للعمل الذي ننجزه تأثيرٌ كبيرٌ على صحتنا النفسية، والعكس صحيح، فللعمل الذي لا نقوم به تأثيرٌ مؤذٍ.
تُظهر بحوث متواصلة أُجريت على 4842 مشاركًا ومشاركة تتراوح أعمارهم بين 18 و65 سنة، أن البطالة أو القيام بعملٍ أدنى من قدرات الفرد تعرّضه للاكتئاب ولتأثيراتٍ سلبية طويلة الأمد.
وبالإضافة إلى كونه ضرورةً مجتمعية تترسخ بدايةً بالسؤال الذي يتلقّاه كل طفل «ماذا تودّ أن تصبح عندما تكبر؟» ونظيره للكبار «ماذا تعمل؟»، توجد حاجات أساسية وإنسانية أخرى يحقّقها العمل.
يوفر العمل:
- معنىً وغاية
- الحصول على قيمةٍ مضافةٍ مُعترف بها لمساهمة الفرد
- الشعور بالإنجاز
- الكفاءة الذاتية
- احترام الذات
- التواصل مع المجتمع كمعيل ومساهم
- تقديرًا واستمتاعًا أكبر بأوقات الراحة
- إشباع الرغبات الأساسية
يدفع الأفراد والمجتمع ثمن البطالة، يصبح هذا الأخير باهظًا عندما يتزامن مع تهديداتٍ اقتصادية، كإزالة قطاعٍ صناعيٍّ بالمرة، التسريح الدائم أو الموسمي للعمال، التمييز، النقص في القدرات والكفاءات، أو سوء الحظ.
إن كنت تقرأ هذا المقال وأنت عاطلٌ عن العمل، أو تعتقد أنك تستحق عملًا أفضل، أو تكره عملك وتودّ أن تجد وظيفة أخرى، ستجد هنا مجموعة من المقترحات.
قبل أن تبدأ بالبحث عن حل، ألق نظرة على نتائج البحث العالمي المشهور لأخصائي الطب العصبي النفسي الشهير، الدكتور دومينيك كلافيي، والذي وجد أن 86.5% من الأشخاص الناجحين في مسيرتهم المهنية يحظون بهدفٍ متناسق مع أهداف الشركة التي يعملون بها، بينما يفتقد 85.5% من الأشخاص الفاشلين في حياتهم المهنية تلك الخاصية.
يكمن الأمر المميز فيما يخص هذه الإحصائيات في كون النجاح يتماشى مع الرغبة الداخلية والغاية المتناغمَين مع العمل الذي يقوم به الفرد، وكذا تنسيق الأهداف الشخصية مع المسار العام للشركة، في حين لا يودُّ الأفراد الذين يُبدون تعاسة ناتجة عن التزامهم بأعمال القيامَ بها، وقد يفتقدون إلى رؤيةٍ حتى.
تمر كل مسيرة مهنية من نقاط انطلاقٍ عدة، وكذا عدة نقاط توقّف حتى يصير الفرد قادرًا على تكوين صورة واضحة عن رؤيته وغايته، ثم يأتي وقت اختيار مهنةٍ تتماشى مع حقيقته وقيمه وقدراته.
يمكن الوصول أو الاقتراب من هذه النقطة من خلال العودة إلى اللائحة سالفة الذكر مع المزيد من التفاصيل:
- معنى وغاية؛ تحديد المهمة الشخصية، ما هي قيمك؟ وماذا تود أن تنجز ولمصلحة من خلال حياتك؟
- الحصول على قيمةٍ مضافةٍ مُعترف بها لمساهمة الفرد؛ ما نوع الجزاء الذي تودّ أن تتلقاه اعترافًا بالعمل الذي تقوم به؟
- الشعور بالإنجاز؛ أيُّ عملٍ سيجعلك تحب وتحترم نفسك عندما تتأمل إنجازاتك نهاية كل يوم؟
- الكفاءة الذاتية؛ أيُّ وظيفة ستجعلك مستقلًا من الناحية المالية؟ وكيف يمكنك الموازنة بين الدخل والمصاريف بطريقة أكثر فعالية؟
- احترام الذات؛ أي عمل يولد لديك شعور الرضا عن الذات، وما العمل الذي يجعلك تعيسًا؟
- التواصل مع المجتمع كمعيلٍ ومساهم؛ هل بإمكانك توسيع رؤيتك لتشمل كل من يؤثر قيامُك بواجبك على حياتهم بطريقةٍ مباشرة أو غير مباشرة؟
- تقدير واستمتاع أكبر بأوقات الراحة؛ حرر لائحةً تحمل الأنشطة التي تجدّد بها نفسك.
- إشباع الرغبات الأساسية؛ ما الذي ترغب بتحقيقه في وظيفتك؟ انطلاقًا من الاكتفاء الذاتي عامةً إلى تحسين ظروف أدائك لمهنتك على مختلف المستويات.
تخصُّ المرحلة النهائية المقارنة بين خصائص فرص العمل المُتاحة ورغباتك ورؤيتك الشخصية.
انتبه للأفراد والأماكن والفرص التي تشعل حماسك، كن حذرًا من الانزلاق نحو التظاهر بكونك شخصًا مختلفًا فقط للحصول على أيِّ وظيفة.
خلال بحثك، انخرط في نوادٍ خاصة بذلك، سواء بالقرب منك أو على الإنترنت، طوّر قدراتك وتعلّم مهاراتٍ جديدة.
لا تدّخر جهدًا في مساعدة الآخرين في مسيرة بحثهم عن العمل، هذا سيساعدك على تعلم طريقة أمثل للوصول إلى هدفك.
- ترجمة: عبد العزيز برقوش.
- تدقيق: تسنيم المنجّد.
- تحرير: عيسى هزيم.
- المصدر