فرط نشاط الطحال: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ما هو فرط نشاط الطحال (Hypersplenism)؟ يقع الطحال خلف المعدة وتحت القفص الصدري الأيسر، وهو عضو بحجم قبضة اليد تقريبًا؛ وعندما يعمل ويزداد نشاطه أكثر من اللازم، تُعرف تلك الحالة بفرط نشاط الطحال. يملك الطحال وظيفتين رئيسيتين؛ تخزين الدم وإزالة الخلايا الدموية (كريات الدم) الهرمة والتالفة من مجرى الدم، سيُزيل الطحال – عندما يكون مفرط النشاط – العديد من الخلايا الدموية بما في ذلك الخلايا السليمة والطبيعية، ما يؤدي إلى إصابة المريض بالعدوى والإنتانات المختلفة، لأن جسمه لن يكون قادرًا على مواجهتها بدون وجود خلايا دموية طبيعية وناضجة، وقد يُصاب أيضًا بفقر الدم، لأن دمه لا يحتوي على كمية كافية من الأكسجين نتيجة قلة عدد كريات الدم الحمراء.

أسباب فرط نشاط الطحال:

يوجد نمطان من فرط نشاط الطحال:

بدئي: مجهول السبب.
ثانوي: مرتبط بوجود اضطراب آخر.

يمكن لأي اضطراب يسبب ضخامة في الطحال (Splenomegaly) أن يؤدي إلى فرط نشاط الطحال؛ ذلك لأن الطحال سيحجز المزيد من الخلايا الدموية – الطبيعية والتالفة – عند حدوث تضخم به، ويؤدي هذا بدوره إلى منع الخلايا الدموية الطبيعية والوظيفية من التجول في الدوران، وبالتالي منع الجسم من أداء وظائفه في محاربة الأمراض.

تتضمن الحالات التي تؤدي إلى تضخم الطحال ومن ثم فرط نشاطه ما يلي:

أمراض الكبد المزمنة: مثل التهاب الكبد C، وتشمع الكبد (Cirrhosis)، وهو المرض الكبدي الذي تُستبدل فيه أنسجة الكبد السليمة بأنسجة ندبية ومتليفة. يمكن لتشمع الكبد الناجم عن استهلاك كميات كبيرة من الكحول أو تشمع الكبد غير الناجم عن استهلاك الكحول أن يسببا فرط نشاط الطحال.
الإنتان: مثل الإصابة بالملاريا (Malaria)، وهو مرض يشبه الإنفلونزا وينتقل عبر البعوض، والسل (Tuberculosis)، وهو مرض رئوي جرثومي.
أمراض المناعة الذاتية: تسبب هذه الأمراض مثل الذئبة (Lupus) والتهاب المفاصل الرثياني (Rheumatoid Arthritis) التهابًا واسع الانتشار.
داء غوشر (Gaucher’s disease): وهو مرض موروث، يؤدي إلى زيادة المواد الدهنية في الطحال وتراكمها به.
السرطان: مثل اللمفوما (Lymphoma)؛ وهي سرطان الجهاز اللمفاوي الذي يُعد الطحال أحد أجزائه.

أعراض وعلامات فرط نشاط الطحال:

يمكن في بعض الحالات أن يتضخم الطحال كثيرًا، ما يؤدي إلى شعور المريض بالألم وحس الامتلاء في الجزء العلوي الأيسر من البطن، والذي قد يمتد بدوره إلى الجزء العلوي الأيسر من الصدر، بالمقابل؛ قد لا يشعر المريض بأي أعراض على الرغم من جس الطبيب لطحال متضخم لدى فحصه بطن المريض.
الشعور بالامتلاء غير الطبيعي والشبع السريع حتى بعد تناول كميات قليلة من الطعام.
نجد بعد فحص الدم انخفاضًا في مستوى كريات الدم الحمراء، وهو ما يُعرف بقلة الكريات (Cytopenia).
يزداد احتمال الإصابة بالعدوى والإنتانات بسبب انخفاض عدد الخلايا الدموية التي تقاوم الأمراض وتحاربها في مجرى الدم.
فقر الدم: عدم وجود كمية كافية من كريات الدم الحمراء أو الهيموغلوبين؛ وهو البروتين الحامل للأكسجين في الدم.
تتضمن الأعراض ما يلي: الصداع والضعف والتعب وضيق النفس والشعور بالبرد.

كيف يُشخص فرط نشاط الطحال؟

يعتمد التشخيص بشكل عام على:

إجراء فحص سريري بواسطة الطبيب للتأكد من وجود الطحال المتضخم.
الاختبارات الدموية لفحص تعداد كريات الدم الحمراء والبيضاء لدى المريض.
الاختبارات التصويرية مثل التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو).

سيسأل الطبيب مريضه أيضًا عن سوابقه المرضية وتاريخه الطبي بحثًا عن علامات فرط نشاط الطحال مثل فقر الدم، وتكرر حدوث الإنتان وعدم قدرة الجسم على مواجهته والتخلص منه.

علاج فرط نشاط الطحال:

يقتضي علاج فرط نشاط الطحال علاج السبب الكامن وراءه، فينبغي على مرضى تشمع الكبد تغيير عاداتهم الغذائية، مثل تجنب تناول الكحول بشكل المفرط، وقد يفيد استخدام المدرات البولية لطرح السوائل الزائدة عندهم.

يُعالج التهاب الكبد C بالأدوية المضادة للفيروسات، وسيصف الطبيب المضادات الحيوية لمرض السل.

قد يوصي الطبيب في بعض الحالات باللجوء لاستخدام العلاج الشعاعي لتقليص حجم الطحال؛ إذ تبين في إحدى الدراسات أن الإشعاعات منخفضة الجرعة قد قللت من حجم الطحال المتضخم لدى 78% من المرضى المعالجين وحسنت من فقر الدم لدى 75% آخرين.

قد يكون من الضروري اللجوء إلى استئصال الطحال (Splenectomy) في الحالات الشديدة من فرط نشاط الطحال، وفي كثير من الحالات يُجرى الاستئصال عبر تنظير البطن (Laparoscopically) باستخدام أداة مضاءة تُمرر عبر شق جراحي صغير إلى مكان تواجد الطحال.

وفقًا لدراسة، تتضمن فوائد استئصال الطحال بالتنظير ما يلي:

خسارة كمية قليلة من الدم.
فترة استشفاء قصيرة.
وظيفة كبدية أفضل بعد الجراحة.

لكن بالمقابل، سيكون المرضى الذين استأصلوا طحالهم أكثر عرضة للإصابة بالإنتان من أولئك الذين لم يستأصلوه. لذلك من المهم تلقي جرعة من لقاح الإنفلونزا كل عام إذا كان ذلك ممكنًا، ويمكن للمريض الاستعانة بالطبيب ليساعده بخصوص هذا الأمر.