لا يعد إنتاج المخاط والبلغم بكميات كبيرة مصابًا جللًا أو كارثة كبيرة، لكنه قد يشكل مشكلة مزعجة تدفع صاحبها إلى الجنون بحثًا عن حل لها. يقول طبيب أمراض الحنجرة بول برايسون: «ينتج الجسم هذا السائل بصورة طبيعية، وبكمية غير معروفة بدقة، لكنها تقارب ليترًا يوميًا».
ما البلغم والمخاط؟
يُفرز المخاط من خلايا تنتشر في الفم والبلعوم والأنف والجيوب الأنفية، ويؤدي دورًا مهمًا في الجسم، إذ تفيد لزوجته وكثافته في وظيفتي الترطيب والحماية، إضافةً إلى حجز المهيجات والتقاطها.
يتكون البلغم من أغشية الجهاز التنفسي المخاطية، ويُستعمل لمكافحة الالتهابات.
ما أسباب فرط إفراز المخاط؟
أسبابه عديدة، نذكر منها:
- الإصابة بنزلة برد.
- تهيج الجيوب الأنفية.
- الإصابة بحساسية.
- التعرض للملوثات أو الدخان.
يضيف برايسون: «تسبب المؤرجات البيئية زيادة إفراز البلغم والمخاط، وقد تسببه المؤرجات الغذائية. لكن يصعب تشخيص الحساسية الغذائية اعتمادًا على فرط إفراز البلغم والمخاط فقط».
يكون قوام المخاط لدى الأصحاء رقيقًا، وقد لا يُلاحظ إطلاقًا، لكنه قد يصبح لدى المرضى سميكًا وقشريًا أو يابسًا.
قد لا نشعر بوجود البلغم إلا عند خروجه مع السعال، في هذه الحالة قد يكون عرضًا للإصابة بذات الرئة أو التهاب القصبات.
قد يساور البعض القلق عند رؤية لون البلغم أو المخاط أصفر أو أخضر، لكن اللون لا يؤكد بالضرورة وجود عدوى.
كيف نتخلص من فائض البلغم والمخاط؟
إذا كانت مشكلة فرط إفراز البلغم والمخاط طويلة الأمد، نستطيع حلها بتطبيق العلاجات المنزلية، وقد تفيد هذه العلاجات إذا تطورت الحالة إلى سيلان أنفي. نذكر منها:
زيادة شرب المياه:
يُنصح بشرب كميات كبيرة من المياه، وتجنب المشروبات والأدوية التي تسبب التجفاف، مثل: القهوة والكحول وبعض أنواع الشاي.
استخدام جهاز ترطيب الهواء:
يفيد في ترطيب البلعوم والمجاري الأنفية، ويساعد في تقليل إنتاج المخاط والبلغم. يُنصح بالمواظبة على تنظيف الجهاز.
فحص المرشحات في أنظمة التدفئة والتبريد:
ينبغي التأكد من نظافة أجهزة الفلترة وجودة عملها، للحماية من تلوث الهواء بالغبار والمهيجات الأخرى.
استخدام رذاذات محلول سالين الأنفية:
تساعد على ترطيب أنسجة الأنف والجيوب وغسلها. يُوصى باستخدام محاليل معقمة تحتوي على كلوريد الصوديوم.
المضمضة بالمياه المالحة:
يُحضّر سائل المضمضة بإضافة ملعقة شاي من ملح الطعام إلى كأس من المياه الدافئة. تريح المضمضة البلعوم المتهيج بإزالة المخاط وتنظيفه.
استخدام الأوكاليبتوس:
تفيد رائحة الأوكاليبتوس الصادرة عن بلسم الأوكاليبتوس أو الزيت العطري في تمديد المخاط في الصدر.
الأدوية المتوفرة دون وصفة طبية:
تُؤخذ الأدوية المضادة للاحتقان فمويًا أو على شكل رذاذات أنفية، وتساعد على تخفيف تورم الأنف واحتقانه.
تساعد أيضًا الأدوية المقشعة على تخفيف لزوجة المخاط وسماكته.
يقول برايسون: «لا داعي للقلق بخصوص الحساسية تجاه هذه الأدوية، إذ يمكن إجراء اختبار الحساسية بسهولة وبساطة عند الشك بها. عمومًا قد تفيد الأدوية المتوفرة دون وصفة طبية في حل مشكلتنا المطروحة».
يُوصى بعدم التردد، والتوجه مباشرة إلى طبيب أمراض الأذن والأنف والحنجرة، عند الشك أو الشكوى من الأعراض. سيبحث حينها الطبيب في القصة المرضية والسريرية للتوصل إلى الحل الأمثل.
هل يشير فرط إفراز البلغم إلى وجود مشكلة صحية خطيرة؟
قد يقلق البعض إذا كان جسمهم يفرز المخاط بكميات كبيرة وغير مريحة، لاعتقادهم أن هذا يوحي بوجود مشكلة صحية. لكن برايسون يطمئننا أن فرط إفراز المخاط لوحده لا يدعو للقلق إذا لم ترافقه أعراض أخرى.
يضيف: «من العلامات المقلقة التي ترافق المخاط هي الحمى والقشعريرة والتعرق الليلي. خاصة إذا ترافق مع خسارة الوزن، أو انسداد الأنف، أو نزيف متقطع لمدة أكثر من أسبوعين».
اقرأ أيضًا:
المخاط مهم جدًا ولهذا تطور لدى غالبية الحيوانات
ترجمة: رضوان مرعي
تدقيق: لبنى حمزة
مراجعة: عبد المنعم الحسين