إبهام القدم الأروح أو الوَكْعَة (Bunion) هو تشوّه أو انحراف في مقدمة القدم في المفصل المشطي السلامي الأول (Metatarsophalangeal)، هذا التشوه شائع ويحدث ببطء مع مرور الوقت؛ بحيث يتبارز المفصل للخارج ويميل الأصبع باتجاه الأصبع المجاور.
من الممكن أن يشاهد مثل هذا التشوه والتورُّم في المفصل المشطي السلامي الأخير للأصبع الأصغر في القدم ويُسَمّى حينها بالوُكَيعَة (Bunionette) أو وَكْعَة الخياطين لأنها تحدث عندهم بتواتر أكبر بسبب طبيعة عملهم.
أبرز الأعراض هو النتوء المنتفخ المتبارز، والذي قد يكون مؤلمًا ومتورِّمًا أو مُحْمَّرًا مما يجعل الوقوف أو المشي مؤلمًا أو صعبًا بسبب زيادة الحمل المُترَكِّز على المفصل، وقد يصبح تحريك الأصابع أيضًا صعبًا ومؤلمًا خاصةً الإبهام بسبب وجود التورُّم في المفصل المرتبط به، بالإضافة إلى أنَّ التغيُّر في شكل القدم سيؤدي إلى صعوبة في إيجاد أحذية مناسبة.
لم يوضع سبب محدد بدقة، ولكن قد يكون ذلك مرتبط بـ: عوامل موروثة، إذ وجدت الدراسات أنّ معظم المصابين لديهم قريب واحد مصاب على الأقل، ارتداء الأحذية الضيقة وذات الكعب العالي، التهابات المفاصل كالتهاب المفاصل الرثياني (Rheumatoid Arthritis) والنقرس (Gout) والتهاب المفاصل الصدفي (Psoriatic Arthritis)، ظروف مُهيِّئة أخرى كوجود أربطة رخوة أو مفاصل زائدة المرونة أو عضلات ناقصة المقوية ناتجة عن أمراض عصبية عضلية كالشلل الدماغي(Cerebral Palsy) أو اضطرابات النسيج الضام مثل متلازمة مارفان (Marfan syndrome).
نسبة مشاهدة هذا التشوّه عند الإناث أكبر بكثير من الذكور، فالدراسات وجدت نسب تُقدَّر بإصابة 8-9:1 وحتى 15:1 هذا الفرق قد يكون مرتبط بسبب اختلاف الأحذية التي يرتديها الجنسين، وبالنسبة للعمر فذروة الحدوث بين 30-60 سنة برغم أنَّ التغيرات المبدئية قد تبدأ بالحدوث باكرًا خلال فترة اليفع والنضوج.
يكون التشخيص واضحًا من الشكل والقصة السريرية، ولكن تبقى الصورة الشعاعية البسيطة ضرورية لتحديد مقدار التخرُّب والأذى وربما يمكن تحديد السبب؛ وبالتالي المساعدة في تحديد الأسلوب العلاج الذي سيُتَّبَع.
قد يكون تغيير الأحذية كل ما يجب القيام به للسيطرة على الألم الناتج عن الوَكْعَة، سيساعد الطبيب في اختيار الأحذية الملائمة بحيث تكون واسعة من الأمام وكعبها أقل من 2 إنش، فالأحذية ذات الكعب العالي تضع ضغطًا كبيرًا على أصابع القدمين وتسبب مشاكل أخرى، كما يجب الابتعاد عن الأحذية الضيقة التي تضغط الأصابع.
من الممكن لف كيس من الثلج بمنشفة ووضعه على مكان التورُّم للتخفيف من الألم والانتباج، ولكن يجب ألّا يوضع أكثر من 20 دقيقة في كل مرة فذلك قد يؤذي القدمين، وإذا كان المصاب يعاني من مشاكل في الأعصاب أو التروية فيجب استشارة الطبيب قبل أن يستخدم هذه الطريقة.
ارتداء رباط مقوّم محشو خاص (لبادة) سيساعد بتوفير ما يشبه الوسادة حول تلك المنطقة المؤلمة، ولكن يجب الانتباه إلى القياس المناسب وإلا سيؤدي ذلك إلى مشاكل إضافية، لذا من المفضّل استشارة طبيب قبل تجربة هذه الطريقة، أو استخدامها لفترة قصيرة لمعرفة ما إذا ستساعد على التحسُّن.
من الممكن تناول الأدوية المسكنة للألم التي لا تحتاج لوصفة طبية كالأسيتامينوفين
(Acetaminophen) والإيبوبروفين (Ibuprofen) والنابروكسين (Naproxen)، وقد يصف الطبيب أدوية أخرى إذا كان السبب الأساسي أحد التهابات المفاصل الأخرى.
إذا لم تساعد العلاجات الأخرى، فالخيار الأخير يبقى الجراحة لتقويم هذا الخلل، ولا تستطب الجراحة لدى اليافعين لأنّ القدم لا تزال في طور النمو وقد يتراجع الخلل عفويًا.
يعتبر الالتهاب الجرابي أو الكيسي (Bursitis) أحد المضاعفات، بحيث يؤدي ازدياد انحراف المفصل إلى التهاب الجراب المفصلي مما يسبب ألمًا شديدًا وهذا ما يدعى بالالتهاب الجرابي، ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى أذية الغضروف وبالتالي التهابًا مفصليًا.
قد تسبب الوكعة ألمًا وتورُّمًا في مقدمة القدم مؤديةً للألم المشطي (Metatarsalgia)، ويزيد الأمر سوءًا الأحذية الضيقة جدًا أو الرخوة جدًا، ويرتفع احتمال حدوث هذا عند الركض أو القفز كثيرًا كما هو الحال عند لعب كرة السلة أو الهرولة مثلًا، ومن الممكن أن تساعد الأحذية ذات الدعامات في ذلك.
من الممكن أن تسبب الوكعة حدوث تشوّه إصبع القدم المطرقية (Hammertoe) الذي يصيب المفاصل بين السلامية القريبة للأصبع الثاني أو الثالث أو الرابع نتيجة دفع العضلات والأوتار عن موضعها، مما يؤدي إلى انعطاف دائم بما يشبه المطرقة، قد يساعد الحذاء المريح والمناسب عند حدوث هذا، ولا بُدَّ من الحل الجراحي في حال أدّى ذلك إلى مشاكل خطيرة.