طرد ثقب أسود عملاق من مركز مجرّته في تصادم كوني غريب
رصد علماء ثقب أسود هائل يبدو أنه قد تمت إزاحته بفعل الموجات الثقالية المفاجئة – وهي موجات تنبأ بها أينشتاين لأول مرة منذ أكثر من قرن.
ويعتقد أن كتلة هذا الثقب الأسود تساوي بليون مرة كتلة الشمس، وهو يمزق مجرته بسرعة تبلغ نحو 7.6 مليون كم/ساعة، وتجاوز حتى الآن 35000 سنة ضوئية، ولا يعرف أين سينتهي به المطاف.
يقول ستيفانو بيانكي من جامعة روما تري في ايطاليا و هو أحد أعضاء الفريق «قدّرنا أن ما يعادل طاقة 100 مليون مستعر أعظم – سوبر نوفا – هي الطاقة اللازمة لإزاحة الثقب الأسود من مكانه،» وأشارت الدراسات السابقة إلى وجود عدد من حالات الشذوذ المشابهة، لكن لم يؤكد العلماء أي منها حتى الآن، و يقول بيانكي وفريقه بأن هذا الاكتشاف لا يمثل حالة هائلة بصورة غير عادي فحسب، بل إنها أيضًا المرة الأولى التي يجد فيها علماء الفلك ثقباً أسود هائل على هذه المسافة الكبيرة من مركز المجرة.
وتبلغ كتلة الثقوب السوداء الهائلة مئات الملايين من المرات كتلة شمسنا، وقد تصل كتلته أحيانًا 10 مليار مرة كتلة الشمس.
ويعتقد بأنه في مركز كل مجرة يوجد ثقب أسود هائل، وهذا الوجود سبب جوهري لوجود المجرة، لكن لا نعرف تمامًا لماذا ينتهي بها المطاف في المركز.
و بغض النظر عن كيفية وصولها إلى المركز، فإن الثقوب السوداء الهائلة تميل إلى البقاء في وسط المجرة،ولكن الفيزيائيين افترضوا أنه في حالات نادرة جدًا، يمكن لشيء أو لحدث أن يغير ذلك.
في هذه الحالة، يشتبه الباحثون أن الثقب الأسود الهارب طرده بسبب اصطدام مجرتين قبل 1 إلى 2 بليون سنة، ويفسر مايك وول ذلك على موقعSpace.com ، ويقول إن الثقبان الأسودان المركزيان لهاتين المجرتين كانا أقرب إلى بعضها البعض أثناء الاصطدام، وفي هذه العملية، تنبعث موجات الجاذبية أو الموجات الثقالية، وهي تموجات في نسيج الزمكان تتسبب بها بعض الاضطرابات الكونية وكأن أحدهم أسقط حجر في بركة ماء عملاقة.
ويضيف وول «تندمج الثقوب أخيرًا، ويقذف الجسم الجديد باتجاه معاكس.»
ويعني هذا أنه على بعد حوالي 8 مليارات سنة ضوئية من الأرض، توجد مجرة تسمى 3C186 هي في الواقع نتيجة اندماج مجرتين قبل مليارات السنين.
ويعني هذا أيضًا أن الثقب الأسود الغريب، الذي يبدو طليقًا، قد يكون نتيجة لثقبين أسودين صغيرين يلتهمان بعضهما بعضاً، ويسببان هذا الاضطراب الذي ينتج عن اندماج أكبر الأجسام الضخمة المعروفة في العلم.
وقال بيانكي في بيان صحفي «إذا كانت نظريتنا صحيحة، فإن الملاحظات توفر دليلاً قويًا على أن الثقوب السوداء الفائقة قد تندمج فعليًا، والأدلة على اندماج الثقوب السوداء موجودة فعلًا، لكن هذه العملية معقدة وليست مفهومة تماماً بعد»
و يستحيل رؤية الثقوب السوداء لأنها تمتص كل شيء، حتى الضوء نفسه، ولذلك يبحث العلماء عن علامات و مؤشرات على وجودها بدلًا من ذلك.
اكتشف تليسكوب الفضاء هابل كوازار مشرق يبعد نحو 35000 سنة ضوئية عن المركز. ولإدراك تلك المسافة نذكر أن مسافة السنة الضوئية حوالي 9.5 تريليون كيلومتر.
ويقدر بيانكي وفريقه أن الثقب الأسود يسير بسرعة 7.6 مليون كم/ساعة، ما يعني أنه يمكن أن يصل من الأرض إلى القمر في 3 دقائق، وسرعته كافية ليتمكن من الهروب من المجرة في 20 مليون سنة، ليسبح في الفضاء إلى الأبد.
هل سيصل يوما إلى جورانا الكوني؟
لا توجد طريقة لمعرفة ما الذي بإمكان هذا الهارب فعله، لكن لا تقلق فذلك سيكون بعد وقت بعيد جدًا.
ترجمة أسامة ونوس
تدقيق أحمد شهم شريف