قد يزيد هذا الفطر المنتشر من خطر الإصابة بالربو
بوسطن – فطر موجود بيننا قد يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالربو.
تبعًا لمجلة Science news الإلكترونية في عددها الصادر بتاريخ 20/7/2016، فإن هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن التعرض المبكر للميكروبات يمكن أن يقينا من الحساسية والربو. لكن »المدهش هو أن بعض الفطريات قد تعرض الأطفال لخطر الإصابة بالربو«، بحسب ما صرح عالم الأحياء الدقيقة (بريت فينلاي Brett Finlay ) في مؤتمر صحفي عُقِد بتاريخ 17 فبراير خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم.
كما ذكر فينلي أيضًا أن الأطفال الرضع الذين حملت أمعاؤهم نوعًا معينًا من الفطريات— خميرة تُسمي بيتشيا— ،كانوا أكثر عرضة للإصابة بالربو مقارنةً بالأطفال الذين لم تحتو أمعاؤهم على هذا الفطر. وتشير الدراسات التي أُجريت على الفئران والبشر إلى أن التعرض لبعض الفطريات يمكن أن يؤدي إلى إثارة مرض الربو وتفاقمه. هذه أول دراسة تربط بين الربو وأحد الفطريات في ميكروبيوم الأمعاء لدى الأطفال الرضع.
حدّد فينلاي، الأستاذ بجامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر، وزملاؤه مؤخرًا أربعة أنواع من بكتيريا الأمعاء لدى الأطفال الرضع الكنديين، والتي يبدو أنها تقي من الإصابة بالربو. ولمعرفة ما إذا كانت هذه الميكروبات في الأمعاء توفر وقاية مماثلة لدى الأطفال الرضع في أماكن أخرى، قرر فينلاي دراسة مجموعات أخرى من الأطفال الذين يعانون من معدل إصابة بالربو مماثل لأطفال كندا (نحو 10 في المائة). جمع فينلاي وزملاؤه عينات لميكروبات الأمعاء من مئة طفل من ريف الإكوادور، وتابعوا ما حدث للحالات بعد خمسة أعوام.
حدد الباحثون عدة عوامل قد تؤثر على خطر الإصابة بالربو، مثل التعرض للمضادات الحيوية، الإصابة بعدوى في الجهاز التنفسي، والرضاعة الطبيعية من عدمها. ويقول فينلاي إنه من بين 29 رضيعًا في المجموعة الأكثر عرضة للإصابة بالربو، أُصيب أكثر من 50 في المائة منهم بالربو في سن الخامسة.
والمثير للدهشة أن أهم عامل للتنبؤ ما إذا كان الطفل قد أصيب بالربو أم لا، لم يكن البكتيريا، وإنما وجود فطر بيتشيا. ولم تكن هذه الخميرة واقية، وإنما تزيد من احتمالية الإصابة بالربو.
خمّن فينلاي أن الجزئيات التي تصنعها الفطريات تتفاعل مع أنظمة المناعة التي تتطور لدى الأطفال الرضع على نحو يُزيد بشكل ما من خطر الإصابة بالربو. وليس من الواضح كيف تكتسب أمعاء الأطفال الرضع هذا الفطر؛ فبعض أنواع فطر بيتشيا موجودة في التربة، وبعضها في اللبن الخام والجُبن. سيبحث فينلاي وزملاؤه الآن عن هذا الفطر في ميكروبات أمعاء الأطفال الكنديين.
درس الباحثون أيضًا عوامل أخرى مرتبطة بميكروبات المعدة والتي بدورها قد رفعت من خطر الإصابة بالربو لدى الأطفال الإكوادوريين. يقول فينلاي أن الأطفال الذين يشربون مياه نظيفة تزيد معدلات إصابتهم بالربو، فبينما شُرب المياه النظيفة يساعد الناس على تجنب العديد من الأمراض مثل الكوليرا، فإن من خلال علاقة المياه بالربو، يتضح كيف أن بعض الأوساخ قد تكون واقية. وأضاف: »لقد نظفنا عالمنا أكثر من اللازم«.
يؤكد هذا البحث أنه يجب توخي الحذر عند التعميم بشأن النبيت الجرثومي المعوي. يقول (إران إليناف Eran Elinav)، عالم أمراض الجهاز الهضمي في معهد وايزمان للعلوم في رحوفوت بإسرائيل، في مؤتمر صحفي: »ما يبدو لنا الآن هو أن الأمر يختلف تمامًا من شخص لآخر«. على سبيل المثال، تشير الأدلة إلى دور بعض الفطريات في الإصابة بداء الأمعاء الالتهابي، لكن الأمر يعتمد على كل فرد.
ترجمة: أميرة علي عبد الصادق
تدقيق: وائل مكرم