أظهرت الأبحاث أن للضحك فوائد صحية واسعة المدى، وأظهرت الدراسات إلى الآن أن الضحك قد يساعد في تخفيف الألم والشعور بمزيد من السعادة وحتى أنه قد يساهم في زيادة المناعة، ويُسمي علم النفس الإيجابي الميل إلى الضحك وروح الدعابة واحدةً من نقاط القوة الرئيسية التي يمتلكها الإنسان التي يبلغ عددها أربعًا وعشرين نقطة.
لسوء الحظ، فإن كثيرًا من الناس لا يحصلون على ما يكفي من الضحك في حياتهم.
تقترح إحدى الدراسات أنه يُقدر عدد ضحكات الأطفال الأصحاء يوميًا بنحو 400 مرة، بينما يضحك البالغون خمس عشرة ضحكة يوميًا فقط، وتجد الدراسات الأخرى أننا نضحك أكثر من ذلك بقليل، ولكن، يمكننا جميعًا استخدام المزيد من الضحك في حياتنا مع الأخذ في الحسبان مدى فوائد الضحك الجيد في تخفيف مستويات التوتر لدينا وتحسين الصحة العامة.
فوائد الضحك في تقليل التوتر والإجهاد
يخفف الضحك التوتر بطرق متعددة ومنها:
الهرمونات:
يقلل الضحك من مستوى هرمونات الإجهاد مثل الكورتيزول، والإيبينيفرين (الأدرينالين)، والدوبامين، وهرمون النمو، إضافةً إلى أنه يزيد مستوى الهرمونات التي تعزز الصحة مثل الإندورفينا، ويزيد عدد الخلايا المنتجة للأجسام المضادة (الأضداد)، ويعزز فعالية الخلايا التائية، وهذا كله يعني نظام مناعة أقوى، وآثارًا جسدية أقل للإجهاد أيضًا.
التفريغ الجسدي:
هل شعرت يومًا بأن عليك أن تضحك أو تبكي؟ هل اختبرت ذلك الشعور النقي بعد نوبة ضحكٍ جيدة؟ يوفر الضحك تفريغًا جسديًا وعاطفيًا.
التمرين الداخلي:
تحرك الضحكة النابعة من القلب عضلة الحجاب الحاجز كأنك تمارس الرياضة، وتقلص عضلات البطن، وحتى أنها تحرك الكتفين ما يجعل العضلات أكثر استرخاءً بعد ذلك، إضافة إلى كونه تمرينًا جيدًا للقلب.
الإلهاء:
يشتت الضحك التركيز على الغضب والشعور بالذنب والتوتر والعواطف السلبية، بطريقة أكثر فائدة من المشتتات الأخرى.
اتساع الأفق (التحلي بمنظور أوسع):
تشير الدراسات إلى اختلاف ردود أفعالنا على الأحداث المجهدة في حال نظرنا إليها على أنها تهديدات أو نظرنا إليها على أنها تحديات، إذ يمكن أن تمنحنا الفكاهة منظورًا أكثر فاعلية وتساعدنا على رؤية الأحداث على أنها تحديات لا تهديدات، ما يجعلها أقل تهديدًا وأكثر إيجابية.
المنافع الاجتماعية:
يربطنا الضحك مع الآخرين، كما هو الحال مع التبسّم واللطف، إذ يجد معظم الناس أن الضحك معدٍ، لذا فإنك إذا أدخلت المزيد من الضحك إلى حياتك فيمكنك على الأرجح مساعدة الآخرين من حولك على الضحك أكثر وتحقيق هذه الفوائد أيضًا.
ومن ثم يمكنك من خلال رفع مزاج من حولك أن تقلل مستويات التوتر لديهم وربما تحسن جودة التفاعل الاجتماعي بينك وبينهم، ما يقلل من مستوى التوتر لديك أيضا!
كيفية استخدام الضحك لتخفيف التوتر
يُعد الضحك إحدى استراتيجيات ضبط التوتر المفضلة على الإطلاق لأنه مجاني ومريح ومفيد بطرق عديدة. يمكنك الحصول على مزيد من الضحك في حياتك مع الاستراتيجيات التالية:
اضحك مع الأصدقاء:
يُعد الذهاب إلى فيلم أو نادٍ كوميدي مع الأصدقاء؛ وسيلةً رائعةً للحصول على مزيد من الضحك في حياتك، وقد تعني التأثيرات المعدية للضحك أنك ستضحك بحضور العرض مع أصدقائك أكثر مما لو كنت وحدك، بالإضافة إلى أنه سيكون لديكم نكات تستطيعون الإشارة إليها في أوقات لاحقة.
إن وجود الأصدقاء في حفلة أو ممارسة الألعاب معهم؛ يُعد أيضًا طريقةً رائعةً لزيادة الضحك وغيره من المشاعر الجيدة، وإن تخصيص الوقت لهذا النوع من المرح أمر مهم مثل أي عادة أخرى تمارسها في حياتك لدعم صحتك، وربما يكون أكثر متعة من معظم العادات الصحية الأخرى.
اخلق الفكاهة في حياتك:
بدلًا من الشكوى من إحباطات الحياة حاول أن تضحك عليها، وإذا كان هناك شيء محبط للغاية، أو شيء يجعلك تشعر بالاستياء والتوتر فاجعله أمرًا مثيرًا للسخرية، أدرك أنه يمكنك النظر إليه والضحك، وفكر كيف سيكون الأمر لو حولته إلى قصة ترويها لأصدقائك، ثم انظر هل سيبدو مضحكًا أم لا.
مع هذه المواقف قد تجد أنك أكثر سخريةً وسخافةً، ما يمنحك أنت ومن حولك المزيد لتضحك. اقترب من الحياة بطريقة أوضح، وستجد أنك أقل توترًا بشأن الأحداث السلبية.
زيّفها حتى تصنعها:
مثلما تظهر الدراسات أن الآثار الإيجابية للابتسامة تحدث سواء أكانت الابتسامة مزيفة أم حقيقية؛ فإن الضحك المزيف يوفر أيضًا الفوائد المذكورة أعلاه ولا يستطيع الجسم التمييز بين الضحك المزيف عن قصد، والضحك الحقيقي الذي يأتي من الفكاهة الحقيقية.
الفوائد الجسدية هي نفسها تمامًا، وعادة ما يؤدي الأول إلى الثاني، لذا ابتسم أكثر واصطنع الضحكة؛ ستستمر في تحقيق آثار إيجابية وقد يؤدي الفرح المزيف إلى ابتسامات وضحكات حقيقية.
وسائل الإعلام:
توفر لك وسائل الإعلام المتنوعة الكثير من الفرص للضحك، سواء بالذهاب إلى المسرح أو حضور الأفلام والبرامج الكوميدية على التلفاز في المنزل.
بينما تضيع وقتك في مشاهدة شيء مضحك قليلًا (أو غير مضحك) وقد يحبطك فعليًا؛ فإن مشاهدة الأفلام والعروض المرحة وسيلة سهلة لإدخال الضحك في حياتك كلما احتجت إليه، وقد ترغب في مشاركة توصياتك مع الأصدقاء وسيكون لديكم شيء للإشارة إليه لتضحكوا معًا.
اقرأ أيضًا:
كيف يساعدنا حس الدعابة على مواجهة الأزمات؟
ترجمة: يمام نضال دالي
تدقيق: عبد الرحمن داده / ميرڤت الضاهر