ان الصناعة من اهم الاشياء في الحياة. فهي التي تمكننا من انتاج كافة الاشياء التي نحتاج اليها في الحياة. يتسخدم الانسان عقله من اجل ابتكار فكرة من ثم يقوم بتنفيذها باستخدام يده ولكن بالنسبة للانسان الالي الامر مختلف تماماً.
الانسان الالي في حد ذاته آلة قام بتصمميها الانسان ولكن يتم برمجته -اعداده- لكي يقوم بمهام معينة ويتم التحكم به اما عن طريق حاسب الالي او عن طريق عصى تحكم. منذ عام ١٩٦١ و قامت المصانع بفتح ابوابها للانسان الالي و استخدامه في عمليات التصنيع، وفي هذا العام قامت شركه جنرال موتورز باستخدام الروبوت المسمي بـ “Unimate” في خط الانتاج الخاص بها، وهو عبارة عن ذراع الكتروني كبير متصل باسطوانة معدنية حتى يتحرك في كافة الاتجاهات يزن ١٨١٤ كيلوجرام، و قد اظهر هذا الالي براعة عالية للغاية وملحوظة في العمل وتنفيذ اعمال معقدة في وقت قصير حيث يمكنه سكب المعادن المنصهرة في اقراص ولحم اجزاء السيارات ورفع احمال تصل الى ٢٢٧ كليوجرام.
و يمكننا القول ان “Unimate” يمكنه القيام بالاعمال التي يجدها الانسان تسبب خطر عليه او تجلب له الملل، ولكن بالنسبة له يمكنه القيام بهذه الاعمال ببراعة تامة وبسرعة ثابتة فهو لا يمرض ولا يطالب بزيادة في الاجر او يخرق قواعد وقوانين الشركة ويقوم بعمل جميع المهام التي اعد من اجلها في ٢٤ ساعة بدون توقف للحظة واحدة مما جعل الشركة المنتجة تعتمد عليه اكثر من الانسان العادي في تلك المهام.
و رغم وجود بعض القيود لدى المصانع التي تصنع الروبوت، الا انه اصبح من الممكن ان يصمموا آلي اقرب الى الانسان، فالانسان يقوم ببرمجته من اجل القيام بعمل معين ويتم تكرار هذا العمل وينفذ الالي العمل على اكمل وجه فهو يقوم بجميع المهام التي يمكن ان ينفذها في عملية الصناعة بينما تلك الاعمال التي تتطلب تفكير و اتخاذ قرار وتعليم اشياء تترك للانسان.
ولكن عندما تتناسب العملية مع الانسان الالي يقوم بتنفيذها بصورة افضل من الانسان وتزداد الانتاجية بشكل كبير وملحوظ و مثال علي هذا الكلام حينما قامت الشركة الاسترالية “Australia’s Drake Trailers” باستخدام روبوت يقوم بعملية اللحام في خط انتاجها فزادت نسبة انتاجها كما تشير التقارير بنسبه ٦٠ ٪ .
و من اهم مميزات الاعتماد على الروبوت هو توفير في العمالة حيث انه يتم الابقاء فقط على العمال الاكفاء والاستغناء عن غير المهرة وهذا ما حدث في اليابان والولايات المتحدة الامريكية. حيث تعاني اليابان من الزيادة السلبية في عدد السكان ومعظم الشباب والافراد الصغيرة في القوة العاملة لديها تعمل في مجال تصنيع الدمى وتم الاستغناء عنهم واستبادلهم بروبوت يقوم بهذا العمل ولكن لا بد ان يتم التحكم فيه من غرف التحكم و هذا ايضا يتطلب عمالة ولكن لا بد من الابقاء على تلك العمالة حتى تسير عملية الانتاج على اكمل وجه، وعلى النقيض الاخر قامت الولايات المتحدة الامريكية بنقل مصانعها في دول اسياوية مثل الصين لان الايدي العاملة ارخص هناك ولكن لم تطابق المواصفات بشكل كبير لذلك تم ادخال الروبوت ايضا في الصناعة.
ماذا عن المستقبل؟ مما لا شك فيه انه سوف يكون مشرق في هذا المجال حيث اكد الاتحاد الدولي للروبوت “IFR” انه سوف تزداد نسبة الاعتماد على الروبوت في الصناعة حيث انه مع تقدم الوقت يصبح اكثر تطورا ويقوم بعمل المهام التي تطلب الى تدخل البشر.
