بعد أن دعا الرئيس الفرنسي ماكرون لإنشاء قيادة عليا للفضاء لحماية الأقمار الصناعية الفرنسية مؤخرًا هذا الشهر (يوليو 2019)، أعلنت قيادة الجيش يوم الخميس 25 يوليو بشكل رسمي عن خططها بصورة أكثر تفصيلًا.
أعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي-Florence Parly -كما جاء في تقرير للصحيفة الفرنسية المختصة بالشؤون المالية Les Echos- عن إطلاق برنامج سلاح فضاء جديد من شأنه السماح لبلادها بالانتقال من مرحلة مراقبة الفضاء إلى الحماية الفعلية للأقمار الصناعية التابعة لهم.
قالت بارلي : «لا تسعى فرنسا للدخول في سباق تسليح فضائي»، وفقًا لما نُشر.
أطلقت السلطات الفرنسية المشروع، ويتضمن أسرابًا من الأقمار النانوية تقوم بدوريات حول الأقمار الصناعية الفرنسية ، وكذلك نظام قاعدة أرضية ليزرية تؤثر على رؤية الأقمار المتطفلة وربما حتى الأسلحة الرشاشة على متن بعض الأقمار الصناعية.
تقول بارلي بأن واحدة من أكبر تحديات بلادها سيكون تطوير هذه الإمكانات بميزانية تعادل عشر الميزانية التي ترصدها الولايات المتحدة الأمريكية للنشاطات الفضائية المدنية والعسكرية.
تجسس الأقمار الصناعية على بعضها
أُفصِح عن هذا الإعلان في قاعدة ليون مونت فيغدون الجوية – Lyon-Mont-Verdun airbase، ووُضعت المراحل الأولى لصنع القيادة الفضائية الفرنسية.
يساور فرنسا القلق حول تجارب إطلاق الصواريخ التي أُجريت ضد الأقمار الصناعية من قبل روسيا والولايات المتحدة والصين، ومؤخرًا من قبل الهند. كما عبرت بارلي عن قلقها من محاولة قمر صناعي روسي التجسس على المصالح الفضائية الفرنسية.
قالت بارلي: «منذ ذلك الحين، تجسس هذا القمر المتطفل على ثمانية أقمار صناعية أخرى تابعة لدول مختلفة». وأضافت: «يجب أن نواجه هذه التهديدات المتزايدة لأن استقلاليتنا على حافة الخطر».
تحظر معاهدة الفضاء الخارجي عام 1967 وجود أسلحة دمار شامل في المدارات الفضائية، لكنها لا تلغي وجود المصالح العسكرية فيها ولا تشريع تدابير للدفاع عن النفس.
تقول بارلي بأن أولوية فرنسا ستبقى متمثلةً فقط في استخدام الفضاء للأغراض السلمية، لكن يجب على البلد أن يحمي مصالحه هناك.
الشعلة الضوئية المتوهجة
قال بريان ويدن-Brian Weeden مدير برنامج التخطيط لمؤسسة الأمن العالمي بأن فرنسا أرسلت رسائل تبدي فيها قلقها بسبب عسكرة الفضاء من قبل دول مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، وأضاف: «لقد علمنا بأن مثل هذه المشكلة ستحصل لأن خلال السنوات القليلة الماضية كان هناك قلق متزايد من قبل فرنسا وغيرها من الدول حول حماية الأقمار الصناعية من الهجمات».
كانت بعض أنواع التكنولوجيا التي نص عليها المقال الفرنسي خياليةً بعض الشيء مثل وجود أسلحة رشاشة مثبتة على بعض الأقمار الصناعية الفرنسية ، لكن ويدن قال بأن مثل هذه الأنظمة يمكن أن تكون في متناول فرنسا وغيرها من الأمم المتطورة.
على سبيل المثال، فإن مبدأ أسراب الأقمار النانوية يشابه برنامج سلاح الجو الأمريكي المعروف ببرنامج مراقبة موقف المدار الجغرافي الأرضي المتزامن في الفضاء – Geosynchronous Space Situational Awareness Program الذي يبحث عن مراقبة النشاطات في منطقة المدار الجغرافي الأرضي المتزامن والمساعدة في التحقق من الأقمار المقتربة من الأقمار الفرنسية العسكرية هناك.
قال ويدن: «أظن أن هنالك جهدًا مشتركًا بين فرنسا وغيرها من الدول لاستعمال المشاعل الضوئية المتوهجة وغيرها من التدابير الإلكترونية المضادة المستعملة في الطائرات لحمايتها من صواريخ وهجمات الطائرات المعادية ومعرفة كيف يمكن تطبيق مثل هذه التدابير على الأقمار الصناعية الفرنسية».
اقرأ أيضًا:
سلوك شاذ من قمر صناعي روسي يشعل المخاوف: هل هو سلاح فضائي؟
ترجمة: رياض شهاب
تدقيق: محمد وائل القسنطيني