تدفعنا العديد من المتغيرات إلى اتخاذ قرار الانفصال، وأكثرها إلحاحًا السؤال التالي: ما النسبة بين الإيجابيات والسلبيات في إطار تفاعلات هذه العلاقة؟
لا تخلو علاقة من الاختلافات التي تتخذ منحىً صعبًا، إلا أن الشركاء يتأقلمون مع إصلاحها أو تقبلها والتعايش معها. وإن كان بعضها مدمرًا إلى درجة تحطيم جميع آمال إصلاح العلاقة.
تكثر الأسباب التي تستوجب إنهاء العلاقة، إن الانتباه للسلوكيات العشرة التي سنذكرها تاليًا كافٍ أن يُبعد عن علاقتكم شبح الانفصال.
ملاحظة: استثنينا الإيذاء/ العنف الجسدي أو العاطفي، لأن الضرر الذي يتسببان به في العلاقة واضح، ولا يمكن إصلاحه غالبًا.
1. التعليقات العامة.
بصرف النظر عن مدى سوء العلاقة بينكما، فمن غير المقبول البتة أن تشير إلى عيوب شريكك على الملأ. ابتعد عن الإشارة إلى العيوب أو إفشاء الأسرار أو انتقاد سلوكهم أو حمل طرف ثالث على الوقوف في صفك.
كثيرًا ما يفعل الناس ذلك لأنهم يريدون جلب العار على شركائهم آملين في زيادة الضغط عليهم بهدف تغيير غير المرغوب من سلوكياتهم، أو أنهم يشعرون بمستوى أعلى من الأمان بوجود الآخرين ما يدفعهم إلى إفشاء الأسرار أمام الآخرين ويُرجئون تحمل العواقب إلى وقت لاحق.
2. الابتزاز العاطفي.
يتشارك الزوجان الذكريات خاصةً في المراحل الأولى من العلاقة. ويخوضان في التفاصيل وأسرار الماضي، والصدمات السابقة، والمآسي والخسارات. يصبح الشريك بمثابة الوالدين، بما يعطيه من حنان غير مشروط واستعداد لمداواة الجراح.
لكن لاحقًا، تصبح هذه الذكريات المقدسة هدفًا للتعليقات اللاذعة وحتى السخرية، مع تقدم العلاقة، إذ يستغلها أحد الشريكين لإشعار الآخر بالذنب، أو بالوحدة، أو بأنه ضحية للتلاعب، وجعله يخشى أن يتعرض لسوء إن لم يمتثل لمطالب شريكه.
تطول قائمة السلوكيات المستخدمة للابتزاز العاطفي، ومنها التستر المقصود عن أمور دون أخرى، والمماطلة، والتجهم، وادعاء التضحية، والتهديد بالرحيل.
3. السلوك العدواني/ السلبي.
من الصعب أن تثق في شخص إن كان يعدك باستمرار أنه سيفعل شيئًا ما، ثم يبدو أنه لا يلتفت إليه أبدًا، ومع استمرار تكرر الوعود والنكث بها، تتحول إلى محض أكاذيب.
عندما يقطع العدوانيون/ السلبيون وعودًا فهم ينوون تنفيذها، ويشعرون بالذنب عندما يخيبون ظنون شركائهم، مع هذا لا يكفون عن هذا السلوك، فيفقد شركاؤهم الثقة بهم.
4. حساب الأخطاء.
ينمو الحب رويدًا رويدًا ويزدهر بما يقدمه الشريكان من توازن بين العطاء والاهتمام بالنفس. إذ ينشغل الشريك بسبل تعزيز العلاقة بدلًا من الالتفات إلى عثرات الآخر وتفاصيلها.
التدقيق في عثرات الطرف الآخر يخدم هدفًا واحدًا هو إجبار الآخر على سلوكيات معينة، إذ يظن الشريك أن الطرف الآخر أخذ أكثر مما يستحق من العلاقة، وعليه أن يدفع الثمن.
ينتشر هذا السلوك في العلاقات التي يميل الشركاء فيها إلى إعادة فتح الخلافات الماضية وذكرها بشكل أو آخر، وإعادة صياغتها لتناسب ما استجد من خلافات، لإثبات وجهة نظرهم والإصرار على آرائهم أو إدانة الآخر.
5. القسوة المتعمدة.
لا تخلو علاقة من الخلاف الذي قد يودي بالبعض إلى التفوه بعبارات مؤذية تجاه الآخر. كلمات قاسية تسبب الندم لقائلها وتدفعه إلى الاعتذار وطلب العفو من الطرف الآخر.
القسوة المتعمدة التي نقصدها سلوك مختلف تمامًا، إذ يهدف إلى تدمير الطرف الآخر.
تسهل ملاحظة هذا السلوك، ويجب إيقافه وإلا سيتسبب في تدمير العلاقة. من أمثلة ذلك: تصويب نقاط ضعف الآخر، تحريف الأقوال لقلب موازين الأمور، التطرق إلى مواضيع حساسة للغاية، التحقير العاطفي، والمماطلة، والإذلال والإهانة العاطفية، والسخرية، وإنكار الحق، أو التحصن بآراء الآخرين لتعزيز حجته وإثبات خطأ الآخر.
6. السلوك الإدماني.
الإدمان شبح يلاحق الإنسان في علاقاته العاطفية. يشبه الإدمان طرفًا ثالثًا في العلاقة، عندما تكون في علاقة مع شخص مدمن، فأنت في منافسة مع طرف آخر قوي، قد يأخذ شريكك بعيدًا في أي وقت.
الإدمان مهرب خادع نبرر به سلوكيات مجحفة أو عثرات فادحة. يخلق الإدمان سلوكًا نرجسيًا لا يكترث إلا بالجرعة التالية، ولا يحظى الشريك باهتمامنا الرئيسي أبدًا.
7. الخيانة.
تشمل الخيانة طيفًا واسعًا من السلوكيات. وهي خيار واعٍ يتخذه أحد الشريكين بوضع أولويات أخرى على حساب علاقته بالشريك.
تقوم العلاقات على ثقة متبادلة بأن الطرف الآخر سيفي بوعوده ولن يفعل شيئًا من شأنه الإضرار بالطرف الآخر. ويتفق الطرفان على السلوكيات المقبولة لكل منهما لحماية العلاقة من التفكك لاحقًا.
الخيانة، والتستر، والتملص بإلقاء اللوم على الظروف أو على الشريك، كلها تفاصيل تترك ندوبًا لا تلتئم في العلاقة.
8. تدمير المقدسات.
لكل إنسان أمور يعتقد أنها مقدسة ولا يمكن المساس بها. قد تكون هذه المقدسات معتقدات أو سلوكيات أو ميول أو علاقات، وغير ذلك من أمور ترتبط بصور وأفكار وعلاقات جسدية أو عقلية أو عاطفية أو روحية.
قد تشمل المقدسات ذكريات حميمة، أو تعاليم دينية، أو ممتلكات، أو علاقات محددة، أو ممتلكات مادية، أو أشياء ترمز إلى شخص أو شيء ما. هي أمور ليست بالضرورة منطقية، لكنها مع ذلك غير قابلة للتشكيك.
لا يحق للشريك إهانة هذه المقدسات، أو السخرية منها، أو تدميرها. بوسع الشريك التساؤل عن ماهية المقدسات وسبب أهميتها لنا، لكن دون تحقير.
9. الطمس.
تمثل الذكريات أساسًا يسمح للعلاقة بالتطور وتجاوز الأزمات. إذا أراد أحد الطرفين محو أحد السلوكيات الماضية كأن لم يكن، لأنه لا يستطيع أو لا يريد التعامل معه، فلن يتمكن الطرف الآخر من حل المشكلة. هؤلاء الشركاء لا يرغبون أن يتعرضوا للمساءلة بشأن ما كانوه أو ما فعلوه في الماضي، ويطالبون شركاءهم بالتظاهر بأن تلك الأزمات لم تحدث قط.
10. النفاق.
يشمل ذلك الادعاء، الكذب، التلاعب، الخداع، الاحتيال، الغدر، عدم التورع قولًا أو فعًلا عن السعي لتحقيق أهدافهم وإن كانت على حساب الطرف الآخر ماديًا أو معنويًا. الطعن في الظهر والغيبة. إخفاء معلومات عن الطرف الآخر عمدًا، لإبقائه جاهلًا بها أو للتهرب من شيء ما.
اقرأ أيضًا:
خمسة أمور تؤزم العلاقة بين الزوجين وتجرهم إلى الطلاق! إليكم الحل
7 علامات تدل على أن العلاقة متجهة نحو الطلاق وفقًا لدراسات علمية
ترجمة: بشرى عيسى
تدقيق: أكرم محيي الدين