الحركة قليلة نسبيًا بالنظر إلى عدد الأشخاص المتأثرين، خصوصًا المتعلقة بالمركبات ذاتية القيادة، ومع ذلك، نجح باحثون من مجموعة وارويك للتصنيع بجامعة وارويك في الحد من دوار الحركة، ونشروا ورقة بحثية في مجلة آبلايد إيرجونوميكس بعنوان: طريقة جديدة لتقليل قابلية الإصابة بدوار الحركة بتدريب القدرة على الإبصار المكاني.
وجد الباحثون في المشروع أنه يمكن تدريب الدماغ بشكل أساسي باستخدام تدريب الإبصار المكاني لتقليل دوار الحركة بنسبة تزيد عن 50%.
جرب جزء من المشاركين في الدراسة محاكي مجموعة وارويك للتصنيع ثلاثي الأبعاد لمحاكاة القيادة، وذهب آخرون في تجربة على الطريق فكانوا ركابًا وذلك لمحاكاة ما سيكون عليه الحال في مركبة ذاتية القيادة.
بدايةً، ولقياس دوار الحركة المرجعي طُلِب من المشاركين الإبلاغ عن شدة الأعراض في رحلتهم الأولى باستخدام استبيانات تم التحقق منها مسبقًا، واستُخدم لهذا الغرض مقياس دوار الحركة السريع لالتقاط الأعراض آنيًا، إذ طُلب من المشاركين تقييم أعراضهم في كل دقيقة بمقياس من 0 إلى 20، آخذين بعين الاعتبار الغثيان وعدم الراحة ومشاكل المعدة.
بعد جولتهم الأولى، أكمل المشاركون مهام عديدة من تمارين الإبصار المكاني بالقلم والورقة في 15 دقيقة يوميًا لأسبوعين، وشمل ذلك تمارين مثل النظر إلى نمط من المربعات، وتحديد أي صورة من بين ثلاثة هي الأصلية بعد تدويرها، ومهام طي الورق، وفهم الأنماط المكانية.
بعد فترة التدريب، عمل المشاركون في تقييم آخر لدوار الحركة، فسجل دوار الحركة انخفاضًا بنسبة 51% في جهاز محاكاة القيادة، و 58% في تجربة القيادة على الطريق.
يقول الدكتور جوزيف سميث من مجموعة وارويك للتصنيع بجامعة وارويك. « تعد القدرة على تقليل قابلية الفرد الشخصية للإصابة بدوار الحركة باستخدام مهام تدريب الدماغ البسيطة خطوة هائلة إلى الأمام في تطوير أنظمة النقل المستقبلية، بما في ذلك المركبات ذاتية القيادة». يدور البحث في العوامل البشرية حول كيفية تصميم المنتجات والخدمات المفيدة، ولطالما كان دوار الحركة يمثل قيدًا كبيرًا على العديد من خيارات التنقل للأشخاص، وقد أظهر هذا البحث طريقة جديدة لكيفية معالجة هذا الأمر.
«آمل أن نتمكن في المستقبل من تحسين التدريب إلى أسلوب قصير وفعال للغاية، تخيل أن يتمكن شخص ما في أثناء انتظاره لتجربة مركبة ذاتية القيادة جديدة من أن يجلس في صالة لحل بعض ألغاز تدريب الدماغ على جهاز لوحي قبل الخروج إلى السيارة، ما يقلل من خطر إصابتهم بالدوار، ومن المرجح جدًا استخدام هذه الطريقة في مجالات أخرى مثل دوار البحر لموظفي البحرية أو ركاب الرحلات البحرية، ونحن متحمسون لتطبيق هذا الاكتشاف الجديد على استخدام سماعات الواقع الافتراضي خصوصًا».
يقول بيت بينيت من جاغوار لاندروفر: «إن جعل مركباتنا ذاتية القيادة المستقبلية سهلة الاستخدام قدر الإمكان أمر أساسي، ودوار الحركة هو شيء كنا نعلم أننا بحاجة إلى البحث فيه لأن الكثير من الناس يعانون منه حتى الآن. لقد أظهر بحث مجموعة وارويك للتصنيع أنه يمكن تقليل دوار الحركة ، وبوسعنا دمج البحث في عملية تصميم السيارة المستقبلية».
اقرأ أيضًا:
هل نهضت بشكلٍ مفاجئ وشعرت بالدوار؟ ما سبب ذلك؟
هل تشعر بالدوار عند الوقوف؟ قد يكون ذلك إنذارًا سيئًا
ترجمة: منذر جمال الدين
تدقيق: محمد حسان عجك