قد تحفل أجواء المدن بسيارات الأجرة الطائرة بحلول عام 2025 بعد الاستثمار الكبير في تقنيات الطيران قصير المدى. إذ تلقت شركات الطيران الناشئة مليارات الدولارات لتشغيل مركبات كهربائية طائرة في سماء المدن. يعتمد المستثمرون على رحلات الطيران القصيرة السريعة والمستدامة لإحداث ثورة في مسارات الطيران.
تطور أكثر من 200 شركة مركبات من ضمنها حوامات متعددة المراوح وطائرات ذات أجنحة قابلة للميلان مزودة بتقنية الإقلاع والهبوط الكهربائى العمودي. يتيح استخدام المركبات الصغيرة المزودة بتلك التقنية للطيارين أن يهبطوا في أرجاء المدن على مطارات هبوط عمودي شبيهة بمهابط المروحيات.
تتنوع أحجام المركبات الطائرة التي يجري تطويرها ويختلف مداها ابتداءً من مروحيات لشخصين قادرة على التحليق لمدى 35 كيلومترًا مثل مركبة فولوكوبتر الألمانية وصولًا إلى طائرة شركة بيتا تكنولوجيز الأمريكية ذات الأجنحة الثابتة القادرة على حمل ستة أشخاص إلى مدى يبلغ 460 كيلومترًا.
لُقبت السيارات الطائرة بالثورة الجديدة في مجال الطيران. وقد أعطت الاستثمارات الكبيرة لمصنعي الطائرات التقليدية مصداقية لهذا اللقب. طورت شركة إيرباص مركبة سيتي إيرباص الهادئة والسريعة ذات المقاعد الأربعة والمزودة بتقنية الإقلاع والهبوط العمودي، بينما استثمرت بوينغ 450 مليون دولار في شركة الطيران الناشئة ويسكايرو لتطوير مركبتها ذاتية التحليق ذات المقعدين.
تقول الشركات إن تشغيل خدمات سيارات الأجرة الطائرة سيختصر أوقات السفر من المطارات إلى مراكز المدن وغيرها من الوجهات. قد تتراوح تكلفة نقل الراكب بين 60 سنتًا وسبعة دولارات لكل كيلومتر، وفقًا لتحليل للمجال ودراسة أجرتها ناسا للسوق وما يعادل تقريبًا كلفة خدمة قيادة ممتازة، لكن دون ازدحام.
ستعمل كلا المركبات المقادة وذاتية القيادة بصفتها جزءًا من نظام حركة طيران مدني. طورت ناسا تقنيات لإدارة هذا النظام بالاشتراك مع مشغلي خدمات سيارات الأجرة مثل أوبر التي تقيم شراكة مع شركة جوبي أفييشن لتشغيل خدمة سيارة أجرة طائرة. أنجزت الوكالة عمليات محاكاة متقدمة لمعرفة مدى توافق سيارات الأجرة الطائرة مع أنظمة الطيران الموجودة.
يحتمل أن تصبح الطائرات ذاتية القيادة أكثر انتشارًا في المستقبل مع حلول أجهزة الحاسوب محل الطيارين مفسحةً المجال لاستيعاب عدد أكبر من الركاب.
يعتقد غاري غايسين المدير التنفيذي لشركة ويسك أن قيمة سوق سيارات الأجرة الطائرة قد تبلغ 4 تريليون دولار بحلول عام 2035. قد يتوسع مجال السيارات الطائرة حينها ليشمل رحلات بين المدن ونقل الحمولة وسيارات طائرة خاصة.
جذب هذا السوق المتنامي استثمارات بقيمة 8 مليار دولار حتى الآن وفقًا لمكتب مكينزي للاستشارات. لن يحدث شيء في هذا المجال دون بنية تحتية على الأرض، ويُقصد بذلك المطارات العمودية سواءً في مراكز كبيرة في المدن أو مهابط منفردة. قد يتضمن ذلك مطارات عمودية جديدة إضافةً إلى أبنية أخرى تُعاد تهيئتها لاستقبال الهبوط العمودي لطائرات الركاب أو الشحن.
تتقدم شركة أوربان إيربورت البريطانية الناشئة بخطط لبناء 200 مركز في 65 مدينة حول العالم على مدار السنوات الخمس القادمة. تتبقى تحديات أكبر ليس أقلها الحصول على ترخيص لكل مركبة، والحفاظ على السلامة العامة، وضبط مستوى الضجيج الصادر عن المركبات والمطارات، واستهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون.
تحطمت إحدى المركبات التجريبية التابعة لشركة جوبي أفييشن في فبراير 2022، ما جلب المخاوف المتعلقة بسلامة السيارات الطائرة إلى الواجهة. تقول سلطات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أنهما سيتعاونان على ترخيص المركبات الجديدة بصفتها صالحة للملاحة. سيحتاج عمل المطارات العمودية إلى الخضوع لإشراف سلطات الطيران أيضًا.
تشير الدراسة التي أجرتها ناسا لسوق النقل الجوي إلى أن خدمات سيارات الأجرة الطائرة في المدن الكبيرة ستزيد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمئات آلاف الأطنان المترية كل سنة ضمن المدى القريب على الأقل. قد تكون السيارات الطائرة رفاهية لا يمكننا تحملها في ظل الأزمة المناخية التي يواجهها العالم.
اقرأ أيضًا:
من اخترع السيارة؟ هوية مخترع السيارة الأصلي
ترجمة: إيهاب عيسى
تدقيق: حسام التهامي
مراجعة: نغم رابي