كشفت صور الأقمار الصناعية والمسح الجوي تغيّر في سلوك التنشئة بين البطاريق الإمبراطورية في القارة القطبية الجنوبية، حيث عُثر على أربع مجموعات من البطاريق تُنشئ صغارها على رفوف جليدية. كان الاعتقاد السائد هو أنّ البطاريق الإمبراطورية تنشئ صغارها على الجليد البحري الذي يكون متصلاً بالقارة (المعروف بـ”الجليد السريع”)، معرضةً صغارها لخطر من التغيرات المناخية التي تؤثر على سماكة ومساحة وديمومة الجليد البحري.
كتب مؤلف هذه الدراسة: “اعتُبرت البطاريق الإمبراطورية مسبقاً بأنها أصناف ملتزمة بالبقاء على الجليد البحري، وذلك بالأخذ بعين الاعتبار جماعات من البطاريق تتراوح أعدادها بين 44 و46 مجموعة موجودة على الجليد البحري، والجماعتان الصغيرتان الأخريتان موجودتان على اليابسة”. من بين الجماعات التي تمّ العثور عليها على الرفوف الجليدية كان هنالك جماعتان تمّ اكتشافهما مؤخراً لوحظ أنهما موجودتان على الرفوف في جميع الفصول التي تمت مراقبتهما فيهم.
قال عالم البيئة الأسترالي الدكتور باربرا وينيك أنه لم يكن مؤكدًا إذا ما كان هذا السلوك ظاهرة جديدة مرتبطة بالتغير المناخي أو أنه كان موجودًا مسبقًا ولم يُوثَّق. بغض النظر عن هذا، فإنّ هذا الاكتشاف له منعكسات على نموذج توزع هذه الأصناف، كما أنه قد يخفف من النتائج المترتبة على ذوبان الجليد البحري.
“قد تكون التربية على الرفوف الجليدية هي عبارة عن طريقة تكيّف استخدمتها البطاريق الإمبراطورية عندما تكون أحوال الجليد البحري متدهورة، ولكن هذه الطريقة ممكنة فقط عندما تكون البطاريق الإمبراطورية قادرة على الوصول إلى أعلى الرف الجليدي. هذه الحالة ليست موجودة في جميع المواقع التي تتواجد فيها جماعات البطاريق”، يقول الدكتور وينيك.
حذّر الدكتور وينيك بأنه إذا ما عكست هذه الدراسة استجابة تكيّف لبيئة أدفأ من قِبل البطاريق، فسيكون عليها مواجهة التغييرات التي ستحدث للطعام المتوفر في القارة القطبية الجنوبية والضراوة المتزايدة والتنافس والتي ستؤثر على نجاح التربية ومعدلات النجاة. كما أنّ الرفوف الجليدية تطرح عددًا من المخاطر متضمنة نقص الحماية والتعرض للرياح القطبية شديدة البرودة.
اعداد: إيهاب ضاحي