في الملاعب الرياضية المصممة لتضخيم صوت الجمهور، احذر من فقدان السمع.
ضجيج الجمهور هو جزء كبير من الإثارة عند حضور حدث رياضي.
وعندما يكون حشد الجماهير أكثر ضجة تكون التجربة الرياضية أكثر حماسًا للمتابعين، وغالبا يكون لهم فضل في مساعدة اللاعبين وإثارة حماستهم في الميدان.
وقال كارل فرانسيس، مدير الاتصالات لرابطة اللاعبين في اتحاد كرة القدم الأميركي «إن اللاعبين يحبون ذلك، دعم المشجعين بالتأكيد له تأثير على اللاعبين».
يعرف مصممو الملاعب هذا، والجيل الجديد من الملاعب يضم ميزات تعزز دعم المشجعين من خلال الإحاطة بالصوت وتضخيم ضجيج الحشد.
وقال جاك ورايتسون، المستشار الصوتي في دالاس، والذي عمل على تصميم العشرات من الملاعب الرياضية في أمريكا الشمالية «إن أهم الجوانب هي الحفاظ على حجم الملعب الصغير قدر الإمكان، وتوفير الأسطح الصوتية العاكسة التي تعكس الضوضاء إلى الجمهور».
يقول ورايتسون: «يفقد الصوت طاقته أثناء سفره، لذا فإن المفتاح للحفاظ على الصوت هو المكان الصغير والمُقرَّب».
وقد تم تصميم معلب فريق سان فرانسيسكو 49 الجديد «Levi’s Stadium» في سانتا كلارا، كاليفورنيا مع أخذ كيفية المحافظة على الصوت بعين الاعتبار.
الملعب صغير، ولكن يتناسب بشكل مريح في موقعه الحضري الكثيف.
اقتُطِعَ أحد جوانبه البيضاوية ووضع مقصورات الاعلام في برج قلل من بصمة الملعب بشكل عام ولكن سيعمل البرج على عكس الصوت الى المشجعين مما يزيد من ضجة الجمهور.
استخدام مواد مثل الخشب والمعادن يزيد من الصدى ويمكن أيضا زيادة ضجيج الجمهور.
في حين أن معظم الملاعب في أمريكا الشمالية مفتوحة، وجود سقف يمكن أن يساعد على رفع مستوى الضجيج في المدرجات.
أغلب ملاعب كرة القدم الأوروبية لها أسطح جزئية، مما يساعد على إبقاء مستويات الضوضاء أعلى.
في الملعب الخاص بسياتل سي هوكس، سينشري لينك فيلد، يعكس السقف المعلق الكبير الضوضاء الى المدرجات.
وهذا ما ساعد المشجعين، المعروفين رسميًا باللاعب رقم 12، بتسجيل رقم غينيس القياسي لأعلى ضوضاء لحشد بقوة 137.6 ديسيبل.
ويذكر أن مقياس ديسيبل هو الذي يمثل مدى حساسية نظام السمع البشري للترددات الصوتية المختلفة.
قالت جينيفر توفتس، وهي متخصصة في السمعيات في جامعة كونيتيكت في ستورس وشغلت منصب الرئيس السابق للجمعية الوطنية لحفظ السمع، وهي جمعية مهنية مهمتها هي منع فقدان السمع في بيئات العمل المختلفة ولعموم السكان إن هذا المستوى من الضجيج يمكن مقارنته بالوقوف على بعد 150 قدم من محرك نفاث أثناء عمله، ويمكن أن يؤدي إلى فقدان السمع الفوري والنهائي.
لكن هناك عوامل كثيرة لتحديد المخاطر بدقة، بما في ذلك طول المدة التي تعرضت لها لهذا النوع من الضوضاء، ومدى القرب من المصدر.
وقالت: «إن الرنين في أذنيك بعد مغادرتك للمباراة يمكن أن يشير إلى تعرضك لمستويات صوت عالية بما يكفي لتسبب ضررا دائما».
يقول المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية إنه بدون حماية، يمكن أن يؤدي التعرض لمستويات الضوضاء التي تبلغ 85 ديسيبل لمدة ثماني ساعات إلى تلف دائم بمرور الوقت.
وسيكون مقدار التعرض الآمن لهذا النوع من الضوضاء نصف الثماني الساعات إذا زاد 3 ديسيبل فقط.
يمكن للضجيج في مدرجات كرة القدم الامريكية أو كرة القدم ان يصل الى حوالي 80-90 ديسيبل، مع ارتفاع أكثر وحدة أكبر في الهجمات الخطرة.
وأضافت توفتس «إذا كنتُ ذاهبا إلى لعبة من هذا القبيل، سأرتدي سدادات الاذن، أنا طبيبة سمع، وأنا أقدر السمع، أنا آخذ سدادات الأذن الى كل مكان أذهب إليه».
وقالت توفتس إن الأشخاص الذين يذهبون إلى الكثير من المباريات، وحتى اللاعبين والحكام وموظفي الملعب سيكونون أكثر عرضة للخطر، لأن الضرر تراكمي حتى الآثار البسيطة يمكن أن تتراكم بمرور الوقت.
وقال فرانسيس إن الرابطة الوطنية للاعبي كرة القدم أصبحت أكثر نشاطا في رصد سلامة اللاعبين، ولكن في الوقت الراهن ليس لديها أي قواعد محددة أو توصيات بشأن مستويات الضوضاء أو حماية السمع.
وقال توفتس: «لا تصنف ضوضاء الحشود عادة في فئة الأضرار الصادمة، ولكن بعض الناس أكثر عرضة من غيرهم».
لذلك فمن الأفضل أن تضل على حذر.
إذا كانت الضوضاء عالية لدرجة أنه يجب أن تصرخ ليستمع إلى صوتك فمن الأفضل لبس سدادات الأذن.
وأذنك تحتاج للراحة بعد التعرض لهذا الحجم من الضجيج.
وأضافت «إن أسوأ ما يمكن القيام به بعد المباراة هو العودة إلى البيت وقطع العشب أو الخروج إلى بار صاخب».
في نهاية المطاف، بغض النظر عما يفعله المهندسون المعماريون لتعزيز أجواء الملعب سمعيا، مستويات الضوضاء في الملعب تعتمد على المشجعين أنفسهم.
كان فريق كرة القدم الإنجليزي أرسنال في ملعبه السابق هايبوري، لندن، غالبا ما يتم التهكم عليه بهايبري المكتبة من قبل مشجعي الفرق الاخرى الذين شعروا بأن مؤيدي أرسنال يفتقرون إلى الشغف.
في حين كان ملعب ميل فرونك الشهير في دنفر برونكوس كان صاخبا جدا، على الرغم من عدم وجود توصيات من علماء السمعيات بخصوص الملعب.
وقال ورايتسون: «لا يهم ما تفعله للمبنى إذا كان الجمهور لا يصنع الضوضاء».
- المترجم: عصام محمد النائب.
- المدقق: محمد نور.
- تحرير: عيسى هزيم.
- المصدر