يبدأ الإرضاع وإنتاج الحليب بعد ثلاثة أيام من الولادة، إذ تحفّز هرمونات الغدة النخامية إنتاج الحليب استجابةً لمص الرضيع لحلمة الثدي.
في هذا التوقيت يمكن للأم أن تختار بين الرضاعة الطبيعية أو استخدام زجاجات حليب الأطفال لإرضاع طفلها.
يبدأ الإرضاع وإنتاج الحليب بعد ثلاثة أيام من الولادة، إذ تحفّز هرمونات الغدة النخامية إنتاج الحليب استجابةً لمص الرضيع لحلمة الثدي.
في هذا التوقيت يمكن للأم أن تختار بين الرضاعة الطبيعية أو استخدام زجاجات حليب الأطفال لإرضاع طفلها.
وفيما يلي بعض الاعتبارات التي يجب على الأمهات النظر إليها قبل اتخاذ القرار حول كيفية إطعام طفلها.
فوائد الرضاعة الطبيعية:
1- تجربة عاطفية جيدة: يشكل الإرضاع تجربة عاطفية مُرضية للأم، فالاتصال الجسدي الوثيق بينها وبين رضيعها يقلل التوتر لديها ويقلل من مخاطر اكتئاب ما بعد الولادة، كما يُفرز هرمون الأوكسيتوسين الذي يعزز الاسترخاء لدى الأم.
2- منع الإباضة بشكل مؤقت: يقوم جسم المرأة المرضع بمنع تصنيع الهرمون الضروري لعملية الإباضة، فقد تتوقف الإباضة لدى النساء اللاتي تلجأن للرضاعة الطبيعية لعدة أشهر، ولكن الرضاعة الطبيعية وحدها ليست وسيلة مضمونة لمنع الحمل، فإلى جانبها يجب استخدام واقي ذكري أو أي طريقة أخرى لمنع الحمل.
3- إكساب الطفل مناعة: يكون الجهاز المناعي لدى الأطفال حديثي الولادة ضعيف وغير مكتمل النمو، مما يجعلهم غير قادرين على مقاومة الجراثيم المُسببة للأمراض.
ولكن الجزيئات المناعية أو الأجسام المضادة الموجودة في حليب الأم تكسبهم مناعة ضد العديد من الجراثيم والأمراض التي كانت قد أصابت الأم من قبل، وتستمر هذه الحماية من الأمراض حتى بعد توقف الرضاعة الطبيعية.
بالإضافة لذلك، فقد أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين تغذوا على حليب أمهاتهم أصيبوا بأمراض أقل مقارنةً بالأطفال الذين لم يرضعوا من أمهاتهم.
4- مصدر غذائي رخيص ومتوفر ومضمون: يعتبر حليب الأم مصدر غذائي مناسب ومجاني ويفضل الاعتماد عليه بدلًا من شراء زجاجات الحليب من المتجر.
5- التأثير على ذكاء الطفل: تم الربط مؤخرًا بين ذكاء الطفل وقدرته المعرفية وطول فترة إرضاعه، وقد تتبعت إحدى الدراسات 17000 طفل من الولادة حتى عمر 6 سنوات ونصف فوجدت أن الرضاعة الطبيعية فقط تُحسن النمو المعرفي.
وقد يعزي هذا لحقيقة أن ثلث الدماغ البشري يتشكل بعد الولادة وأن تطور البشر عبر ملايين السنين كان باستهلاكهم للحليب الطبيعي.
6- مشاكل حساسيّة أقل تجاه الأطعمة: الأطفال الذين تم إرضاعهم حليب الأبقار أو حليب الصويا هم أكثر عرضة للحساسية مقارنةً بالأطفال الذين تم إرضاعهم طبيعيًا فقط.
بخلاف هذا، فإن المشاكل المرتبطة بالحساسية لديهم كالأكزيما والإسهال والقيء والتهابات الجهاز التنفسي والهضمي تكون أقل بكثير.
يحتوي حليب الأم على العديد من البروتينات المناعية التي تحمي من الحساسية.
أحد هذه البروتينات المناعية – والذي يتوفر فقط في حليب الأم – يمنع الحساسية، وذلك من خلال توفير طبقة من الحماية في المسار المعوي للطفل.
يستطيع جسم الطفل إنتاج هذا البروتين المناعي ذاتيًا حين يكون عمر الطفل بين 6 إلى 9 أشهر.
وحتى هذا الوقت، فإن حليب الأم هو المصدر الوحيد للطفل من أجل الحصول على هذا البروتين المناعي.
7- ذو قيمة غذائية عالية: تحتوي منتجات ألبان الأطفال التي يتم شراؤها من المتاجر على مصل اللبن ذو البروتين المركز، وفول الصويا، وجوز الهند، وزيوت القرطم عالية الزيتية، واللاكتوز، والملح، وكلوريد البوتاسيوم، وكلوريد المغنزيوم، وكبريتات الزنك، وكبريتات النحاس، وليثين الصويا، والغليسيريدات الثنائية والأحادية، والريبوفلافين، وهيدروكلوريد البيريدوكسين وربما أيضًا حمض الفوليك.
يعتبر مصل اللبن هو أحد المكونات الرئيسية في معظم المنتجات الغذائية وهو نتاج ثانوي من منتجات ألبان معينة، وهي ليست سهلة الهضم بالنسبة للجهاز الهضمي الحساس لدى الأطفال، بينما الحليب الطبيعي أسهل من ناحية الهضم مما يجعله الطعام الأفضل لحديثي الولادة.
8- إصلاح الرحم: تؤدي الرضاعة الطبيعية لإطلاق الأوكسيتوسين وهو هرمون يحفز تقلصات الرحم ويساعد الرحم على العودة لحجمه الطبيعي قبل الولادة.
وقد تقلل الرضاعة الطبيعية من نزيف الرحم بعد الولادة.
9- صديق للبيئة: على عكس الحليب الصناعي فالحليب الطبيعي لا يحتاج لتغليف ومعالجة، وبالتالي يساهم في الحفاظ على صحة الكوكب من خلال تجنب النفايات الزائدة.
عيوب الرضاعة الطبيعية:
1-انخفاض الرغبة الجنسية: تخفض الرضاعة الطبيعية من كمية الأستروجين في جسم المرأة، إذ يحافظ الأستروجين على أنسجة المهبل ويعزز من تزليقه.
يجعل هذا الانخفاض الأمهات المرضعات أقل اهتمامًا بالنشاط الجنسي.
وإذا شاركت الأم المرضعة في الجماع فقد تصبح أعضائها التناسلية متقرحة بسبب نقص الأستروجين.
2- مطالب المدرسة أو المهنة: تكون عملية هضم حليب الأم أسرع من الحليب المعلب أو الجاهز، لذلك فإن الأطفال الرضع يحتاجون للرضاعة بشكل متكرر خلال اليوم، ممّا قد يُجهد الأم وخاصة ًإذا كانت الأم عاملة.
بالرغم من ذلك، فإن استخدام مضخة الثدي لتخزين الحليب هو خيار رائع إذا أرادت الأم من شريكها أو أي شخص آخر أن يساعدها في تغذية رضيعها.
علاوة على ذلك، فإن كثير من البلدان تسمح بالرضاعة الطبيعية في أماكن العمل.
3-تحديد النسل: لا تستطيع النساء اللاتي تلجأن للرضاعة الطبيعية استخدام وسائل منع حمل هرمونية مثل الحُقن أو حبوب منع الحمل أو حلقة المهبل، إذ أن هذه الوسائل تقلل من كمية حليب الأم وتؤثر على جودته.
لذا يجب على النساء المرضعات استخدام وسائل بديلة لمنع الحمل.
4- التدخين: يقلل تدخين السجائر أو التواجد مع مدخنين من كمية الحليب التي تنتجها الأم، فالأمهات المدخنات تكون فترة الإرضاع لديهن أقل من فترة الإرضاع لدى الأخريات غير المدخنات.
5- ألم الصدر او الحلمة: قد يصبح صدر المرأة متقرّحًا أثناء فترة الحمل، وقد تقوم بعض النساء بإيقاف عملية الرضاعة بسبب ذلك الألم.
قد يُفرز الحليب لا إراديًا من صدر المرأة أثناء الإثارة الجنسية الأمر الذي قد يكون محرجًا بعض الشيء.
إن قرار الإرضاع الطبيعي يجب أن يؤخذ من قِبل الوالدين قبل الولادة أو بعدها، آخذين بعين الاعتبار الأضرار والفوائد المترتبة على هذا القرار.
- ترجمة: أريج علي
- تدقيق: وائل مكرم
- تحرير: ناجية الأحمد
- المصدر