سنتحدث في هذا المقال عن نساء عظيمات، بعضهن شُهر في حياته وبعضهن لم يُعرف إلا بعد مماته. منهن من كتبت أول برنامج حاسوب في العالم، ومن اكتشفت أحافير لوحوش البحر القديمة مدفونة في فنائها الخلفي، ومن ساهمت في حماية طبقة الأوزون.
قد لا نعرف أسماءهن أو أشكالهن، لكنهن غيرن مسار حياتنا ونظرتنا للكون، وتقدمن في عدة مجالات رغم المصاعب. سنتحدث الآن عن عشرين امرأة عظيمة ساهمن في تطوير العلوم والرياضيات.
1- ماريا مريان Maria Sibylla Merian (1647-1717)
رسمت عالمة الحشرات والنباتات ماريا سيبيلا مريان رسوم مفصلة ودقيقة للحشرات والنباتات، في أثناء دراستها للعينات الحية، وكشفت مريان جوانب علم الأحياء التي كانت مجهولة للعلم ودونتها.
كان الناس يعتقدون أن الحشرات تولد تلقائيًّا من الطين، حتى وضحت دراسات مريان أنها تتكاثر بالبيوض. كانت مريان أول عالمة تراقب حياة الحشرات وكيفية تفاعلها مع البيئة وتوثقها.
أشهر أعمال مريان هو كتاب Metamorphosis Insectorum سنة 1705، الذي يضم مجموعةً من أبحاثها الميدانية حول حشرات سورينام.
2- كارولين هيرشل (1848-Caroline Herschel (1750
وُلدت كارولين هرشل في مدينة هانوفر في ألمانيا في 16 مارس 1750.
عُرفت هرشل بأنها أول فلكية محترفة في العالم. أصيبت بحمى التيفويد بعمر العاشرة، ما سبب توقفًا دائمًا لنموها، ولم يتجاوز طولها 130 سم، وضعفت بذلك فرصتها في الزواج. خضعت للتعليم المنزلي حتى أرسلها شقيقها إلى باث في إنكلترا عام 1772، إذ كان شقيقها ويليام هيرشل موسيقيًّا وعالم فلك أيضًا، وساهم في تعليمها.
بعد ذلك بثلاث سنوات، اكتشفت هيرشل 3 سُدُم غير مُكتشَفة سابقًا، وأصبحت أول امرأة تكتشف مُذنبًا.
منح الملك كارولين هيرشل راتبًا سنويًا قدره 50 جنيهًا عام 1787 بصفتها فلكيةً محترفة، وصنفت أكثر من 2500 سديم قبل وفاتها عام 1848، وحصلت على ميدالية ذهبية من كل من الجمعية الفلكية الملكية وملك بروسيا.
3- صوفي جيرمان (1831- Sophie Germain (1776
صوفي جيرمان عالمة رياضيات فرنسية، اشتهرت باكتشافها لحالة خاصة من نظرية فيرما الأخيرة، التي تُعرف بمبدأ نظرية جيرمان في وقتنا الحاضر، وعملت على نظرية المرونة أيضًا.
بدأ ولع جيرمان بالرياضيات بعمر 13 عامًا، لكنها لم تحظ بدعم والديها لدراسة العلوم والرياضيات، كونها فتاة في أوائل القرن التاسع عشر، ولم يُسمح لها بتلقي تعليم رسمي في هذا المجال.
درست جيرمان دون معرفة والديها في البداية، واستخدمت اسم طالب ذكر لتقديم عملها إلى معلمي الرياضيات، الذين أُعجبوا بها حتى بعد اكتشافهم أنها فتاة، وحاولوا مساعدتها ودعمها قدر المستطاع في ذلك الوقت.
فازت جيرمان في مسابقة للتوصل إلى تفسير رياضي لمجموعة من الصور وضعها الفيزيائي الألماني إرنست شلادني عام 1816، وذلك في محاولتها الثالثة لحل اللغز، ومع أن الحل تضمن أخطاءً طفيفة، نال رضا المحكمين وعدُّوا أنه يستحق الجائزة.
كتبت جيرمان إلى معلميها كارل غاوس وجوزيف لاغرانج سنة 1820 حول عملها على إثبات نظرية فيرما الأخيرة، وأثمرت جهودها النظرية المعروفة باسمها في وقتنا الحاضر.
4- ماري أنينج (Marry Anning (1799-1847
كانت ماري طفلةً متلعثمة تبيع الأصداف على الشاطئ، ترعرعت بالقرب من منحدرات Lyme Regis جنوب غرب إنكلترا، التي كانت تعج بالحفريات الجوراسية.
علَّمت ماري أنينغ نفسها كيفية التعرف على آثار الحفريات وتتبعها، إذ كان مجال علم الحفريات مغلقًا في وجه النساء آنذاك. منحت أنينغ علماء الحفريات في لندن لمحة عن ماهية شكل الإكثيصور، وهي زواحف بحرية منقرضة.
5- إدا لوفليس (1852-Ada Lovelace (1815
تُعَد عالمة الرياضيات إدا لوفليس أول مبرمجة حاسوب في العالم.
التقت بعالم الرياضيات الإنكليزي تشارلز باباج وعمرها 17 عامًا، حين كان يعرض نموذجًا مبدئيًّا لأول حاسوب في العالم، وعندها قررت لوفليس أن تتعلم كل شيء عن هذه الآلة.
ترجمت لوفليس ورقةً حول المحرك التحليلي من الفرنسية، ونشرت ملاحظاتها التفصيلية حول الآلة إلى جانب الترجمة. وكانت الملاحظات أطول من الترجمة نفسها، وتضمنت أيضًا حسابات أرقام برنولي، وقال البعض أن هذه الصيغة تُعَد أول برنامج كمبيوتر مكتوب على الإطلاق.
تُعَد لوفليس رمزًا للنساء الباحثات في مجال العلوم والهندسة في وقتنا الحاضر، ويُحتفل بذكراها في الثلاثاء الثاني من أكتوبر.
6- إيمي نويثر Emmy Noether (1882-1935)
إيمي نويثر هي إحدى علماء الرياضيات العظماء في أوائل القرن العشرين، إذ ساعدت أبحاثها على وضع حجر الأساس للفيزياء الحديثة، وساهمت في تطوير مجالين رئيسيين في الرياضيات.
عملت نويثر باحثةً في جامعة غوتنغ في ألمانيا في الفترة 1910 – 1930، وضعت نظرية سُميَّت باسمها. ووضعت نويثر أسسًا ضرورية في مجالي الفيزياء الحديثة وفيزياء الكم.
ساعدت أيضًا على بناء أسس الجبر التجريدي، وقدمت مساهمات كبيرة في العديد من المجالات الأخرى.
طرد هتلر اليهود من الجامعات في أبريل 1933، ولأن نويثر يهودية فقد اعتنت بالطلاب في منزلها فترةً قصيرة قبل أن تُضطر إلى الهرب إلى الولايات المتحدة. عملت في جامعتي برين ماور في بنسلفانيا وجامعة برينستون قبل وفاتها في أبريل 1935.
7- ماريا ماير Maria Geoppert Mayer (1906-1972)
عالمة الفيزياء النظرية ماريا جوبرت ماير هي ثاني امرأة تفوز بجائزة نوبل للفيزياء، بعد 60 عامًا من فوز ماري كوري بالجائزة. ولدت ماير في 28 يونيو 1906 في مدينة kattowotz في ألمانيا (في بولندا حاليًا) والتحقت بجامعة Göttingen في ألمانيا وهو أمر نادر في ذلك الوقت، وانغمست في مجال ميكانيكا الكم الجديد والمثير للدهشة.
حصلت على شهادة الدكتوراة في الفيزياء النظرية سنة 1930، ثم تزوجت الأمريكي جوزيف إدوارد ماير، وانتقلت معه إلى بالتيمور حتى يستطيع الاستمرار بعمله في جامعة جونز هوبكنز. لم توظفها الجامعة مبررين ذلك بإصابتها بالاكتئاب، واستمرت مع ذلك في دراسة الفيزياء.
عملت على فصل نظائر اليورانيوم ضمن مشروع القنبلة الذرية، بعدما انتقلت مع زوجها إلى جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك. درست في بحثها الأخير في جامعة شيكاغو بنية النواة ومكوناتها المختلفة في المستويات المدارية، وفازت عن هذا البحث بجائزة نوبل.
8- ريتشل كارسون (1964-Rachel Carson (1907
ريتشل كارسون عالمة أحياء أمريكية وناشطة في مجال البيئة، اشتهرت بكتاب الربيع الصامت Silent Spring سنة 1962، الذي يصف الآثار الضارة للمبيدات على البيئة، والذي أدى إلى حظر مادة DDT والمبيدات الحشرية الضارة الأخرى.
درست كارسون في معهد وودز هول لعلوم المحيطات في ماساتشوستس، وحصلت على درجة الماجستير في علم الحيوان من جامعة جونز هوبكنز سنة 1932، وهي ثاني امرأة توظفها المؤسسة الأمريكية للأسماك والحياة البحرية. في أثناء بحثها، زارت العديد من الممرات المائية حول منطقة خليج تشيسابيك، حيث بدأت توثق آثار المبيدات على الأسماك والحياة البرية.
كارسون أيضًا كاتبة علمية موهوبة، أصبحت رئيسة تحرير بعد نجاح أول كتابين لها عن الحياة البحرية، وهما (تحت ريح البحر) عام 1941 و(البحر حولنا) عام 1951 .بعد ذلك تركت مجال البحار وتفرغت للكتابة.
أمضت كارسون سنوات في دراسة آثار مبيدات الحشرات على البيئة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا، ولخصت النتائج التي توصلت إليها في كتابها (الربيع الصامت)، الذي أثار جدلًا هائلًا، إذ حاول مصنعو المبيدات تشويه سمعتها، لكن الحكومة الأمريكية أمرت بمراجعة كاملة لسياسة المبيدات الحشرية، وحظرت مادة DDT منذ ذلك الحين. ألهمت كارسون الأمريكيين الاهتمام بالبيئة.
9- ريتا مونتالسيني Rita Levi Montalcini (1909-2012)
لم يشجعها والدها على متابعة دراسته لأنه كان مؤمنًا بالقيم الفكتورية، التي تعتقد أن المرأة عليها أن تكون أمًّا وزوجة، لكنها واصلت العمل، وحصلت على جائزة نوبل في الطب وعلم وظائف الأعضاء، وذلك بسبب بحثها حول نمو الأعصاب.
ولدت في إيطاليا سنة 1909، وارتادت كلية الطب، وتخرجت بدرجة امتياز برتبة الشرف في الطب والجراحة سنة 1936، ثم بدأت في دراسة علم الأعصاب والطب النفسي. توقف بحثها بسبب الحرب العالمية الثانية، لكنها واصلت العمل وأنشأت مختبر أبحاث في منزلها، ودرست تطور أجنة الدجاج، حتى اضطرت إلى وقف عملها بسبب الحرب والاختباء في مدينة فلورنسا.
عملت في جامعة واشنطن بعد انتهاء الحرب، ووجدت في أثناء بحثها مع زملائها أن مادةً معينة مستخرجة من ورم في الفأر حفزت نمو الأعصاب عندما وُضعت في أجنة الدجاج. تمكن زميلها ستانلي كوهين من عزل المادة، وأطلق عليها اسم عامل نمو الأعصاب nerve growth factor، وتشاركا معًا جائزة نوبل سنة 1986.
10 – فيرجينيا أبغار Virginia Apgar (1909-1974)
الطبيبة فرجينيا أبغار رائدة في مجال التخدير والتوليد، عُرفت باكتشافها درجة أبغار وهي طريقة بسيطة وسريعة لتقييم صحة حديثي الولادة.
يقيّم تقييم أبغار العلامات الحيوية لحديثي الولادة في الدقائق الأولى بعد الولادة، اعتمادًا على معدل ضربات القلب وجهد التنفس وانقباض العضلات وردود الفعل واللون. تعني الدرجة المنخفضة أن الطفل في حاجة إلى عناية طبية فورية. بحثت أبغار أيضًا في آثار التخدير المُستخدم في أثناء الولادة.
أدى استخدام تقييم أبغار إلى خفض معدل وفيات حديثي الولادة، وما زال مُستخدمًا حتى اليوم.
11- دوروثي هودجكين (1994-Dorothy Hodgkin (1910
فازت عالمة الكيمياء الإنكليزية دوروثي هودجكين بجائزة نوبل في الكيمياء سنة 1964 لاكتشافها الهياكل الجزيئية للبنسلين وفيتامين (ب12).
هودجكين من أوائل من درسوا بنية المركبات العضوية، مستخدمةً التصوير البلوري بالأشعة السينية X-ray crystallography، استنادًا إلى عمل الفيزيائي البريطاني جون ديسموند برنال على الجزيئات البيولوجية، وساهمت في إجراء أول دراسة بالأشعة السينية لإنزيم الببسين.
عادت إلى أكسفورد عندما عرض عليها منحة بحثية مؤقتة عام 1934 وبقيت هناك حتى تقاعدها. أسست مختبر الأشعة السينية في متحف أكسفورد للتاريخ الطبيعي وبدأت بحثها حول بنية الإنسولين.
سنة 1945، وصفت بنية البنسلين بدقة، واكتشفت بنية فيتامين (ب12) في منتصف الخمسينيات، وتوصلت إلى البنية الكيميائية للإنسولين سنة 1969، بعد 40 عامًا من محاولتها الأولى.
12- بريندا ميلنر Brenda Milner ( وُلدت 1918)
أسست بريندا ميلنر علم النفس العصبي، ولها اكتشافات عظيمة حول الدماغ البشري والذاكرة والتعلم.
اشتهرت ميلنر بعملها مع المريض H.M وهو رجل فقد القدرة على تكوين ذكريات جديدة إثر خضوعه لجراحة في الدماغ لمعالجة الصرع. بعد بحث طويل، وجدت ميلنر أن H.M يتحسن تعلمه للمهام الجديدة حتى لو لم يكن يتذكرها، ما يدل على وجود أنواع عدة من أنظمة الذاكرة في الدماغ.
ساهمت أبحاث ميلنر واكتشافاتها في فهم وظائف مناطق الدماغ المختلفة، مثل دور الحُصين والفصوص الأمامية في الذاكرة، إضافةً إلى كيفية تفاعل نصفي الدماغ.
13- جين غودال Jane Goodall (وُلدت 1934)
عملت الطبيبة جين غودال مع الشمبانزي البري، وغيرت نظرتنا حول هذه الحيوانات وعلاقتها بالبشر.
بدأت جودال دراستها للشمبانزي في غابة جومبي في تنزانيا سنة 1960. قضت أكثر وقتها مع الحيوانات، واكتشفت أن الشمبانزي يصنع بعض الأدوات ويستخدمها، وهي قدرة كان يُعتقد سابقًا أنها مقتصرة على البشر.
حصلت جودال على درجة الدكتوراة في علم سلوك الحيوان من جامعة كامبردج عام 1965، وأسست معهد جين جودال لدعم أبحاث الشمبانزي وحمايته عام 1977.
14- سيلفيا إيرل Sylvia Earle (وُلدت 1935)
تبنت عالمة الأحياء البحرية وخبيرة المحيطات سيلفيا إيرل نهجًا شاملاً لعلم المحيطات، وعُرفت بعملها الدؤوب. على مدار 70 عامًا من الغوص، قضت إيرل زهاء عام تحت الماء، منذ أن كان عمرها 16 عامًا.
بدأت إيرل أبحاثها عن المحيطات في أواخر الستينيات، ولم يكن عمل المرأة في هذا المجال شائعًا وقتها. كانت إيرل أول امرأة تغوص حتى عمق 30 مترًا في جزر الباهاما، وكانت حينها في الشهر الرابع من الحمل!
قادت إيرل بعد ذلك بعامين فريقًا مكونًا من خمس رائدات بحار في مهمة مدتها أسبوعان لاستكشاف قاع البحر. ومُذَّاك قادت إيرل نحو 100 رحلة استكشافية في جميع المحيطات، وهي أول امرأة تشغل منصب كبير العلماء في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي سنة 1990.
15- كارين أولنبك Karen Uhlenbeck (وُلدت 1942)
أصبحت عالمة الرياضيات الأمريكية كارين أولنبك أول امرأة تحصل على جائزة أبل Abel سنة 2019، وهي إحدى جوائز الرياضيات المرموقة، لمساهماتها العظيمة في الفيزياء الرياضية والتحليل والهندسة.
تُعَد أولنبك إحدى رائدات التحليل الهندسي، أي دراسة الأشكال الهندسية باستخدام معادلات التفاضل الجزئية. استُخدمت الأساليب والأدوات التي طورتها أولنبك على نطاق واسع في هذا المجال.
قدمت أولنبك مجموعة من معادلات فيزياء الكم التي تصف حركة الجسيمات دون الذرية، واكتشفت الأشكال التي قد تتخذها فقاعة الصابون في المساحات المنحنية.
16- باتريشيا باث Patricia Bath (وُلدت 1942)
أصبحت طبيبة العيون وعالمة الليزر الأمريكية باتريشيا باث أول طبيبة عيون في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا سنة 1974، وأول امرأة ترأس برنامج الإقامة التدريبي في طب العيون سنة 1983، وأول طبيبة أمريكية من أصل أفريقي تسجل براءة اختراع سنة 1986.
اهتمت باث بالطب في سن مبكرة، متأثرةً بالطبيب ألبرت شفايتزر الذي عمل في إفريقيا في أوائل القرن العشرين.
لاحظت باث زيادة عدد المرضى المكفوفين أو ضعاف الإبصار في هارلم مقارنةً بجامعة كولومبيا، وببحث الأمر وجدت أن انتشار العمى في هارلم كان نتيجة انخفاض الرعاية الصحية. اقترحت باث نهجًا جديدًا يُسمى طب العيون المجتمعي، يهدف إلى تدريب المتطوعين على تقديم رعاية طبية أولية لمن يعانون نقص الخدمات الصحية. يُطبق هذا النهج في جميع أنحاء العالم حاليًا وساهم في إنقاذ الآلاف.
عانت باث من التحيز الجنسي والعنصرية في هيئة التدريس في جامعة كاليفورنيا.
شاركت في تأسيس المعهد الأمريكي للوقاية من العمى عام 1977، وهي منظمة مهمتها حماية الإبصار واستعادته عند المرضى. أدى بحثها حول مرض الساد cataracts إلى اختراع جهاز جديد لعلاج هذا المرض يسمى laserphaco probe، وحصلت لذلك على براءة اختراع للتكنولوجيا سنة 1986. يُستخدم الجهاز في جميع أنحاء العالم حاليًا.
17- إنجريد دوبيشيز Ingrid Daubechies (وُلدت 1954)
إن سيرة إنجريد دوبيشيز -المولودة سنة 1954 في بروكسل- غنية بالشهادات العلمية، إذ حصلت على درجة البكالوريوس والدكتوراة في الفيزياء، وانجذبت إلى الرياضيات في سن مبكرة، واهتمت كذلك بطريقة حركة الأشكال وبرهنت بعض الحسابات الرياضية.
سنة 1987، حققت إنجازًا رياضيًّا كبيرًا في مجال الموجات سريعة التلاشي، إذ اكتشفت ما يعرف بالمويجات المتعامدة orthogonal wavelets (تُسمى الآن باسمها: مويجات Daubechies) وتُستخدم في ضغط الصور، وفي بعض نماذج محركات البحث.
تُدرِّس دوبيشيز الرياضيات والهندسة الكهربية وهندسة الكمبيوتر ونظرية الموجات في جامعة دوك.
18- سوزان سولومون Susan Solomon(وُلدت 1956)
الكيميائية والأستاذة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا سوزان سولومون هي أول من اقترح أن مركبات الكلوروفلوروكربون مسؤولة عن ثقب طبقة الأوزون في القطب الجنوبي.
قادت سولومون فريقًا إلى McMurdo Sound في القارة القطبية الجنوبية سنة 1986، وبينت أبحاثهم أن المواد الكيميائية في الغلاف الجوي تتفاعل مع الأشعة فوق البنفسجية ما يؤدي إلى إزالة الأوزون.
وُضع بروتوكول مونتريال للأمم المتحدة سنة 1989، وتقرر بموجبه حظر مركبات الكلوروفلوروكربون حول العالم. ما أدى إلى إلى نتائج إيجابية كبيرة، إذ تقلص الأوزون بوضوح.
19- ماي جيميسون Mae Jemison (وُلدت 1956)
رائدة الفضاء في ناسا ماي جيميسون هي أول أمريكية من أصل أفريقي تصل إلى الفضاء سنة 1992، على متن مكوك الفضاء Endeavour. وهي ليست رائدة فضاء فقط، بل طبيية ومعلمة ومؤسسة شركة تكنولوجيا ومتطوعة في مجال السلام.
ولدت جيميسون في ألاباما في 17 أكتوبر 1956، انتقلت مع عائلتها إلى شيكاغو في الثالثة من عمرها والتحقت بجامعة ستانفورد في سن السادسة عشرة. حصلت على شهادات في الهندسة الكيميائية والدراسات الإفريقية والدراسات الإفريقية الأمريكية، إضافةً إلى شهادة دكتوراة في الطب من جامعة Cornell في نيويورك سنة 1981. ثم تطوعت في قوات حفظ السلام في سيراليون وليبريا.
دارت جيمسون مع ستة من رواد الفضاء حول الأرض في رحلة على متن المكوك Endeavour بعد التحاقها بناسا، وشاركت في دراسة أثر السفر الفضائي في خلايا العظام على مدار 190 ساعة من السفر في الفضاء. تتحدث جيمسون عدة لغات من ضمنها الإنكليزية والروسية واليابانية والسواحيلية.
20- مريم مرزاخاني Mariam Mirazakhani (1977-2017)
عُرفت عالمة الرياضيات مريم ميرزاخاني بحل المسائل الرياضية الصعبة في الهندسة الفراغية والمنحنية، ولدت في مدينة طهران في إيران ودرَّست في جامعة ستانفورد بين عامي 2009 و2014.
ساعد عملها على شرح طبيعة الجيوديسا geodesics، أي الخطوط المستقيمة على الأسطح المنحنية. ولديها أيضًا أبحاث عملية تشرح سلوك الزلازل، ساعدت في الإجابة على الكثير من الألغاز القديمة في هذا المجال.
ميرزاخاني هي أول امرأة -والوحيدة حتى الآن- تفوز بميدالية The Fields سنة 2014، وتمثل الرتبة الأعلى في الرياضيات. وتُمنح لعلماء الرياضيات البارزين -دون سن الأربعين- سنويًّا في مؤتمر الاتحاد الدولي للرياضيات.
توفيت ميرزاخاني في 14 يوليو 2017 متأثرةً بسرطان الثدي، بعمر 40 عامًا. استمر أثر ميرازاخاني في مجالها حتى بعد وفاتها إذ فازت زميلتها أليكس أسكن بجائزة Breakthrough في الرياضيات نتيجة عملها مع ميرازاخاني على نظرية العصا السحرية magic wand theorem.
اقرأ أيضًا:
عالمات نُسبت اكتشافاتهن إلى الرجال
ترجمة: بلال الإبراهيم
تدقيق: غزل الكردي
مراجعة: أكرم محيي الدين