لا شك أنّكم تعرفون بأن القمر ينير الأرض،
لكن هل سبق وأن رأيتم إنارة الأرض للقمر؟
هي ظاهرة دورية تحدث كل شهر وبإمكانكم مشاهدتها بالعين المجردة أو آلات التصوير عند صفاء السماء بعيداً عن التلوث الضوئي خلال الرؤية المسائية.
وكما هو معروف، فإنّ القمر يجتاز خلال الشهر عدة مراحل مرورًا باكتماله ووصولًا إلى اضمحلال الضوء المنير له تدريجيًا ثم ابتداء دورة جديدة بما يسمى “ميلاد القمر” أو “المحاق” و هو قمر لا يُرى بالعين المجردة بسبب انعدام ضوء الشمس المنير على سطحه. (المقطع 1 من الصورة الأولى).
وفي نفس الوقت، تمر الأرض بنفس المراحل بالنسبة لمُشاهد على سطح القمر، لكن بطريقة معاكسة. بمعنى أخَر، إن كنت على سطح القمر، فسوف ترى الأرض على شكل هلال، إلا أنه يكون معاكسًا لوضعية شكل هلال القمر الذي يراه الأرضيون في تلك الليلة، وسيوافق المحاق (القمر الغير مرئي) اكتمال قرص الأرض بينما يوافق اكتمال البدر “ميلاد الأرض” بالنسبة للقمر.
الصورة الأولى : تعاقب أطوار القمر.
وخلال تتالي تلك المراحل، يبدو القمر منيراً أبيضاً، محددًا بلون السّماء، زرقاء كانت (فترة ظهور القمر نهارا) أو سوداء. لكن هل سبق لكم وأن رأيتم قرص القمر كاملًا رغم عدم لحاق موعد اكتمال البدر؟
على غرار الصورة التالية:
الصورة الثانية :ظاهرة الـ Earthshine
هنا وفي هذه الحالة الخاصة من الدورة، تشارك الأرضُ الشمسٓ في إنارة القمر الفتي، حيث تنير الشمس الجزء الأبيض بينما تتولّى الأرض إنارة الجزء الأكبر، ذلك ناتج عن انعكاس ضوء الشمس على الأرض، وهذا ما يسميه البعض “صورة الأرض على القمر”. حيث بإمكان الأرض عكس حوالي 37% من ضوء الشمس الذي تستقبله نحو الفضاء.
مخطط توضيحي لكيفية إنارة القمر
متى يحدث ذلك ؟
تبيّن الصورة الأولى هذه الظاهرة في المقطعين رقم 2 و 8 الموافقَين لمرحلتي بعد وقبل المحاق، حيث يظهر هلال دقيق في الأفق الشرقي من سماء النهار قبل ميلاد القمر، أو في الأفق الغربي من سماء المساء بعد ميلاد القمر. ومن غير الممكن رؤية ضوء الأرض على القمر بعد ذلك، فشدة إضاءة الهلال ستَحجُب عن أعيننا نسبة إضاءة الأرض للقمر ناهيك عن تغير المواضع.
الموعد القادم لإمكانية رؤية هذه الظاهرة في السماء :
موعد المحاق للشهر الجاري سيصادف ليلة الحادي عشر من شهر نوفمبر، و بالتالي بإمكانكم رؤية صورة الأرض على القمر بعد ذلك اليوم في الأفق الغربي من سماء المساء.
ولمشاهدات أخرى بإمكانكم الإتطّلاع على رزنامة القمر، تحديد موعد المحاق، ثم ترقب رؤيته قبل ذلك الموعد أو بعده ببضعة أيام.