كيف تؤثر خسارة الوزن على المناعة؟

تسبب السمنة خللًا للجهاز المناعي فتجعله يهاجم الجسم، ما يسبب مشاكل في القلب وأمراض أخرى. ووجد باحثون أستراليون أن فقدان الأشخاص الذين يعانون من السمنة لعشرة أرطال من الوزن الزائد يمكنه إصلاح بعض الخلل في الجهاز المناعي.

يتكون الجهاز المناعي من أنواع كثيرة من الخلايا والتي تحمي الجسم من الجراثيم والفيروسات وغيرها.

ويجب أن توجد هذه الخلايا بتوازن معين لتحافظ على صحة الجسم. وتؤثر كثير من العوامل على هذا التوازن مثل نوع الغذاء وزيادة نسبة الدهون في الجسم، فيسبب ذلك تغيّرًا في الخلايا المناعية فتهاجم الجسم بدلًا من حمايته.

علم العلماء لبعض الوقت أن زيادة الدهون في الجسم وخاصةً تراكمه في منطقة البطن؛ يحفز إنتاج خلايا تسمي الخلايا المناعية المسببة للالتهاب والتي توجد في الدم وتسبب حدوث الالتهاب.

وربط العلماء بين هذا الالتهاب المزمن وحدوث المشاكل في الشرايين التاجية وغيرها من المشاكل الصحية. وتحفز الدهون أيضًا إنتاج خلايا مناعية أخرى تسمى الخلايا البلعمية.

ركزت الدراسة على الأشخاص الذين يعانون من السمنة والمصابين بمرض السكري من النوع الثاني أو المعرضين للإصابة بالسكري والذين يلتزمون ببرنامج غذائي يحتوي على 1000-1600 سعر حراري في اليوم لمدة 24 أسبوع.

وخضع هؤلاء الأشخاص لعملية ربط المعدة عند الأسبوع الثاني عشر. وأظهرت النتائج انخفاض مستوى الخلايا المسببة للالتهاب بنسبة 80% وانخفاض نشاط الخلايا البلعمية.

تقول كاثرين ساماراس (Katherine Samaras) البروفيسورة في معهد جارفان للبحوث الصحية في سيدني: «يعاني 50% من البالغين الأستراليين من مشاكل زيادة الوزن، وتعدّ السمنة السبب الأهم للنوع الثاني من مرض السكري وبعض أنواع السرطان».

وفي الولايات المتحدة الأمريكية يعاني ثلث الأمريكيين من السمنة.

تقول ساماراس: «وصل الموقف إلى حدّ خطير، ويجب أن يعي الناس أن الدهون تؤثر على جهازهم المناعي وبالتالي على بقائهم».

وتضيف ساماراس أن فقدان 6 كيلوجرامات من الوزن الزائد يخفض مستوى الخلايا المناعية لمسببة للالتهاب.

ويستطيع العلماء توقع حجم الوزن الذي سيفقده الشخص بعد خضوعه لجراحة ربط المعدة وفقًا لمدى نشاط الخلايا المناعية في نسيجه الدهني.

تقول ساماراس: «تساعدنا هذه الدراسة على فهم لماذا يفقد بعض الناس الوزن الزائد بسهولة أكثر من غيرهم، وأن الالتهاب مرتبط بتنظيم الاستجابة لجراحة ربط المعدة».

ويقول الباحثون أننا بحاجة للمزيد من العمل للكشف عن دور هذه الخلايا المناعية في السمنة والنوع الثاني لمرض السكري.