إن نقص انواع معينة من الدهون و الأحماض في الدم قد يكشف عما إذا كان شخص ما يعاني من حرمان النوم بشكل خطير. هذا ما أقرته مجموعة من العلماء في 9-2-2015 على موقع أعمال الأكاديمية الوطنية للعلوم Proceedings of the National Academy of Science. عند عدم حصول البشر و الجرذان على قسط كافٍ من النوم، يتم استنزاف مكونين رئيسيين لهما دور في عملية الأيض.
و تقول اميتا سيغال Amita Sehgal، عالمة الأعصاب في جامعة ولاية بنسلفانيا، انه بات من الممكن استخدام مؤشرات موثوقة لقلّة النوم للكشف عن ما إذا كان الطيارون و سائقو الشاحنات و غيرهم من الناس الذين يشغلون وظائف بساعات عمل طويلة يحصلون على قسط وافٍ من الراحة
ان الحرمان من النوم يضعف أداء الناس في اختبارات الذاكرة و الانتباه، و تم ربطه بمرض السكري و أمراض القلب و غيرها من الأمراض. و لرؤية مدى تأثير قلة النوم على عملية الأيض، أخذت “سيغال” و زملاؤها عينات دم من جرذان و بشر بعد نومهم لمدة 4 ساعات فقط على مدى خمسة أيام. حصل انخفاض في اثنين من الجزيئات التي تشارك في الأيض لدى كلا النوعين – البشر و الجرذان. أحدهما نوع من الدهون و الذي يلعب دوراً في تخزين الطاقة و مساعدة الهرمونات في إرسال الرسائل. و الآخر هو من الأحماض، و يعد ناتجاً ثانوياً لعملية الأيض. هذا و عادت مستويات كلا الجزيئين إلى طبيعتها بعد النوم ليلة كاملة.
و سوف تستمر “سيغال” و زملاؤها بالتحقيق في هذه التأثيرات الأيضية الناجمة عن قلة النوم. و تتساءل “سيغال”: “إننا نشاهد هذه التغيرات في الدم، و لكن من أين تأتي، و ما صلتها بما يحدث في الكبد و الأنسجة الدهنية و العضلات؟”.
[author ]ترجمة: جورج نعوس[/author]