«الأسلاك للعمل، واللا سلكي للعب»، قبل بضعة سنوات كانت هذه هي النظرة العامة حول الشبكات السلكية واللا سلكية. كانت شبكة واي فاي مناسبة تمامًا للتحقق من البريد الإلكتروني في مقهى ستارباكس، لكنها لم تكن سريعة وآمنة بما يكفي للعمل في المكتب.
لكن الأشياء تتغير، ينظر الناس الآن إلى الاتصال السلكي «Ethernet–إيثرنت» والاتصال اللا سلكي «Wi-Fi–واي فاي» بمثابة المكونات المهمة للشبكة المحلية «LAN»، إذ تعد الأسلاك مناسبة لربط الخوادم وأجهزة الحاسوب المكتبية، لكن الواي فاي مثالي لتوسيع نطاق هذه الشبكة إلى غرفة الاجتماعات وغرفة الغداء وحتى الحمام.
ووفقًا لاستطلاع أجري عام 2007، يمتلك 73.7٪ من طلاب الجامعات جهاز حاسوب محمول، وتوقع الطلاب قدرتهم على الوصول إلى الإنترنت ومشاركة الملفات عبر شبكة الجامعة، سواء كانوا في المختبر أو في ساحة الكليّة. هذا هو دور الشبكة الهجينة.
يشير مصطلح «الشبكة الهجينة» إلى أي شبكة حاسوب تحتوي معيارين أو أكثر من معايير الاتصالات المختلفة. في هذه الحالة، تستخدم الشبكة الهجينة معايير إيثرنت-802.3 وواي فاي-802.11/a/b/g.
تعتمد الشبكة الهجينة على أجهزة توجيه ومحولات هجينة خاصة ولوحات؛ لتوصيل أجهزة الكمبيوتر السلكية واللاسلكية والأجهزة الأخرى القابلة للاتصال بالشبكة.
في شبكة الحاسوب السلكية، يجب توصيل جميع الأجهزة باستخدام أسلاك إلى نقطة توصيل مركزية، إذ تنتقل كافة المعلومات من أي جهاز عبر المركز وصولًا إلى نقاط أخرى متصلة بالشبكة، يسمى هذا النوع شبكة النجم.
يمكن أن تكون نقطة الوصول المركزية في الشبكة السلكية جهاز توجيه أو لوحة توصيل، وتتمثل وظيفة نقطة الوصول في مشاركة اتصال الشبكة بين العديد من الأجهزة.
توصل جميع الأجهزة بنقطة الوصول باستخدام أسلاك إيثرنت. وإذا أردنا جعل الاتصال بالإنترنت متاحًا للأجهزة أيضًا، فيجب توصيل نقطة الوصول بمودم إنترنت واسع النطاق.
في الشبكة اللاسلكية القياسية، تتصل جميع الأجهزة بنقطة وصول لاسلكية مركزية.
يجب أن تحتوي الأجهزة المراد وصلها بالشبكة على أجهزة مودم أو بطاقات لاسلكية تتوافق مع معيار أو أكثر من معايير واي فاي.
تستخدم الشبكة الهجينة ما يسمى بنقطة الوصول الهجينة، وهو جهاز يبث إشارة لاسلكية ويحتوي على منافذ وصول سلكية.
نقطة الوصول الهجينة الأكثر شيوعًا هي جهاز التوصيل الهجين، إذ يبث جهاز التوجيه الهجين القياسي إشارة واي فاي باستخدام معيار 802.11 أو b أو g ويحتوي على أربع منافذ إيثرنت لتوصيل الأجهزة السلكية، ويحتوي أيضًا على منفذ للاتصال بالمودم عبر سلك إيثرنت.
هناك عدة تكوينات مختلفة يمكن أن تطبق على الشبكة الهجينة، إذ يحتوي التكوين الأساسي على جميع الأجهزة السلكية المتصلة بمنافذ إيثرنت، وتتواصل الأجهزة اللاسلكية مع الأجهزة السلكية عبر جهاز توجيه لاسلكي.
لكن عند الحاجة لربط أكثر من أربعة أجهزة سلكية يمكن ربط عدة أجهزة توجيه معًا، سلكية ولاسلكية في تشكيل يسمى «Daisy Chain-سلسلة الأقحوان».
في هذا السلسلة نحتاج إلى أجهزة توجيه سلكية كافية لوصل جميع الأجهزة السلكية، وما يكفي من أجهزة التوجيه اللاسلكية لبث إشارة الواي فاي إلى كل ركن من أركان الشبكة.
ليست أجهزة الكمبيوتر هي الأجهزة الوحيدة القابلة للربط على شبكة هجينة، لدينا اليوم الطابعات وكاميرات الويب وأجهزة الفاكس.
مثال ذلك، يمكن طباعة مستند دون الحاجة إلى الوصل المباشر بالطابعة، عبر إرسال المستند بواسطة الشبكة إلى الطابعة المتصلة بالشبكة بالطبع.
الشبكات الهجينة والسلكية مقابل اللاسلكية
الميزة الرئيسية للشبكة السلكية هي السرعة، إذ يمكن لكابلات الإيثرنت السريعة إرسال البيانات بسرعة تصل إلى 100 ميجابت في الثانية، بينما تصل أقصى سرعة لشبكات الواي فاي إلى 54 ميجابت في الثانية؛ لذا إذا كنت من هواة اللعب عبر الإنترنت، أو في حال أردت إرسال ملفات كبيرة عبر الشبكة فمن الأفضل الالتزام بالشبكة السلكية للحصول على السرعة المثلى.
يعمل المختصون الآن على معيار «802.11n» الذي يمكن أن يؤمن سرعة نقل بيانات تتراوح بين 150 حتى 300 ميجابت في الثانية.
أما الميزة الرئيسية للشبكات اللاسلكية هي التنقل والمرونة، ما يمكّنك من الاتصال بالإنترنت ومشاركة البيانات عبر الشبكة من أي مكان داخل نطاق الشبكة اللاسلكية.
تتميز الشبكات اللاسلكية أيضًا بانخفاض تكاليف تجهيزها مقارنة بالشبكات السلكية التي تتطلب عددًا كبيرًا من الكابلات وأجهزة التوجيه، خاصة في المنشآت الكبرى مثل الجامعات، إضافة إلى الحاجة لحفر الجدران والأسقف لتمديد الكابلات اللازمة.
يُنظر إلى الشبكات السلكية عمومًا على أنها أكثر أمانًا، نظرًا إلى عدم إمكانية اختراقها بدون الاتصال السلكي المباشر، بخلاف الشبكات اللاسلكية التي يمكن تتبع البيانات المنقولة عبرها باستخدام برامج اكتشاف (Sniffing) وتحليل البيانات.
لكن مع معايير التشفير اللاسلكي المستخدمة حاليًا في معظم أجهزة التوجيه مثل «WEP» و«WPA»؛ فإن الشبكات اللاسلكية تكون آمنة تقريبًا مثل الشبكات السلكية.
ختامًا، يبدو أن الشبكات الهجينة تتربع على عرش عالم الشبكات من ناحية السرعة والأمان وقابلية التنقل، إضافة إلى قلة تكاليف تجهيزها، ولكن من يدري؟ لعل الأيام القادمة تحمل من التطور والتقنيات الحديثة ما يمكن أن يزيح الشبكات الهجينة عن مقعد الصدارة.
اقرأ أيضًا:
ما الفرق بين المعايير المختلفة لتقنية واي فاي؟
رسميًا إطلاق شبكة واي فاي جديدة أسرع: إليك ما تحتاج معرفته
ترجمة: رضوان يوسف
تدقيق: تسبيح علي