النشاط الكهربائي في الدماغ يعني أن أفكارنا يمكن قراءتها وفهمها أيضًا.
يعتقد البعض أن الأفكار هي مجرد أشياء غامضة غير قابلة للتفسير وغير ملموسة، ولكن في الحقيقة فإن كل النشاط الذهني يتم نقله عبر نبضات كهربائية.
ومع تطوّر قدرتنا على تحليل إشارات الدماغ الكهربائية مع تطور فهمنا للدماغ، تتزايد إمكانيتنا لترجمة الأفكار إلى عمل تلقائي.
وتعتبر لعبة سباق السيارات المتحكم بها دماغياً هي أحد أشكال الاستفادة من الموجات الدماغية.
فقد صمم ستيفن سيغورنياك Sigurnjak Stephen، المحاضر الكبير في الإلكترونيات بجامعة مركز لانكاشاير، لعبة سباق سيارات يتم التحكم فيها عن طريق مستوى تركيز اللاعبين.
يقول ستيفن: “إن دماغنا يتعامل بالنشاط الكهربائي بشكل مشابه قليلاً لجهاز الحاسوب، حيث يتم تنشيط خلايا عصبية عند التركيز على شيء ما”.
ولإنجاز تلك اللعبة، توضع على جبهة الرأس تجهيزات التحكم الذهني مثل سماعات الرأس التي تهدف لقياس مستوى النشاط العقلي.
بعدها تُنَظَّم الأفكار إلى نطاقات (حِزَم) ترددية مختلفة (مثلًا: يعمل اللاوعي عند مستوى تردد مختلف عن مستوى تردد الأفكار الواعية)، ثم تعالج الإشارات الكهربائية بواسطة حاسوب ومن ثم تُرسَل إلى متحكم صِغَري، والذي يرسل بدوره مستوىً مناسبًا من الجهد الكهربائي لتشغيل السيارة.
تبقى السيارة ساكنة عند وضع سماعات الرأس طالما بقيت الإشارات الدماغية محدودة، وعندما تبدأ الأفكار بالتوارد إلى الدماغ تنطلق السيارة ويصبح من الصعب إبطاؤها.
والأصعب هو إيقافها كلياً لأن التخلص من الأفكار وتقليل النشاط الذهني هو ليس بالأمر السهل، بل إنه عند محاولة ذلك تزيد من سرعة السيارة مما يدل على أن ذلك يزيد من النشاط الدماغي.
هنالك مشاريع عديدة ممتعة ومفيدة لاستخدام التحكم الدماغي في تطبيقات أكثر تعقيداً، حيث توجد أبحاث كثيرة لاستغلال قدرات الدماغ.
مثلاً عند التعرض لحادث ما، أو الإصابة بالعجز أو الشلل، يمكن أن يبقى الدماغ سليماً ويعمل بشكل طبيعي بينما يكون الجسم غير قادر على القيام بالفعل المناسب.
كما تحاول تلك الأبحاث التحكم بالأشياء عن طريق التفكير بها، كجعل الكرسي المتحرك ينعطف نحو جهة معينة بمجرد التفكير بذلك.
ويمكن في المستقبل أن يقوم الحاسوب بطباعة ما نفكر به.
يمكن أن تستخدم التقنية أيضاً في قياس مستوى القلق في الأشغال والمِهَن ذات الضغط النفسي العالي والمرهق.
فعلى سبيل المثال، إذا ظهر التعب والإجهاد على ملّاح الطائرة وبدا مُعَرّضاً لارتكاب خطأ ما، فيمكن عندها أن يتدخل أحد آخر للمساعدة.
وحتى هذه اللحظة فإنه باستطاعتنا معرفة ما إذا كان الشخص جائعاً أو عطشاناً بالاعتماد على مسح الدماغ.
إلا أنه مازالت مهاراتنا في قراءة الأفكار بدائية للغاية، لكن لا تتوقعوا بأن تبقى أفكارنا غامضة لفترة طويلة.
- تحرير: تسنيم المنجّد
- المصدر