يعرض هذا المقال قدرات شات جي بي تي وتأثيره المحتمل في الوظائف في مختلف المجالات، إضافةً إلى آثاره المستقبلية في المجتمع.
غيرت التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي والأتمتة طريقة عيشنا وعملنا وتفاعلنا معًا ومع التكنولوجيا بشكل كبير. يُعد شات جي بي تي أحد أهم هذه التطورات، وقد طورته شركة (OpenAI)، وقد يؤثر تأثيرًا كبيرًا في مختلف الصناعات، إذ يتمتع بإمكانات تواصل تشبه البشر إلى حد بعيد.
يُعد شات جي بي تي، أو روبوت الدردشة العام المُدرب مسبقًا، نموذجًا متطورًا لمعالجة اللغة الطبيعية، وهو مصمم لفهم وتوليد استجابات نصية شبيهة بالبشر.
يُستخدم شات جي بي تي، الأداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، في مختلف التطبيقات، من كتابة التعليمات البرمجية وتصحيحها إلى كتابة قصائد مثيرة للاهتمام، وإنشاء سير ذاتية احترافية ورسائل الدافع، وترجمة اللغات، وحل المسائل الرياضية.
بفضل قدرته على معالجة كميات كبيرة من البيانات وتحليلها، يمكن لشات جي بي تي توليد استجابات متماسكة وذات صلة بالسياق وغنية لغويًا، ما يجعله أداة أساسية في مختلف المجالات المهنية.
مع أن هذا التطور مثير، فهو يثير أيضًا العديد من المخاوف بشأن تأثيره في الأمن الوظيفي. يتساءل مزيد من الناس: «هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يزيحنا عن وظائفنا؟».
نظرة تاريخية على الذكاء الاصطناعي:
قبل التعمق في شات جي بي تي وآثاره المحتملة في الأمن الوظيفي، دعونا نذهب في رحلة في الذاكرة ونسرد تاريخًا موجزًا للذكاء الاصطناعي.
يعود أصل الذكاء الاصطناعي إلى العصور القديمة، حين كان الفلاسفة يفكرون في إمكانية وجود كائنات اصطناعية، والإنسان الميكانيكي، والرجال الآليين. في القرنين السابع عشر والثامن عشر، تعمق مفكرون مثل رينيه ديكارت وتوماس هوبز في طبيعة آلات التفكير.
حدثت ولادة الذكاء الاصطناعي مجالًا متميزًا في خمسينيات القرن الماضي، عندما أضاف جون فون نيومان وآلان تورينج الطابع الرسمي على بنية أجهزة الحواسيب المعاصرة. طرح تورينغ أيضًا مسألة كيفية التعرف على آلة ذكية في مقالته الشهيرة عام 1950 بعنوان «الحوسبة الآلية والذكاء»، عندما وصف «لعبة المحاكاة»، المعروفة الآن باسم اختبار تورينغ.
عام 1955، كتب آرثر صموئيل برنامجًا يمكنه لعب لعبة الداما. استخدم فيه خوارزمية التعلم التي أطلق عليها «تعلم الفروق الزمنية»، التي استخدمت مزيجًا من البحث الشجري مع الاستدلال والقيم المكتسبة ذات الأوزان.
مصطلح «الذكاء الاصطناعي» صاغه جون مكارثي في مؤتمر دارتموث عام 1956. شهدت هذه الفترة أيضًا إنشاء برامج الذكاء الاصطناعي الأولى، مثل برنامج (Samuel’s Checkers)، و(Newell and Simon Logic Theorist)، ولغة مكارثي (LISP).
شهد ما يُسمى «شتاء الذكاء الاصطناعي» في السبعينيات والثمانينيات نقصًا في التمويل وخيبة أمل، لكنه أدى أيضًا إلى ظهور أنظمة خبيرة استخدمت المعرفة البشرية لحل المسائل المعقدة. في الثمانينيات والتسعينيات، أدى التحول نحو نماذج الاتصال الحديثة إلى تطوير شبكات عصبية اصطناعية ذكية وخوارزميات التعلم الآلي التي قد تتعلم من البيانات.
بدأ العصر الحديث للذكاء الاصطناعي في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مع ظهور نماذج التعلم العميق التي تعتمد على مجموعات البيانات الضخمة، والقوة الحسابية الكبيرة، والخوارزميات المحسنة. أحدثت هذه النماذج ثورة في عدة مجالات، مثل الإبصار الحاسوبي ومعالجة اللغات الطبيعية والتعرف على الكلام.
على مر السنين، انتقل الذكاء الاصطناعي من الأنظمة المستندة إلى القواعد إلى التعلم الآلي والتعلم العميق، ويعمل كل جيل جديد على تعزيز القدرة على المعالجة والتعلم عبر كميات هائلة من البيانات.
أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي والأتمتة اليوم، مثل شات جي بي تي والسيارات ذاتية القيادة والمساعدين الشخصيين الأذكياء، جزءًا أساسيًا في العديد من جوانب حياتنا.
سنتعمق الآن في إمكانيات شات جي بي تي وتأثيره المحتمل في سوق العمل. هل يكمل شات جي بي تي المهارات البشرية أم سيحل محلها في النهاية؟
سنحاول الإجابة عبر تحليل شامل، وسنناقش التفاصيل المعقدة للذكاء الاصطناعي والأتمتة ومستقبل العمل.
أثر شات جي بي تي في الصناعات المختلفة:
أثارت الإمكانات المتزايدة لشات جي بي تي جدلًا كبيرًا حول تقنيات الذكاء الاصطناعي. هل هذه التقنية نعمة أم نقمة للمجتمع؟ مع استمرار أنظمة الذكاء الاصطناعي في التفوق في المهام المخصصة تقليديًا للفكر والإبداع البشري، تصبح مسألة الاستغناء عن الوظائف أمرًا مقلقًا.
لا يمكن استبعاد إمكانية قيام الذكاء الاصطناعي بإزاحة الأشخاص عن وظائفهم تمامًا. نظرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يصبح أكفأ في تنفيذ المهام بدقة وسرعة وبأقل قدر من الأخطاء، فقد تختار الشركات الحلول الآلية بدلًا من العمالة البشرية لتقليل التكاليف وتعزيز الكفاءة. قد يؤدي هذا السيناريو إلى تحولات كبيرة في سوق العمل، لا سيما في الوظائف التي تنطوي على مهام متكررة أو تتطلب خبرة فنية محددة.
ما يلي أمثلة لبعض المجالات التي قد تستفيد من قدرات شات جي بي تي:
- البيع بالتجزئة والتجارة الإلكترونية: قد يساعد شات جي بي تي تجار التجزئة وشركات التجارة الإلكترونية على تقديم توصيات لمنتجات معينة، والتعامل مع استفسارات العملاء، وإدارة المخزون. يمكن للشركات أتمتة تفاعلات العملاء بواسطة روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي، ما يؤدي إلى تقليل الحاجة إلى ممثلين بشريين لخدمة العملاء، ومن ثم توفير التكاليف وتحسين الكفاءة. إضافةً إلى ذلك، قد يساعد شات جي بي تي على اقتراح ميزات إضافية للمنتجات ومواد تسويقية جذابة، ما يعزز تجربة التسوق الشاملة للمستهلكين.
- الخدمات المصرفية والمالية: يمكن لشات جي بي تي مساعدة العملاء في الاستفسارات المصرفية وإدارة الحسابات والاستشارات المالية. يمكن للبنوك دمج واجهات التخاطب لشات جي بي تي، ضمن روبوتات الدردشة في منصاتها المصرفية عبر الإنترنت وتطبيقات الأجهزة المحمولة، لتقدم للعملاء دعمًا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وحلولًا سريعة للمشكلات الشائعة. ويمكن لشات جي بي تي مساعدة المحللين الماليين ومديري الاستثمار في الأبحاث المتعلقة بالسوق وتقييم المخاطر وإنشاء التقارير المالية.
- الموارد البشرية: يمكن لشات جي بي تي تبسيط عمليات الموارد البشرية المختلفة، مثل فحص السيرة الذاتية، وتقييمات المرشحين الأولية، والإجابة عن أسئلة الموظفين حول سياسات الشركة وفوائدها. يساعد هذا موظفي الموارد البشرية على تخصيص المزيد من الوقت للمبادرات الاستراتيجية، مثل مشاركة الموظفين، وتنمية المواهب، وتخطيط القوى العاملة. قد يساعد شات جي بي تي أيضًا في إنشاء أوصاف وظيفية ومواد تدريبية واتصالات داخلية ونحو ذلك.
- السفر والضيافة: يمكن لشات جي بي تي تعزيز تجربة السفر، بتقديم توصيات الرحلات الجوية والإقامة والأنشطة المخصصة. قد تساعد روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في إدارة عمليات الحجز والإجابة عن استفسارات المسافرين وتقديم تحديثات في الوقت الفعلي حول تغييرات خط سير الرحلة. قد يعمل شات جي بي تي أيضًا بوابةً افتراضية في مجال الضيافة، عند تقديم توصيات لمناطق الجذب المحلية وخيارات تناول الطعام والنقل، ما يؤدي إلى تحسين تجربة الضيف.
- البحث والتطوير: في المجالات البحثية المكثفة مثل المستحضرات الصيدلانية والتكنولوجيا الحيوية وعلوم المواد، قد يساعد شات جي بي تي في أتمتة عمليات مراجعة الدراسات السابقة وتحليل البيانات وإنشاء التقارير. بتوليد كميات هائلة من المعلومات من مصادر مختلفة، قد يساعد شات جي بي تي الباحثين على تحديد الاتجاهات وتكوين الفرضيات والكشف عن رؤى جديدة. ذلك من شأنه أن يؤدي إلى عمليات بحث أكفأ، وتسريع الابتكار، وتطوير أسرع للمنتجات والحلول الجديدة.
في حين بوسع شات جي بي تي تحسين الكفاءة والإنتاجية في المجالات المذكورة سابقًا، قد يؤدي أيضًا إلى إزاحة الوظائف من العمال البشريين. مثلًا، قد يواجه ممثلو خدمة العملاء في متاجر التجارة الإلكترونية والبنوك والمؤسسات المالية موجات من التسريح لأن روبوتات الدردشة الذكية تتعامل مع معظم استفسارات العملاء وشكاواهم.
أيضًا، قد يواجه منشئو المحتوى ومؤلفو الإعلانات الذين يعملون على أوصاف المنتجات والمواد التسويقية ومحتوى الويب خسارة لوظائفهم، يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء محتوى عالي الجودة بكفاءة أكبر.
يمكن أيضًا استبدال شات جي بي تي بعمل وكلاء السفر الذين يقدمون توصيات سفر مخصصة وإدارة الحجوزات.
فوائد استخدام شات جي بي تي:
رغم المخاوف بشأن الأمن الوظيفي، فإن شات جي بي تي لديه القدرة على استكمال المهارات البشرية، وتعزيز الابتكار، وخلق فرص عمل جديدة. بأتمتة المهام العادية، يمكن للذكاء الاصطناعي جعل الموظفين يتفرغون للمهام الأكثر تعقيدًا وإبداعًا واستراتيجية، وكذلك تحسين الإنتاجية الإجمالية.
أيضًا، يؤدي تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتنفيذها إلى زيادة الطلب على الخبراء في مجالات علم البيانات والتعلم الآلي وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، ما يخلق مسارات وظيفية جديدة لم تكن موجودة سابقًا.
فيما يلي ثلاث فوائد مهمة لاستخدام شات جي بي تي:
- الكفاءة والسرعة في إتمام المهام: يمكن لشات جي بي تي تسريع المهام المختلفة كثيرًا، مثل إنشاء المحتوى وخدمة العملاء وتحليل البيانات. يتيح ذلك للشركات والمؤسسات تحقيق مستويات إنتاجية أعلى وتلبية طلبات العملاء بشكل أكفأ، بمعالجة كميات كبيرة من المعلومات بسرعة وتوفير استجابات في الوقت الفعلي.
- الفعالية من ناحية التكلفة مقارنةً بالعمالة البشرية: قد يؤدي تطبيق شات جي بي تي إلى توفير التكاليف للشركات، بتقليل الحاجة إلى العمالة البشرية في المجالات التي قد يؤدي فيها الذكاء الاصطناعي المهام بشكل أكثر فعالية. مثلًا، قد يؤدي استخدام روبوتات الدردشة في خدمة العملاء إلى تقليل عدد الموظفين البشريين في هذا المجال، ما يؤدي إلى انخفاض تكاليف العمالة. وقد تعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع دون الحاجة إلى فترات راحة أو موظفين إضافيين، ما يؤدي إلى زيادة الفعالية من حيث التكلفة.
- تحسين الدقة والتجانس: تسمح خوارزميات شات جي بي تي المتقدمة بإنتاج مخرجات عالية الجودة مع أخطاء أقل مقارنةً بالجهود البشرية اليدوية. بتقليل الخطأ البشري وضمان التجانس بين المهام، يمكن لشات جي بي تي تحسين الإنتاجية في مختلف الصناعات، مثل إنشاء المحتوى وصياغة المستندات القانونية وتحليل البيانات. قد تؤدي هذه الدقة والتجانس إلى تحسين عملية اتخاذ القرار، وتجارب عملاء أفضل، وميزة تنافسية للشركات والمؤسسات التي تستفيد من قدرات شات جي بي تي.
الاعتبارات والمخاوف الأخلاقية:
مع استمرار شات جي بي تي وأنظمة الذكاء الاصطناعي المماثلة في التقدم والتغلغل في جوانب مختلفة من حياتنا، تزداد أهمية معالجة الاعتبارات والمخاوف الأخلاقية المتعلقة بكيفية استخدام هذه التقنيات.
أحد هذه العوامل هو تأثير شات جي بي تي في التوظيف والقوى العاملة. نظرًا إلى أن شات جي بي تي يعمل على أتمتة المهام ويزيد من الكفاءة، يظهر خطر استبدال الوظائف في بعض المجالات.
إذا لم يعالج ذلك بوضع السياسات المدروسة والتعليم ومبادرات إعادة تشكيل المهارات، قد يؤدي ذلك إلى زيادة البطالة وانعدام المساواة الاجتماعية والاقتصادية، لذلك من الأهمية بمكان تحقيق التوازن بين الاستفادة من مزايا الذكاء الاصطناعي وحماية القوى العاملة. بتعزيز بيئة تعاونية، يمكن للذكاء الاصطناعي والبشر التعاون والتكامل.
الخصوصية والأمان مسألة أخلاقية أخرى تتعلق بشات جي بي تي. غالبًا ما تتطلب أنظمة الذكاء الاصطناعي، مثل شات جي بي تي، الوصول إلى كميات هائلة من البيانات لتعمل بفعالية. يثير هذا مخاوف بشأن خصوصية البيانات وأمانها، خصوصًا عند التعامل مع معلومات شخصية حساسة. قد يكشف النظام دون قصد معلومات حساسة عندما ينشئ نصًا بناءً على مدخلات. يمكن أيضًا استخدام مخرجات النظام في تحديد الأشخاص وتتبعهم. لمعالجة هذه المخاوف، من الضروري اتخاذ تدابير قوية لحماية البيانات، وضمان الشفافية في جمع البيانات واستخدامها، والالتزام بلوائح حماية البيانات.
قلق أخلاقي آخر يتعلق بمجال التحيز والإنصاف في صنع القرار. أنظمة الذكاء الاصطناعي، متضمنةً شات جي بي تي، قد تكون متحيزة دون قصد في بيانات التدريب، ما يؤدي إلى نتائج غير عادلة أو متحيزة في تطبيقاتها. قد يشكل هذا مشكلة، خاصةً في مجالات التوظيف والإقراض والتشخيص الطبي، وقد يؤثر اتخاذ القرار المتحيز في الأفراد والنتائج. لضمان العدالة وتقليل التحيز، يجب استخدام بيانات تدريب متنوعة وواقعية، واستخدام تقنيات الكشف عن التحيز والتخفيف من حدته، والحفاظ على الشفافية في تطوير نظام الذكاء الاصطناعي ونشره. مع ذلك، ونظرًا إلى إن التحيز متأصل في كل المجالات تقريبًا، قد يكون من الصعب للغاية إزالته من مجموعات البيانات.
يشعر آخرون بالقلق بشأن قدرة شات جي بي تي والأنظمة المماثلة على توليد وتضخيم المعلومات غير الصحيحة، ما يؤدي إلى رفع تصنيفاتها في محركات البحث، لذا يصعب نفي هذه المعلومات الخاطئة. يرى كثيرون أن شات جي بي تي يولد أحيانًا إجابات تبدو معقولة لكنها غير صحيحة أو غير ذات معنى. أيضًا فإن السرعة التي يمكن بها إنشاء نص أو صوت يبدو طبيعيًا تجعل من السهل أيضًا على المحتالين انتحال شخصيات أخرى أو الظهور بمظهر مختلف.
أشار الأكاديميون إلى أنه إذا لم توجد طريقة لتحديد ما إذا كانت الورقة العلمية أو أي عمل آخر كتبه إنسان أو روبوت، فقد يحتاجون إلى العودة إلى وسائل الاختبار التقليدية من أجل التقييم. قد يؤدي وجود المزيد من المهام التي ينجزها الذكاء الاصطناعي أيضًا إلى جعل البشر أقل قدرة على أداء مهام معينة.
التداعيات والاحتمالات المستقبلية:
مع استمرار البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، سيصبح شات جي بي تي والأنظمة المماثلة أكثر تقدمًا وكفاءة وتنوعًا. قد يؤدي ذلك إلى معالجة اللغات الطبيعية بدقة أكبر، وتحسين فهم السياق والفروق الدقيقة، والقدرة على معالجة المهام المعقدة بتزايد عبر مختلف المجالات. يقدم هذا التقدم فرصًا وتحديات مثيرة يجب علينا التعامل معها بمسؤولية لضمان استغلال الفوائد الواسعة للذكاء الاصطناعي.
أيضًا، يجب أن تتعاون الحكومات والشركات والمؤسسات التعليمية، للتعامل مع الآثار المحتملة لأنظمة الذكاء الاصطناعي -متضمنةً شات جي بي تي- على التوظيف والمجتمع. يشمل ذلك تطوير السياسات التي تدعم تكيف القوى العاملة، وتشجيع التعلم مدى الحياة، وتعزيز مبادرات إعادة تشكيل المهارات وصقلها. بتعزيز البيئة التي يمكن فيها للذكاء الاصطناعي والبشر العمل معًا، يمكننا تعظيم فوائد الذكاء الاصطناعي، والحد من عيوبه المحتملة.
خاتمة:
في حين أن تقنية الذكاء الاصطناعي مثل شات جي بي تي قد تحل محل وظائف محددة، وفي الوقت ذاته لها بعض العيوب تتعلق بالخصوصية والأمن والتحيز في صنع القرار وتضخيم المعلومات المضللة، توفر هذه التقنية فرصًا جديدة وتساعد على النمو والإنتاجية في مختلف القطاعات. في حين نتطلع إلى مستقبل الذكاء الاصطناعي والأتمتة في القوى العاملة، يكمن المفتاح لتسخير فوائد الذكاء الاصطناعي في التخفيف المدروس من آثاره السلبية في صنع السياسات، والتعليم المستهدف، ومبادرات إعادة تشكيل المهارات التي تعد القوى العاملة لمستقبل يحركه الذكاء الاصطناعي. بهذا يمكننا إنشاء مستقبل يعزز فيه الذكاء الاصطناعي حياتنا ويقود الابتكار، مع تقليل آثاره السلبية المحتملة على المجتمع.
اقرأ أيضًا:
تطبيق ChatGpt للذكاء الاصطناعي يمكنه النجاح في امتحان الترخيص الطبي في الولايات المتحدة
كيف بدأ الذكاء الاصطناعي رسم لوحات فنية؟ وهل هي نوع من الفن حقًا؟
ترجمة: أحمد عضيم
تدقيق: هزار التركاوي