الأحجار الكبيرة، الأحجار الصغيرة، الغبار ورواد الفضاء – هذه بعض أجسام اندفعت عبر الفضاء المظلم. تتجه أحيانًا الأشياء وتضرب الأرض، ولكننا لا نستطيع دائمًا تحديد ماهيتها السابقة. من الكويكبات بحجم هرم للثقوب السوداء. ها هي عشرة أشياء اندفعت عبر الفضاء في عام 2019.
1. أصدقاء رواد الفضاء المفضلون
(Image credit: Christina Koch/NASA)
في 29 سبتمبر، صعدت رائدة الفضاء في ناسا NASA جيسيكا مير على متن المركبة الفضائية الراسية في قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان، والتي انطلقت باتجاه محطة الفضاء الدولية. وفي توقيت مثالي لالتقاط الصور، التقطت صديقة مير المفضلة، رائدة الفضاء كريستينا كوش، صورةً لصعود صديقتها خلال المرحلة الثانية من إطلاق الصاروخ. وكتبت كوش في تغريدة على تويتر: «هكذا تبدو محطة الفضاء عندما تحقق أفضل صديقة لك حلم حياتها في السفر الى الفضاء».
2. كويكب عريض بحجم ناطحة سحاب
(Image credit: Shutterstock)
عبرت في منتصف شهر سبتمبر صخرة فضاء ضخمة بالقرب من الأرض – ولكن لحسن الحظ، كانت الصخرة على بعد نحو خمسة ملايين كيلومتر عندما حدث ذلك. يبلغ عرض الكويكب Qw7 2000)) ما بين 300 إلى 600 متر، وانحدر بجانب كوكبنا بسرعة تقرب 23100 كيلومتر/ساعة.
على الرغم من أن الكويكب لم يشكل أي خطر في ذلك الوقت، فإن ناسا ظلت تتبع حركة الصخرة منذ عام 2000 وستواصل تتبعها مستقبلًا. سينجرف الكويكب إلى جانب الأرض مرةً أخرى في 19 أكتوبر 2038.
3. تهديد ثلاثي (ليس بالمعنى الحقيقي)
(Image credit: Shutterstock)
مرت ثلاثة كويكبات من جانب الأرض في 9 سبتمبر من عام 2019، توقع علماء ناسا بدايةً أن أحد صخور الفضاء ستمر من مسافة قريبة جدً، تعني “مسافة قريبة جدًا” أن الكويكب سيمر على مسافة 500,000 كيلومتر من الأرض، أي أنه حتى خارج مدار القمر. سقطت الأجسام تحت تأثير جاذبية الكواكب القريبة من الأرض واتجهت كلها نحو كوكبنا. مرت الكويكبات الثلاثة بالقرب من الأرض خلال نافذة زمنية مدتها 12 ساعة، وبمسافة كافية تجنبهم الاصطدام بالأرض.
4. مذنب من نظام نجمي آخر
(Image credit: M. Kornmesser/ESO)
في أغسطس، رصد مراقب أوكراني يدعى جينادي بوريسوف مذنبًا يتجول في السماء. تبين أن كرة الجليد والغبار هذه ربما كانت تزورنا من خارج نظامنا الشمسي. بعد مشاهد عديدة، سمى العلماء المذنب C/2019 Q4 بوريسوف Borisov وتتبعوا مساره مع مرور الوقت.
بدا لهم أن المذنب يتّبع مسارًا على شكل قطع زائد hyperbola shape، على عكس المذنبات التي شاهدناها في نظامنا الشمسي، التي تدور حول الشمس في مدار إهليجي (بيضاوي) elliptical orbits. قد يكون المذنب C/2019 Q4 بوريسوف ثاني جسم ما بين النجوم يمر بجوار منطقتنا الكونية، بمعزل عن أومواموا Oumuamua، الذي اكتُشف في أكتوبر2017.
5. ضوء ذو طاقة عالية صادرة عن اضمحلال نجم
(Image credit: NASA’s Goddard Space Flight Center)
في شهر يناير، اكتشف علماء الفلك اللحظات الأخيرة لنجم يضمحل إذ إن الجسم السماوي يفسح المجال لانفجار هائل يصدر عنه ضوء ذو طاقة فائقة العلّو، والمعروف باسم انفجار أشعة غاما. وقع انفجار أشعة غاما على بعد نحو 7.5 مليار سنة ضوئية عن الأرض، وحمل جزيئات ضوئية ذات طاقات تُقاس بتريليونات من الإلكترون فولت والتي تزيد تريليونات المرات عن قوة الفوتونات الصادرة من شمسنا.
على الرغم من أن انفجارات أشعة غاما ليست نادرة الحدوث، فغالبًا ما يكافح علماء الفلك لالتقاط قياسات للانفجارات لأن الحدث نفسه قد يستمر لجزء بسيط من الثانية فقط. وبمساعدة التلسكوبات مثل “MAGIC” والنظام الإستريوسكوبي عالي الطاقة High Energy Stereoscopic System (H.E.S.S.) يتوقع العلماء أنهم سيكتشفون المزيد مستقبلًا.
6. كويكب ضخم حطمه نجم قزم
(Image credit: JPL-Caltech)
تمثل سحابة المخلفات التي تدور حول النجم الدليل الوحيد المتبقي عن كارثة التدمير للكويكب الضخم. في عام 2018، بدأ نجم قزم أبيض فجأةً في السطوع أكثر وأكثر في مجرتنا، وما يزال سطوعه يتصاعد حتى اليوم. يعتقد العلماء أخيرًا الآن أنهم يعرفون السبب.
إنهم يفترضون أن النجم حاصر كويكبًا ذا حقل جاذبية هائل ومزق صخرة الفضاء إلى فتات، ما خلق سحابة معدنيةً من الفتات. يُسخِن الضوء المنبعث من النجم فتات الكويكب حتى ينبعث منها ضوؤها الخاص، وهو تأثير يجعل النجم نفسه يبدو أكثر سطوعًا عبر التلسكوبات الأرضية.
7. كويكب بحجم الهرم
Image credit: Shutterstock
يتميز الجسم القريب من الأرض الذي يسمى 2019 SX5 بأبعاد متشابهة لهرم الجيزة العظيم، وقد عبر مؤخرًا متخطيًّا كوكبنا. عبر الكويكب قرب الأرض بسرعة نحو 78900 كيلومتر/ ساعة، ولكن لحسن الحظ، وضع مساره الصخرة الضخمة على بعد نحو 6 ملايين كيلومتر عن الأرض. وفقًا للتقديرات الحالية، تعبر الكويكبات الضخمة من جانب الأرض كل بضعة أيام، في الواقع، عبرت صخرة أخرى بحجم الهرم الكوكب في يوليو.
8. زخات شهب “وحيد القرن”
(Image credit: Shutterstock)
تسابقت مئات الشهب عبر السماء في نوفمبر في حدث نادر يُعرف باسم زخات شهب “وحيد القرن” Unicorn meteor shower. تحدث زخات الشهب المسماة Monocerotid في كل عام، ولكنها لا تتضمن عادة سوى عدد قليل من الشهب.
هذا العام، توقّع العلماء أن المتفرجين قد يرون ما يصل إلى 1000 شهاب يضيئ السماء بالقرب من كوكبة وحيد القرن Monoceros، ومن هنا جاء الاسم الغريب لزخات الشهب. تشكلت الشهب في الأصل من سحب غبار المذنب التي تنحرف في بعض الأحيان إلى قرب زائد من مدار الأرض. كلما اقترب المذنب، ازداد عدد الشهب.
9. اصطدام الثقوب السوداء
(Image credit: MARK GARLICK/SCIENCE PHOTO LIBRARY/Getty Images)
تقع ثلاثة ثقوب سوداء ضخمة على بعد حوالي مليار سنة ضوئية من الأرض وتسير بثبات نحو بعضها البعض، وربما تصطدم ببعضها في يوم من الأيام. وتقع هذه الثقوب السوداء الضخمة في مركز ثلاث مجرات مندمجة، وتمتص الغبار والغاز من المناطق المحيطة بها. في الوقت الحالي، تتراوح المسافة من ثقب أسود إلى آخر من 10000 سنة ضوئية إلى 30000 سنة ضوئية ، لكن يتوقع العلماء أن الثقوب السوداء ستندمج في النهاية تمامًا مثل المجرات الأساسية.
10. كرات نار مجهولة فوق تشيلي والصين
(Image credit: Shutterstock)
تساقطت أجسام متوهجة غريبة وغامضة من السماء في تشيلي في سبتمبر، ولم يكن المسؤولون متأكدين مما كانت عليه الأجسام الغريبة أو من أين أتت. استنادًا إلى المسوحات الجيولوجية للمواقع التي تحطمت فيها الأجسام، قرر الخبراء أنه من المحتمل أن الكرات النارية لم تكن شهبًا ولكنها ربما كانت حطامًا فضائيًا. بعد شهر واحد، شوهد شيء يُعتقد أنه شهاب يحترق فوق شمال شرق الصين، ويضيء سماء منتصف الليل حتى بدت كأنها في النهار. ألقت كرة النار بظلالها الداكنة على الأرض وهي تشق طريقها عبر السماء، وفقًا لتقارير الأخبار المحلية.
اقرأ أيضًا:
كوكب غير بعيد خارج المجموعة الشمسية من المحتمل أن يكون قابلًا للسكن
وحيدة في الفضاء، المركبة فوياجر 2 على وشك أن تفقد اتصالها بالأرض
ترجمة: غنوة عجرم
تدقيق: رزوق النجار
مراجعة: آية فحماوي
