اسمه الكامل كارل هينريك ماركس، ولد في 5 مايو 1818 في مقاطعة الراين في ترير في بروسيا (ألمانيا حاليًا) وتوفي في 14 مارس 1883 في لندن في بريطانيا. كارل ماركس رجل ثوري وعالم اجتماع ومؤرخ واقتصادي، نشر مع فريدريك إنجلز بيان الحزب الشيوعي المعروف بالبيان الشيوعي الذي يعد المنشور الأكثر شهرة في تاريخ الحركة الاشتراكية، بالإضافة إلى ذلك ألف ماركس كتاب «رأس المال» وهو أهم كتاب في الحركة الاشتراكية. شكلت هذه المؤلفات وغيرها من كتابات ماركس وإنجلز أساسات فكر الماركسية ومعتقدها.
حياته المبكرة:
كان كارل هينريك ماركس أكبر صبي بقي على قيد الحياة بين تسعة أطفال ماتوا، وكان والده هينريك محاميًا ناجحًا تنويريًا كرس نفسه لكانط وفولتير وشارك في التحريض على الدستور في بروسيا، أما والدته هنريتا بريسبورغ فهي هولندية الجنسية. كلا الوالدين يهوديان ينحدران من سلالة طويلة من الحاخامات، ولكن قبل ولادة كارل بعام واحد عُمد والده في الكنيسة الإنجيلية المؤسسة (غالبًا بسبب متطلبات مسيرته المهنية)، ثم عُمد كارل أيضًا عندما بلغ السادسة. مع أن كارل تأثر في شبابه بالدين بنسبة أقل من تأثره بالسياسات الاجتماعية الناتجة عن عصر التنوير التي كانت سياسات راديكالية أحيانًا، فإنه تعرض للتمييز العنصري بسبب أصوله اليهودية؛ ما دفعه إلى التشكيك في أهمية الدين ودوره في المجتمع وساهم في تكوين رغبته بتغيير المجتمع.
تلقى كارل ماركس تعليمه في الأعوام بين 1830-1835 في المدرسة الثانوية في ترير، لكن هذه المدرسة كانت تحت مراقبة الشرطة بسبب الاشتباه بأنها تؤوي المعلمين والتلاميذ الليبراليين. أبدت كتابات ماركس في هذه الفترة روحًا من التفاني المسيحي وتوقًا للتضحية بالنفس في سبيل البشرية، ثم في أكتوبر 1835 دخل جامعة بون وحضر دروس العلوم الإنسانية في مواضيع مختلفة مثل الأساطير اليونانية والرومانية وتاريخ الفن. شارك ماركس في الأنشطة الطلابية المعتادة، وتشاجر مع زميل له ودخل السجن لكونه في حالة سكر وعدم انضباط.
ترأس نادي تافرن الذي كان على خلاف مع جمعيات الطلاب الأكثر أرستقراطية وانضم إلى نادٍ للشعراء يضم عددًا من الناشطين السياسيين، إذ إن الثقافة الطلابية المتمردة سياسيًا كانت جزءًا من الحياة في بون، وقد أُلقي القبض على العديد من الطلاب وطرد بعضهم في أيام ماركس عندما حاولوا تعطيل دورة المجلس التشريعي الاتحادي في فرانكفورت. ترك ماركس بون بعد عام وفي أكتوبر عام 1836 التحق بجامعة برلين لدراسة القانون والفلسفة.
مهدتْ تجربة ماركس المصيرية في برلين الطريق أمامه إلى الفلسفة الهيغلية السائدة هناك، ومن ثم التزامه مع الهيغليين الشباب.
في البداية، كره معتقدات هيغل، وعندما مرض فترة بسيطة كتب لوالده: «مرضت نتيجة انزعاج شديد من اضطراري لتقدير معتقد أكرهه»، إذ كان الضغط الهيغيلي على الثقافة الطلابية الثورية آنذاك قويًا جدًا. مع ذلك، انضم ماركس إلى مجتمع يسمى نادي الدكتور، وشارك أعضاؤه في الحركة الأدبية والفلسفية الجديدة. برز من بين الأعضاء برونو باور، محاضر شاب في علم اللاهوت عمل على تطوير فكرة أن الأناجيل المسيحية ليست سجلًا للتاريخ بل للأوهام الإنسانية الناشئة عن الاحتياجات العاطفية وأن المسيح لم يكن يومًا شخصية تاريخية.
حضر ماركس سلسلة من المحاضرات التي ألقاها باور عن النبي أشعيا، إذ اعتقد باور أن كارثة اجتماعية أكبر من قدوم المسيحية اقتربت ويُحضر لها.
بدأ الشباب الهيغليون يتحولون بسرعة للإلحاد ويتحدثون بغموض عن العمل السياسي، وسرعان ما تعهدت الحكومة البروسية بطردهم من الجامعات خوفًا من الأذى الذي قد يسببونه، وفُصل باور من منصبه عام 1839.
كان أقرب صديق لماركس في تلك الفترة أدولف روتنبرغ، وهو صحفي متقدم في العمر أمضى عقوبة سنة في السجن بسبب راديكاليته السياسية وضغط لتقوية المشاركة الاجتماعية.
أصبح الشباب الهيغليون في عام 1841 جمهوريين يساريين، وفي ذلك الوقت كانت دراسات ماركس متأخرة عن الوضع السائد.
بتشجيع من أصدقائه، قدم كارل ماركس أطروحة دكتوراة إلى جامعة جينا التي كانت معروفة بتساهلها في متطلباتها الأكاديمية، ونال شهادته في أبريل 1841.
حللت أطروحته بأسلوب هيغلي الفرق بين الفلسفات الطبيعية لديموقريطس وأبيقور، وبدت كأنها أُلهمت من تحدٍ بروميثياني: «لا تخفي الفلسفة شيئًا.
يعترف بروميثيوس بكراهية كل الآلهة، وهو اعترافه الخاص وشعاره الخاص ضد جميع الآلهة. بروميثيوس أنبل قديس وشهيد في تاريخ الفلسفة».
في عام 1841، تأثر ماركس مع غيره من الشباب الهيغليين كثيرًا بنشر كتاب «جوهر المسيحية» من تأليف لودفيغ فويرباخ، إذ اعتقد ماركس أن المؤلف نجح في انتقاد هيغل، الذي رأى أن المادة والوجود أدنى من العقل أو الروح، ومن وجهة نظر فيورباخ المعاكسة المادية بيّن كيف أن الروح المطلقة إسقاط للرجل الحقيقي الذي يقف على أسس الطبيعة. ومنذ ذلك الوقت اتجهت جهود ماركس الفلسفية نحو مزيج من جدلية هيغل القائلة إن كل الأشياء في عملية تغيير مستمر بسبب الصراعات بين جوانبها المتناقضة ومادية فيورباخ التي تضع الظروف المادية في مرتبة أهم من الأفكار.
في يناير 1842، بدأ كارل ماركس المساهمة في صحيفة تُسمى راينيش تسايتونغ أسِست حديثًا في كولونيا. مثلت الصحيفة الساعد الليبرالي الديمقراطي لمجموعة من التجار الشباب والمصرفيين والصناعيين، وكانت كولونيا مركز الصناعة الأكثر تقدمًا في بروسيا. وكتب ماركس في هذه المرحلة مقالة عن حرية الصحافة.
منذ ذلك الوقت، رأى ماركس أن وجود معايير أخلاقية مطلقة ومبادئ عالمية للأخلاق أمر مسلم به، وأدان الرقابة بوصفها شرًا أخلاقيًا يتجسس على عقول الناس وقلوبهم بقوى فانية ضعيفة حاقدة تفترض وجود عقل عالم بكل شيء، وأكد أن الرقابة لا يمكن أن تؤدي إلا إلى عواقب وخيمة.
في 15 أكتوبر عام 1842، أصبح ماركس محررًا لصحيفة الراينيش تسايتونغ، والتزم بكتابة مقالات افتتاحية حول قضايا اجتماعية واقتصادية متنوعة مثل مساكن الفقراء في برلين وسرقة الفلاحين للأخشاب من الغابات وحتى ظاهرة الشيوعية الجديدة، لكنه وجد أن المثالية الهيغلية قليلة الاستخدام في هذا النوع من المسائل وابتعد عن أصدقائه الهيغليين الذين عَدّوا آراءهم وأفكارهم الصادمة للبرجوازية نشاطًا اجتماعيًا كافيًا لهم.
كان ماركس في تلك الفترة ودودًا مع الرجال العمليين أصحاب التفكير الليبرالي ورأى أنهم يكافحون خطوة بخطوة للحصول على الحرية ضمن الحدود الدستورية، ونجح في زيادة نشر صحيفته ثلاثة أضعاف وجعلها المجلة الرائدة في بروسيا، ومع ذلك فإن السلطات البروسية علقت نشرها لأنها صريحة للغاية.
وافق ماركس على مشاركة الليبرالي الهيغلي أرنولد روج في تحرير مراجعة جديدة هي «الكتب السنوية الألمانية-الفرنسية» وقرر نشرها في باريس.
تزوج ماركس في يونيو 1843 بعد خطوبة استمرت 7 سنوات من جيني فون ويستفالين، وكانت جيني امرأة جذابة وذكية ومحبوبة كثيرًا، وهي أكبر من كارل بأربع سنوات، وتنحدر من عائلة متميزة من الناحية العسكرية والإدارية، إذ إن أخاها غير الشقيق أصبح لاحقًا وزيرًا بروسيًا شديد الرجعية في الداخلية، وكان والدها أحد أتباع الاشتراكي الفرنسي سان سيمون، وقد أعجب بكارل مع أن باقي أفراد عائلتها عارضوا هذا الزواج. أما والد كارل خشي أن تصبح جيني ضحية للشيطان الذي مس ابنه.
انتقل الزوجان الشابان بعد أربع سنوات من زواجهم إلى باريس التي مثلت آنذاك مركزًا للفكر الاشتراكي والفرق الأكثر تطرفًا المختبئة تحت اسم الشيوعية.
كان ماركس في البداية ثائرًا وشيوعيًا، وبدأ بالانضمام إلى الجمعيات الشيوعية للعمال الفرنسيين والألمان، وبرأيه الشخصي كانت أفكارهم فظة وغبية بعض الشيء، لكن شخصياتهم أثرت به، إذ قال في مؤلفه «المخطوطات الفلسفية والاقتصادية 1844»: «الأخوية ليست عبارة بالنسبة إليهم فحسب، بل حقيقة ثابتة من حقائق الحياة، والنبل يشع علينا من أجسادهم المتصلبة في العمل»، نُشرت هذه المخطوطات بعد مئة عام أي في عام 1959، ولكنها مع ذلك تعَد مؤثرة للغاية لأنها تظهر الخلفية الإنسانية لنظريات ماركس الاقتصادية والتاريخية اللاحقة.
لم تدم «الكتب السنوية الألمانية-الفرنسية» طويلًا، ولكن ماركس في أثناء نشرها صادق فريدريك إنجلز المساهم الذي أصبح معاونًا لماركس مدى الحياة، وظهر في صفحاتها مقال ماركس «نحو نقد لفلسفة الحق الهيغيلية» بالإضافة إلى الاقتباس الشهير: «الدين أفيون الشعوب»، وذُكر أيضًا أن ماركس أول من دعا إلى انتفاضة البروليتاريا لإدراك مفاهيم الفلسفة.
تدخلت الحكومة البروسية مرة أخرى ضد ماركس فطرد من فرنسا وذهب إلى بروكسل ثم لحقه إنجلز، وفي فبراير عام 1845 أعلن أنه تخلى عن جنسيته البروسية في ذلك العام في بلجيكا.
الشخصية والأهمية:
في جنازة ماركس في مقبرة هاي جيت، أعلن إنجلز أن ماركس حقق اكتشافين عظيمين، قانون تطور التاريخ البشري وقانون حركة المجتمع البرجوازي، وقال عنه في رثائه: «ماركس قبل كل شيء ثائر، لقد كان أكثر رجل مكروه وأكثر رجل شُوهت سمعته في عصره ومع ذلك فقد مات محبوبًا ومبجلًا ورثاه الملايين من زملائه العمال الثوريين».
تنعكس الجوانب المتضاربة من شخصية ماركس على مشاعره المتناقضة في بعض الأحيان، إذ كان ماركس مزيجًا من بروميثيان المتمرد والمثقف الصارم، وأعطى انطباعًا للكثير من الأشخاص بأنه متغطرس فكريًا.
قال الكاتب الروسي بافل أنينكوف عام 1846 بعد أن لاحظ طريقة ماركس في النقاش: «لم يتحدث إلا بصيغة الأمر دون أن يتسامح مع أي تناقض أو كذب، ويبدو أنه يجسد الديكتاتور الديموقراطي الذي قد يظهر أمام الفرد في لحظات الخيال».
لكن من الواضح أن ماركس لم يشعر بالارتياح أمام الجماهير الغفيرة وتجنب أجواء الخلافات بين الفصائل المتعصبة في المؤتمرات ولم يشارك في أي مظاهرات وفقًا لما ذكرته زوجته، ونادرًا ما تحدث في الاجتماعات العامة.
بالإضافة إلى ذلك، ابتعد عن المؤتمرات الدولية التي تناقش فيها الجمعيات الاشتراكية المنافسةُ قرارتها الهامة، وكان رجلًا يحب المجموعات الصغيرة التي تجتمع غالبًا في المنزل في جو مجلس عام أو موظفي صحيفة ما، إذ يستطيع في هذه الاجتماعات التعبير عن نفسه وفرض شخصيته بقوة على مجموعة صغيرة من زملاء العمل.
تجنب ماركس أيضًا لقاء العلماء البارزين الذين قد يتناقش معهم في مسائل مختلفة حول الاقتصاد وعلم الاجتماع على أسس متساوية من الفكر.
مع أن أفكاره انتشرت على نطاق واسع فقد وقع فريسة لبعض الوساوس والأفكار المهووسة، ومنها اعتقاده أن وزير الخارجية البريطاني اللورد بالمرستون عميل للحكومة الروسية. صمم ماركس على عدم السماح للطبقة البرجوازية بتحويله إلى آلة لصنع المال ولكنه عاش على سخاء إنجلز ووصايا الأقرباء.
لم تتغير عادات كارل ماركس الشخصية وأسلوب حياته عن الوقت الذي كان فيه طالبًا، إذ شارك صديقين في مقلب كسروا فيه أربعة أو خمسة مصابيح في أحد شوارع لندن ثم هربوا من الشرطة، وكان قارئًا للروايات وخاصة روايات السير والتر سكوت وبلزاك وقدس شكسبير.
كان ماركس كذلك أبًا حنونًا، وقال إنه معجب بيسوع لأنه يحب الأطفال، لكنه ضحى بأرواح أطفاله وصحتهم. بقيت ثلاث بنات من أطفاله السبعة أحياء وكبروا حتى سن النضج، لكن ابنته المفضلة إليانور أقلقته بشخصيتها العاطفية والعصبية والكئيبة، إضافة إلى رغبتها في أن تصبح ممثلة، وعُرف لاحقًا بأن خادمتهم المخلصة ولدت ابنًا غير شرعي لماركس سُمي فريدريك، إذ كشف إنجلز ذلك لإليانور في أثناء احتضاره وأخبرها أن ماركس هو الأب الحقيقي.
كان ماركس مقاتلًا مستعدًا للتضحية بأي شيء في معركة تحقيق ما تخيله عن مجتمع أفضل، وعَدّ النضال قانون الحياة والوجود.
تأثير أفكاره هائل، ومؤلفه الأعظم «رأس المال» (أو «إنجيل الطبقة العاملة» وفقًا لتسميته الرسمية في قرار الرابطة الدولية للرجال العاملين) نُشر في عام 1867 في برلين وطُبع للمرة الثانية في عام 1873. أنهى ماركس المجلد الأول فقط ونشره خلال حياته، أما المجلدان الثاني والثالث فلم يستطع إكمالهما، فحررهما إنجلز ونشرهما في عامي 1885 و1894.
كانت التصنيفات الاقتصادية التي استخدمها ماركس ذاتها التي استخدمها الاقتصادي البريطاني الكلاسيكي ديفيد ريكاردو، لكنه استخدمها وفقًا لمنهجة الجدلي ليناقش بأن المجتمع البرجوازي -كغيره من المجتمعات- يجب أن يتبع طريقه الحتمي نحو التنمية، وبأن الرأسمالية ستموت وتستبدل بمجتمع آخر أعلى قيمة منها عند توجيه العمل في الاتجاهات الجوهرية مثل تخفيض معدل الربح.
الصفحات الأشهر من كتابه رأس المال هي المقاطع التي أخذت من الكتب الزرقاء البرلمانية مصوّرَةً بؤس الطبقة العاملة الإنجليزية، يعتقد ماركس أن هذا البؤس سيزداد، وفي الوقت نفسه فإن احتكار رأس المال سيقيد الإنتاج، وفي النهاية سيقضى على الملكيات الرأسمالية الخاصة، وستصادر أملاك المصادِرين.
لم يدَّعِ ماركس أبدًا أنه اكتشف الطبقات والصراعات الطبقية في المجتمع الحديث، واعترف أن المؤرخين البرجوازيين قد وصفوهم قبله بفترة طويلة، ولكنه قال إن كل مرحلة من مراحل تطوير الإنتاج مرتبطة بهيكل طبقي متناظر وإن صراع الطبقات أدى بالضرورة إلى ديكتاتورية البروليتاريا، مبشرًا بظهور مجتمع غير طبقي.
جمع ماركس العديد من النسخ المختلفة جدًا من التيار الاشتراكي في أوائل القرن التاسع عشر ودمجها في عقيدة شكلت النسخة المهيمنة من الاشتراكية، واستمرت أكثر من نصف قرن بعد وفاته. بالإضافة إلى ذلك، شدد ماركس على تأثير الهيكل الاقتصادي في التنمية التاريخية مثبتًا أهميته الدائمة.
مع أن ماركس ركز في كتاباته على القضايا الاقتصادية فإن تأثيره الرئيسي برز في مجالات علم الاجتماع والتاريخ. وتعد طريقة التحليل العام أهم مساهمة لماركس في النظرية الاجتماعية، وهي الطريقة الجدلية التي تقول إن كل نظام اجتماعي يحمل بداخله قوى جوهرية تؤدي إلى تناقضات واختلال توازن لا يُحل إلا بنظام اجتماعي جديد.
لم يعُد الماركسيون الجدد يقبلون المنطق الاقتصادي الموجود في كتاب رأس المال، لكنهم ما يزالون يسترشدون بهذا الأسلوب في مقاربتهم للمجتمع الرأسمالي. وبهذا أصبحت طريقة تحليل كارل ماركس تشكل أحد الهياكل النظرية لعلم الاجتماع مثل طريقة توماس مالثوس وهربرت سبنسر وفيلفريدو باريتو.
اقرأ أيضًا:
ترجمة: نيفين الشلي
تدقيق: غزل الكردي
مراجعة: تسنيم الطيبي