تخالف بعض الانهيارات الأرضية على سطح المريخ قانونًا مهمًا للفيزياء. تتشكل هذه الانهيارات الأرضية بسبب الصخور والأتربة التي تتحرك منجرفةً نحو الأسفل. يعود ذلك إلى قوى الجاذبية.
يصعب قياس قوة هذه الأتربة والصخور التي تتفوق بأحجامها على مبنى إمباير ستيت في نيويورك، وتتحرك بسرعة 360 كم/ساعة. هذا يشير إلى عدم وجود قوى احتكاك تعيق الحركة، أو أنها موجودة لكن بقيم مُهملة.
اقترح العلماء حلًّا لهذه المعضلة، هو أن هذه الانهيارات الأرضية يجب أن تكون قد حدثت في فترة زمنية كان فيها سطح المريخ مغطى بالجليد.
قدّمت الأبحاث الجديدة حلًا مُقترحًا آخر، نُشر هذه الحل في بحث لـNature Communications، قد يفيدنا في تجنّب حدوث هذه الانهيارات الأرضية الضارة على سطحي المريخ والأرض أيضًا!
بحث علماء الأرض في موضوع الانهيارات الأرضية فوق سطح المريخ منذ أن تم رصده لأول مرة منذ نصف قرن.
حدثت هذه الانهيارات على سطح كوكبنا حتمًا، لكن محو نتائجها سهل جدًا بما أن الأرض تتعرض للعديد من الظواهر الطبيعية كالرياح والأمطار والصفائح التكتونية والتغيرات الجوية.
أما على سطح المريخ فإن هذه العوامل المذكورة سابقًا تكاد تكون معدومة، لذلك يسهل إبقاء الأدلة على حدوث الانزلاقات الأرضية واكتشافها.
يدرس العلماء هذه الانزلاقات على كوكبنا والكواكب الأخرى في مجرتنا؛ لأن لها العديد من المزايا والفوائد.
لدينا حاليًا صور دقيقة وواضحة لهذه الانزلاقات على سطح المريخ، وهي مفيدة لعمليات القياس والمراقبة أكثر من الصور المتاحة على سطح الأرض.
اكتشافات جديدة
يبلغ طول الوادي المريخي فاليس مارينيرس 4000 كم وعمقه 8 كم، ركز العلماء على دراسة منطقة أرضية مميزة ما زالت آثار الانزلاقات الأرضية واضحة ومحفوظة فيها.
استُخدمت التلال الموجودة على الانهيارات الأرضية المريخية كدليل على أن المريخ كان مغطى بالجليد.
ما زالت آلية تشكل هذه التلال والتوقيت التي تشكلت فيه موضع جدل وتساؤل.
للتحقق من وجود تفسيرات أخرى، صمم العلماء نماذج محاكاة حاسوبية اُطلق عليها اسم «الارتفاعات الرقمية»، استخدم العلماء صورًا عالية الدقة للانهيارات الأرضية المريخية، التُقطت هذه الصور بواسطة الأقمار الصناعية، تفيد هذه النماذج في حساب البيانات كطول وثخانة التلال المريخية والمسافة بين تلة وأخرى.
أظهرت النتائج المخبرية أن المسافة بين تلة وأخرى هي دائمًا ضعفي إلى ثلاثة أضعاف الثخانة، هذه الأدلة الميدانية الأولية التي تُوصل إليها في المختبرات لا تتضمن العامل الجليدي.
اكتشف العلماء نتيجة لذلك أن الجليد ليس عاملًا ضروريًا لتشكل التلال، واقترحوا أنها قد تكون تشكلت بسبب الحركات السريعة للطبقات الأولية للصخور الخفيفة غير المستقرة.
أُنشئت هذه الطبقات نتيجة للحركات الاهتزازية واصطدام الأجزاء السفلية من الشرائح مع السطح الخشن للوادي.
هنا تبدأ عملية الحمل الحراري وهي نقل الحرارة عن طريق الحركة، والتي تسببت في سقوط الصخور الأعلى كثافة ووزنًا ما أدى إلى تشكل التلال فوق سطوح الانهيارات الأرضية.
هذه النتائج مهمة جدًا لنا على سطح الأرض؛ حتى نتمكن من تحليل وتفسير النتائج وتجنب حدوث كوارث أرضية كما حدث في الماضي.
يمكننا أيضًا توظيف هذه النتائج لتطوير طرق حماية لنا من هذه الانهيارات الأرضية في حال استوطنّا المريخ يومًا ما!
روابط ذات صلة:
تربة المريخ غريبة جدًا، مشهد من جهود مسبار الخلد
للمرة الأولى ناسا ترصد هزات الزلازل في المريخ
ترجمة: ساره حسين
تدقيق: عبد الله كريم
مراجعة: صهيب الأغبري