تُعرف متلازمة الأمير الصغير -أو الأميرة- عند حدوثها في مرحلة البلوغ أيضًا باسم متلازمة بيتر بان، ومع شيوعها لكنها لم تُذكر في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية DSM، وعليه فإنها لا تُصنف اضطرابًا نفسيًا بصورة رسمية.
غالبًا ما يكون وراء هذه الحالة أم -أو أب- أفرطت بحماية طفلها، تُعرف باسم الأم الهليكوبتر، أو منحته مجالًا واسعًا من الحرية، والكثير من الثناء والاهتمام في مرحلتي الطفولة والمراهقة. يُشار أحيانًا إلى مثل هذا السلوك الوالدي باسم سفاح القربى العاطفي، مصطلح استُخدم أيضًا لوصف الحالات التي يعامل فيها أحد الوالدين طفله بمثابة شريك أو زوج.
عادةً ما تصف متلازمة بيتر بان رجلًا بالغًا طفوليًا وغير ناضج رغم عمره المتقدم نسبيًا، ويملك سلوكيات بات طبيعيًا افتراض ظهورها حاليًا لدى كل من الرجال أو النساء عل حد سواء بسبب شيوع الأبوة أو الأمومة المفرطة في ثقافة اليوم.
ترتبط متلازمة الأمير الصغير (أو الأميرة) بمتلازمة الإمبراطور، مصطلح يُستخدم أساسًا لوصف الأولاد الصينيين الذين لا يملكون أي أشقاء ويتصرفون مثل الطغاة الصغار، لكن المتلازمتين لا تتطابقان تطابقًا تامًا في خصائصهما.
يمكن تعريف الأمراء والأميرات الصغار على أنهم رجال ونساء بالغون يتصرفون مثل أطفال أنانيين، أو مراهقين نرجسيين، أو شبّان غير مسؤولين، ويشعرون بالحق في التصرف تبعًا لما يرونه مناسبًا، وعليه، نقدم فيما يلي 10 سمات نموذجية لشخص يعيش مع متلازمة الأمير الصغير أو الأميرة الصغيرة. ومن أجل التبسيط سوف نستخدم مصطلح الأمير الصغير، ويُشار إلى دور الأم، وليس الأب، لكن السمات تنطبق على الأنواع الاجتماعية كلها.
- يبقى الأمير الصغير على اتصال بأمه كل يوم تقريبًا، والتي بدورها تتغلغل في تفاصيل حياته أكثر من أي شخص آخر، فهي دائمة الخوف عليه رغم أنه رجل بالغ، وقد تتدخل في شراء ثيابه ومقتنياته، وتغسل له ملابسه.
- يتصرف مثل طفل أو مراهق أو شخص أصغر من عمره الحقيقي بكثير، وقد يدخل في نوبات غضب أحيانًا أو يحتفل طوال الليل مع أشخاص أصغر منه بعشر سنوات.
- يعامل المرأة كأنها خادمة له، ويتوقع الاعتناء به وتدليله عند الطلب، فهو شخص «يأخذ ولا يعطي».
- عاجز عن الحفاظ على علاقة رومانسية طويلة الأمد ومستقرة، إذ يغدو شركاؤه السابقون في نهاية المطاف أعداءً له أو رفقاء للتسلية.
- يعاني رهاب الالتزام في جميع مجالات الحياة تقريبًا، مع أنه يُعدّ شخصًا متطلبًا في أسلوب تعلقه بالأفراد المحيطين به.
- يملك القليل من الأصدقاء المقربين -إن وجدوا- إذ تتضمن قائمة أصدقائه غالبًا والدته والغرباء الذين يقابلهم في أثناء أوقات التسلية والاحتفال في الخارج.
- غالبًا ما يتسم بسلوك سلبي عدواني، أي يميل إلى التعبير بأسلوب غير مباشر عن العداء عبر أفعال وتصرفات معينة مثل توجيه الإهانات المبطنة أو السلوك المتجهم أو العناد أو الفشل المتعمد في إنجاز المهام المطلوبة.
- يتصف بالنرجسية أو يظهر أنانيةً طفوليةً، ويرفض تنفيذ أي طلب قد يسبب له أدنى درجات عدم الارتياح.
- يُعد شخصًا غير مسؤول ماليًا، وينفق الكثير من المال بهدف التسلية أو الحفلات أو إغواء النساء.
- نادرًا ما يُحمّل نفسه مسؤولية أي خطأ، بل يلوم من حوله على مشكلات حياته، وقد يصل الأمر به إلى لوم والدته إن لم يجد كبش فداء آخر.
قد يصعب أحيانًا رصد هذه السمات والتعرف عليها، فمن غير المعتاد اجتماعها كلها في الأمير الصغير، إضافةً إلى قدرته على استدراجك إلى عالمه ببراءته الطفولية وسحره، الأمر الذي قد يعقد مهمتك أيضًا، لكن لا تقلق، فملاحظتك الدقيقة ستكشف سلوكيات أمه مفرطة الاهتمام، إلى جانب انعدام مسؤوليته وأنانيته الكفيلين بإظهار مكنوناته الحقيقية.
اقرأ أيضًا:
ثلاثون طريقة علمية تؤثر بها طفولتك على نجاحك كشخص بالغ
لماذا يميل بعض الأشخاص إلى السلوك الأناني بينما يميل الآخرون للعطاء؟
ترجمة: حسام شبلي
تدقيق: جعفر الجزيري