حدد علماء من جامعة ساوث فلوريدا مع زملائهم من كندا وهولندا أن تدفق المياه العذبة من الصحيفة الجليدية من آيسلاند تجدد شمال المحيط الأطلسي وقد تعطل الدورة الجنوبية الإنقلابية الأطلسية أو ما يسمى بAMOC ، وهي جزء مهم من حركة المحيطات على الكوكب والتي قد يكون لها تأثير كبير على الأرض بشكل عام في حين تغيرها، ويقول الباحثون أن هذه التغيرات قد تؤثر على مناخ العديد من المناطق بالعالم في اوروبا و امريكا الشمالية
توصل العلماء في دراستهم التي تعنى بدراسة أثر تدفق المياه العذبة على كل من بحر اللابرادور ودورة المحيط الأطلسي الى قيمة جديدة في تدفق المياه العذبة من جرينلاد باستخدام بيانات الستلايت (جريس) المحدثة ، تقترح البيانات أن تدفق المياه العذبة في جرينلاد يستمر بالتسارع، وقد أثرت
.AMOCعلى بحر اللابرادور في طرق قد تؤدي إلى اضعاف ال
يتركب تدفق المياه العذبة في جرينلاد من :
- المياه الناتجة من ذوبان الجليد التي تجري فوق سطح الأرض.
- المياه الجارية من سهول التندرا( مناطق في اوروبا خالية من الأشجار وتربتها متجمدة)
- تدفق الثلوج من الجبال الجليدية.
يذكر أن كمية التدفق كانت نسبيا مستقرة في أواخر السبعينيات إلى منتصف التسعينيات، ثم بدأت في الزيادة ، منتجا بذلك عدة عواقب على المستوى المحلي والعالمي. وكما ذكرنا مسبقا فإن تدفق المياه العذبة الزائد قد يضعف ال AMOC
يملك تدفق المياه المتركز في بحر اللابرادور القدرة على زيادة الطفوية ( القدرة على الطفو في المياه ) للمياه السطحية وبالتالي تقليل الإنتظام في الكثافة، والمياه العميقة التي تساعد على تحريك وتقليب مياه المحيط .
ما هي كمية تدفق المياه العذبة التي ينتهي بها المطاف في بحر اللابرادور ؟
نظرا لان إتجاه دوران المحيط يأتي مع عقارب الساعة حول جرينلاد ، فإن معظم المياه العذبة وصولا الى سبعين بالمئة منها يتم صبها في بحر اللابرادور، مضخما بذلك أثرها على ال AMOC
AMOCوإستنادا إلى الباحثين، لم تكن التغيرات في الى
فقط صعبة للقياس، ولكنه يصعب فصلها عن التغيرات المناخية الناتجة عن الأنشطة البشرية.
ويذكر أن العواقب المحتملة لإضعاف هذه الدورة تتضمن تغيرات في المناخ.
تنقل هذه الدورة كمية كبيرة من الحرارة إلى شمال الاطلسي والتي بدورها تنتقل الى الجو وتساعد على ضبط المناخ في اوروبا وامريكا الشمالية.
والأثر الأكبر على إبطاء الدورة يتوقع أن يكون بسببه فصلي الشتاء والصيف أبرد حول شمال الاطلسي، بالإضافة الى زيادات اقليمية بسيطة في مستوى سطح البحر على شمال الساحل الامريكي.
الأثر على المستوى العالمي ليس أكيدا ولكن تبعاته محتملة.
هذه الدورة هي جزء كبير من نظام دوران شامل في المحيط ولم يتوصلوا إلى فهمه بعد، ولكن إذا بدأت الأنشطة البشرية في التأثير على هذا النظام، فإنها إشارة على أن مقياس الأثر البشري على المناخ قد وصل إلى مرحلة حرجة.
والمراقبة المتواصلة على المدى البعيد ضرورية حتى نستطيع فهم أثر تدفق هذه المياه.
وفي النهاية فإن هذا الأمر يظهر الحاجة إلى متابعة أجزاء مختلفة في النظام المناخي، متضمنا الصفائح الجليدية والمحيطات في صورة متكاملة.
- تحرير : رغدة عاصي
- المصدر