علاج ضد السرطان يعمل على تحفيز الجهاز المناعي لمواجهة الأورام وُجد له أثر فعال في تخفيف أعراض مرض ألزهايمر في الفئران، بما فيها تقليل صفائح الأمايلود السامة في الدماغ إلى النصف، واستعادة وظائف معينة للذاكرة.
بالرغم من أن الطريق نحو نقل النموذج من الفئران إلى الإنسان لازال طويلًا، إلا أن النتائج ساعدت الباحثين على الكشف عن دور الجهاز المناعي في ظهور الخرف. ففيما سبق، اعتقد الباحثون أن فرط نشاط الجهاز المناعي قد يكون هو المسؤول عن ذلك, لكن الدراسات الحديثة تشير الى عكس ذلك.
تقول تارا سبايرز جونز من جامعة إيدنبيرغ في بريطانيا، وهي ليست أحد المشاركين في الدراسة: «يزداد نشاط الجهاز المناعي في الدماغ في مرض ألزهايمر، وهنالك شكوك حول ما اذا كان هذا النشاط ضارًا، مناعيًا، أم بعضًا من كليهما».
وتضيف: «اعتقد العديد من العلماء أن تهدئة فرط نشاط الجهاز المناعي سيكون نافعًا لعلاج المرض. وتلك الأدوية التي تعمل بهذا النحو والتي تسمى مضادات الالتهاب، لم تحرز نجاحًا على صعيد التجارب السريرية».
يقود الفريق كوتا باروتش من معهد وايزمان للعلوم في إسرائيل، واستخدموا ما يعرف بنموذج الفئران 5XFAD -هذه الفئران معدلة جينيًا لتنتج مستويات عالية من النسخة المتحورة لبروتين سلائف الأميلويد amyloid precursor protein APPالموجود عند الانسان. يوجد هذا البروتين في كل أنسجة جسم الانسان وبتركيزٍ عالٍ عند نقط تشابك الأعصاب، بينما لا يزال العلماء غير واثقين تمامًا من وظيفته.
ما نعرفه عن هذا البروتين أنه مرتبط بعملية تكوين البيتا أيمايلويد (Aβ)، وهو نوع لاصق من الأميلويد يتكتل على شكل صفائح أميلويد سامة توجد في دماغ مرضى ألزهايمر. إن نموذج الفئران 5XFAD معدلة جينياً بهدف انتاج مستويات عالية من النسخ الخمسة المحورة من بروتين APP والذي لوحظ تواجدها في مرضى ألزهايمر.
عولجت الفئران بأدوية من فئة PD-1 immune checkpoint blockers، حيث تعطى هذه الأدوية بشكل طبيعي لمرضى السرطان لتعرقل مسار معين يقلل من نشاط الجهاز المناعي. بعبارة أخرى، يعمل الدواء على تثبيط «نقاط تفتيش» يضعها الجهاز المناعي كي يقوم بمنع نفسه من مهاجمة خلايا الجسم الصحيحة.
قد لا يبدو الأمر مبشرًا، ولكن كما الحال في العلاجات الكيماوية والعلاج الإشعاعي، فحتى نتخلص من الخلايا السرطانية لابد من التخلص من بعض الخلايا الصحيحة أيضاً.
لقد أُعطوا الفئران الأدوية عندما بدأت تلك الفئران بتكوين صفائح أميلويد مرتبطة بالألزهايمر وفقدان الذاكرة، فتراجع وجود اللويحات للنصف، كما استطاعت الفئران أن تشق طريقها داخل متاهة -مؤشر على أن جزءًا من وظائف الذاكرة لديها قد تم استعادتها.
وتم نشر النتائج في ناتشر ميديسين Nature Medicine.
رغم كون النتائج مبشرة -خصوصًا تواجد عقار الـPD-1 في الأسواق مما سيدعم استخدامه في التجارب على البشر- لكن يوجد تاريخ مسبقًا للعديد من الأدوية التي أظهرت نتائج في علاج ألزهايمر في الفئران دون البشر.
يقول دوك براون، مدير البحث والتطور في جمعية ألزهايمر البريطانية، والذي لم يكن مشاركًا في الدراسة: «العقارات السابقة التي أظهرت نجاحًا في علاج ألزهايمر لدى الفئران لم تعط نتائجًا مماثلة على البشر. نحن لازلنا على بعد عدة سنوات من معرفة ما إذا كان هذا العقار سيحمل أملًا لمرضى الخرف».
ولكن هذه النتائج تعد جديدة وواعدة، كما تحتاج بحوث ألزهايمر المزيد من هذه الدراسات للوصول الى نتيجة حاسمة.