تحتاج الشركات إلى أن تعرف بعض المعلومات عنك أولًا كي تخصص لك إعلانات مناسبة، إذ يوجد أربعة أنواع من البيانات التي قد تساعد على إعطاء نظرة شاملة عن الأشياء المفضلة لديك، ويمكنها بذلك عرض إعلانات تناسب ذوقك. لنفترض أنك بحثت عن طعام القطط على جوجل، ستظهر لك عدة مواقع تعرض أنواع عديدة من الأطعمة بنكهات مختلفة مع سعر لكل نوع، إضافةً إلى مجموعة كاملة من الأطعمة المخصصة لكل نوع من القطط الموجودة، لكن الغريب أنه عندما تفتح فيسبوك ، ستتفاجأ بامتلاء قائمة الفيسبوك الخاصة بك بإعلانات عن طعام القطط!
قد تظهر هذه الإعلانات فورًا أو في غضون أيام، لكنها حتمًا تظهر، فكيف يحدث ذلك؟ هل يتجسس عليّ فيسبوك؟ بطريقة ما نعم، مرحبًا بك في عالم إعلانات الإنترنت.
جمع البيانات
بدايةً تحتاج الشركات إلى بعض المعلومات عنك لتخصص لك إعلانات مناسبة.
توجد أربعة أنواع أساسية من البيانات التي قد تساعد على إعطاء نظرة عامة عن الأشياء المفضلة لديك، لتعرض لك إعلانات مناسبة، النوع الأول هو بيانات مسار النقر.
تشير بيانات مسار النقر إلى سجل صفحات الويب التي زرتها، يجمع هذه البيانات ملف نصي صغير يُعرف باسم سجل التتبع أو ملف تعريف الارتباط، وهو ملف نصي يرسله الموقع الإلكتروني إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بك حتى يتمكن من تتبع تحركاتك داخل الموقع.
النوع الثاني من البيانات هو بيانات البحث. أظهر استطلاع أجراه موقع بيو إنترنت سنة 2011 أن قرابة 92% من البالغين استخدموا محركات البحث العملاقة كجوجل وياهو، ورأى أصحاب هذه المحركات أن الإعلانات وسيلة مربحة، نظرًا إلى كمية البيانات الكبيرة التي جُمعت عنهم على نطاق واسع.
بإمكان محركات البحث تحليل نتائج البحث ومصطلحاته، فيمكنها بذلك عرض إعلانات مستهدفة، لذلك تدفع الشركات إلى محركات البحث مقابل أن تتصدر كلمات معينة مكانًا أعلى في نتائج البحث، فعندما تبحث عن حقائب النوم مثلًا، ستظهر غالبًا الشركات الكبرى أولًا، وستظهر حقائب النوم كإعلانات في هوامش صفحات الويب لاحقًا.
النوعان الأخيران من البيانات هما بيانات الشراء وبيانات الملف الشخصي. تستخدم الشركات الكبرى مثل أمازون بيانات الشراء، لتوصي عادةً بعمليات شراء جديدة كالتي أجريتها سابقًا، إذ تستخدم الأسواق الإلكترونية ملفات تعريف الارتباط لتتبع حركة الزبون الشرائية وحتى ما قد وضعه في عربة التسوق وتخلى عنه لاحقًا، وذلك لتخصص للمستخدم تجربة التسوق الخاصة به، أما بيانات الملف الشخصي فتجمع البيانات عند إنشاء ملف شخصي جديد على وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك.
بوصفك مُستخدِمًا، فغالبًا أنت تقدم بيانات مهمة عنك، كالعمر والأفلام المفضلة لديك، وعدد كبير من البيانات التي توفر للشركات معلومات دقيقة عنك، تعكس ذوقك واهتماماتك.
عنوان (آي بي)
أي (بروتوكول الإنترنت)، وهو رقم معين مرتبط بجميع الأنشطة التي قمت بها على الإنترنت، بطريقة أخرى هو عنوان البريد الذي أرسلته، فسواء كان جهاز الحاسوب الخاص بك متصلًا بالإنترنت لكتابة رسالة بريد إلكتروني أو للتسوق أو للدردشة، فإن طلباتك تُرسَل إلى الوجهة الصحيحة ثم تعود المعلومات التي تريدها إليك من طريق الكمبيوتر.
يلعب عنوان (آي بي) دورًا مهمًا في ذلك، إذ يمكن الحاسوب الخاص بك من الاتصال بالشبكة، وقد يزودك بشبكة الاتصال بالإنترنت من شبكة المنزل أو شبكة مكتب أو متجر.
تعقب (آي بي)
تستخدم الشركات ما يُعرف بتعقب أو استهداف عنوان (آي بي) الخاص بالمستخدم، وهي طريقة تُستخدَم لعرض إعلانات عبر الإنترنت على مستخدم معين، دون الحاجة إلى استخدام ملفات تعريف الارتباط، إذ تعين الشركة عنوان (آي بي) لكل شبكة (واي فاي) يتصل بها كود رقمي يساعد الشبكة على الاتصال بالإنترنت. من طريق طريقة تعقب (آي بي)، يمكن إرسال إعلانات صورية إلى جميع الأجهزة المتصلة بالشبكة عبر الإنترنت، شريطة أن تمتلك عنوان (آي بي) الخاص بهم.
تنظم بعض الشركات مثل فيسبوك البيانات من طريق الأساليب التكنولوجية، كتعقب عنوان (آي بي)، وذلك لتزويد المستخدمين بأفضل الإعلانات وأكثرها ارتباطًا بهم لزيادة احتمالية الشراء. إن الإعلانات المتخصصة هي غاية الشركات الكبرى، التي تسعى لاستخدام أفضل الأساليب لتوفر للمستخدم إعلانات مناسبة ومتصلة باهتماماته ليتفاعل معها.
اقرأ أيضًا:
فيسبوك تمتلك ملفًا سريًا عنك وهكذا يمكنك مشاهدته
كيف تتعامل جوجل، فيسبوك ، آبل وكبرى الشركات التقنية مع كورونا
ترجمة: بلال الإبراهيم
تدقيق: سلمى عفش
مراجعة: أكرم محيي الدين