قد يكون الالتهاب جيدًا أو سيئًا حسب الحالة، إذ يعد طريقة طبيعية يحمي بها الجسم نفسه عند الإصابة أو المرض، وقد تساعده على مقاومة المرض وتحفيزه للشفاء، ومن ناحية أخرى، يرتبط الالتهاب المزمن والمستمر بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض، مثل السكري وأمراض القلب والسمنة. واللافت أن الأطعمة التي نتناولها قد تؤثر كثيرًا في الالتهابات.
إليكم ستة أطعمة قد تسبب الالتهاب:
1) السكر وشراب الذرة عالي الفركتوز
سكر المائدة (السكروز) وشراب الذرة عالي الفركتوز (HFCS)، هما النوعان الرئيسيان من السكر المضاف في النظام الغذائي الغربي.
يحتوي السكر على 50٪ جلوكوز و50٪ فركتوز، بينما يحتوي شراب الذرة عالي الفركتوز تقريبًا على 45٪ جلوكوز و55٪ فركتوز.
من الأسباب التي تجعل السكريات المضافة ضارة؛ قدرتها على زيادة الالتهاب، ما قد يؤدي إلى الإصابة بالأمراض.
في إحدى الدراسات، أصيبت الفئران التي تتغذى على وجبات عالية من السكروز بسرطان الثدي الذي انتشر إلى رئتيها، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الاستجابة الالتهابية للسكر.
في دراسة أخرى، تراجعت التأثيرات المضادة للالتهابات لأحماض أوميغا 3 الدهنية في الفئران، التي تغذت على نظام غذائي عالي السكر.
إضافة إلى ذلك، في تجربة سريرية عشوائية شرب فيها الناس الصودا العادية أو الصودا الخالية من السكر أو الحليب أو الماء، فقط أولئك الذين في مجموعة الصودا العادية زادت لديهم مستويات حمض اليوريك، ما يدفع إلى الالتهاب ومقاومة الأنسولين.
قد يكون السكر ضارًا أيضًا، لأنه يوفر كميات زائدة من الفركتوز.
في حين أن الكميات الصغيرة من الفركتوز في الفواكه والخضروات جيدة، فإن استهلاك كميات كبيرة من السكريات المضافة يعد فكرة سيئة.
ارتبط تناول الكثير من الفركتوز بالسمنة، ومقاومة الأنسولين، ومرض السكري، وأمراض الكبد الدهنية، والسرطان، وأمراض الكلى المزمنة.
لاحظ الباحثون أيضًا أن الفركتوز يسبب التهابًا داخل الخلايا البطانية، التي تبطن الأوعية الدموية، وهو عامل خطر للإصابة بأمراض القلب.
كما ثبت أن تناول كميات كبيرة من الفركتوز، يزيد من علامات الالتهاب لدى الفئران والبشر.
تشمل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر المضاف؛ الحلوى، والشوكولاتة، والمشروبات الغازية، والكعك، والبسكويت، والمعجنات الحلوة، وبعض الحبوب.
2) الدهون المتحولة الاصطناعية
قد تكون الدهون المتحولة الاصطناعية أكثر الدهون غير الصحية التي يمكن تناولها.
تُصنع عبر إضافة الهيدروجين إلى الدهون غير المشبعة -التي تكون سائلة- لمنحها الاستقرار للحصول على دهون أكثر صلابة.
تسجل الدهون غير المشبعة غالبًا بصفة «زيوت مهدرجة جزئيًا» على ملصق المكونات.
تحتوي معظم أنواع السمن على الدهون غير المشبعة، وغالبًا ما تضاف إلى الأطعمة المصنعة لإطالة العمر الافتراضي لها.
على عكس الدهون غير المشبعة الموجودة طبيعيًا في منتجات الألبان واللحوم، فقد ثبت أن الدهون الاصطناعية المتحولة، تسبب الالتهاب، وتزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض.
إضافةً إلى خفض الكوليسترول الجيد ((HDL، قد تضعف الدهون المتحولة وظيفة الخلايا البطانية، التي تبطن الشرايين، وهو عامل خطر للإصابة بأمراض القلب.
يرتبط استهلاك الدهون غير المشبعة الاصطناعية بمستويات عالية من العلامات الالتهابية، مثل البروتين الارتكاسيCRP . في الواقع، في إحدى الدراسات، كانت مستويات هذا البروتين أعلى بنسبة 78٪ بين النساء اللواتي أبلغن عن أعلى كمية من الدهون غير المشبعة.
في تجربة مضبوطة معشاة تضمنت نساء مسنات ذوات وزن زائد، زاد زيت فول الصويا المهدرج من الالتهاب بصورة ملحوظة أكثر من زيوت النخيل وعباد الشمس.
كشفت الدراسات التي أجريت على الرجال الأصحاء، والرجال الذين يعانون من ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، عن زيادات مماثلة في علامات الالتهاب استجابةً للدهون المتحولة.
تشمل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المتحولة؛ البطاطس المقلية، والوجبات السريعة المقلية الأخرى، وبعض أنواع فشار الميكروويف، وبعض أنواع السمن والدهن النباتي، والكعك المعبأ، والبسكويت، وبعض المعجنات، وجميع الأطعمة المصنعة التي تحتوي على زيت نباتي مهدرج جزئيًا على الملصق.
3) الزيوت النباتية وزيوت البذور
خلال القرن العشرين، زاد استهلاك الزيوت النباتية بنسبة 130٪ في الولايات المتحدة.
يعتقد بعض العلماء أن بعض الزيوت النباتية، مثل زيت فول الصويا، تعزز الالتهاب بسبب محتواها العالي جدًا من الأحماض الدهنية أوميجا 6.
على الرغم من أن بعض دهون أوميغا 6 الغذائية ضرورية، فإن النظام الغذائي الغربي النموذجي يوفر أكثر بكثير مما يحتاجه الناس.
في الواقع، يوصي خبراء الصحة بتناول المزيد من الأطعمة الغنية بالأوميغا 3، مثل الأسماك الدهنية، لتحسين نسبة أوميغا 6 إلى أوميغا 3 وجني الفوائد المضادة للالتهابات من أوميغا 3.
في إحدى الدراسات، كان لدى الفئران التي تغذت على نظام غذائي بنسبة أوميغا 6 إلى أوميغا 3 بنسبة 20: 1 مستويات أعلى بكثير من علامات الالتهاب من تلك التي تغذت على وجبات بنسب 1:1 أو 1:5.
ومع ذلك، فإن الأدلة على أن تناول كميات كبيرة من أحماض أوميغا 6 الدهنية يزيد من الالتهاب لدى البشر محدودة حاليًا.
تظهر الدراسات الخاضعة للرقابة أن حمض اللينوليك، وهو حمض أوميغا 6 الغذائي الأكثر شيوعًا، لا يؤثر على علامات الالتهاب.
هناك حاجة إلى مزيد من البحث قبل إجراء أي استنتاجات.
تستخدم الزيوت النباتية وزيوت البذور كزيوت للطبخ، وهي مكون رئيسي في العديد من الأطعمة المصنعة.
4) الكربوهيدرات المكررة
اكتسبت الكربوهيدرات سمعة سيئة. ومع ذلك، فالحقيقة هي أن الكربوهيدرات ليست كلها سيئة.
استهلك الإنسان القديم نسبة عالية من الألياف والكربوهيدرات غير المصنعة لآلاف السنين على شكل أعشاب وجذور وفواكه. ومع ذلك، فإن تناول الكربوهيدرات المكررة قد يؤدي إلى حدوث التهاب.
أزيلت معظم الألياف من الكربوهيدرات المكررة. إذ تعزز الألياف الشعور بالشبع، وتحسن التحكم في نسبة السكر في الدم، وتغذي البكتيريا المفيدة في أمعائك.
يقترح الباحثون أن الكربوهيدرات المكررة في النظام الغذائي الحديث قد تشجع على نمو بكتيريا الأمعاء الالتهابية، التي قد تزيد من خطر الإصابة بالسمنة ومرض التهاب الأمعاء.
تحتوي الكربوهيدرات المكررة على (مؤشر نسبة السكر في الدم -(GLYCEMIC INDEX أعلى من الكربوهيدرات غير المصنعة. الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من المؤشر ترفع نسبة السكر في الدم بسرعة أكبر من الأطعمة منخفضة المؤشر الجلايسيمي.
في إحدى الدراسات، كان كبار السن الذين أبلغوا عن تناول كمية أكبر من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من المؤشر أكثر عرضة للوفاة بمرض التهابي مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) بمقدار 2.9 مرة.
في دراسة خاضعة للرقابة، عانى الشباب الأصحاء الذين تناولوا 50 جرامًا من الكربوهيدرات المكررة على شكل خبز أبيض، من ارتفاع مستويات السكر في الدم، وزيادة في مستويات علامة التهابية معينة.
توجد الكربوهيدرات المكررة في الحلوى، والخبز، والمعكرونة، والمعجنات، وبعض الحبوب، والبسكويت، والكعك، والمشروبات الغازية السكرية، وجميع الأطعمة المصنعة التي تحتوي على سكر أو دقيق مضاف.
5) الإفراط في الكحول
ثبت أن الاستهلاك المعتدل للكحول يوفر بعض الفوائد الصحية. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي الكميات الكبيرة إلى مشاكل خطيرة.
في إحدى الدراسات، زادت مستويات مؤشر الالتهاب البروتين الارتكاسي CRP
لدى الأشخاص الذين تناولوا الكحول. كلما زاد استهلاكهم للكحول، زادت مستويات بروتين CRP الارتكاسي لديهم.
قد يصاب الأشخاص الذين يشربون الخمر بكثرة بمشاكل مع خروج السموم البكتيرية من القولون إلى الجسم. قد تؤدي هذه الحالة، التي يطلق عليها غالبًا «الأمعاء المتسربة»، إلى حدوث التهاب واسع النطاق يؤدي إلى تلف الأعضاء.
لتجنب المشاكل الصحية المرتبطة بالكحول، يجب أن يقتصر تناولها على مشروبين قياسيين يوميًا للرجال وواحد للنساء.
6) اللحوم المصنعة
يرتبط استهلاك اللحوم المصنعة بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب، والسكري، وسرطان المعدة، والقولون.
تشمل الأنواع الشائعة من اللحوم المصنعة النقانق، ولحم الخنزير المقدد، ولحم الخنزير، واللحوم المدخنة، ولحم البقر المقدد.
تحتوي اللحوم المصنعة على منتجات نهائية متقدمة للجليكيشن (AGEs) أكثر من معظم اللحوم الأخرى.
تتشكل هذه المنتجات نتيجة لطهي اللحوم، وبعض الأطعمة الأخرى، في درجات حرارة عالية، ومن المعروف أنها تسبب الالتهاب.
من بين جميع الأمراض المرتبطة باستهلاك اللحوم المصنعة، فإن ارتباطها بسرطان القولون هو الأقوى.
على الرغم من أن العديد من العوامل تساهم في الإصابة بسرطان القولون، فإن إحدى الآليات هي الاستجابة الالتهابية لخلايا القولون للحوم المصنعة.
الخلاصة:
قد يحدث الالتهاب استجابة للعديد من المحفزات، والتي يصعب منع بعضها، متضمنةً التلوث والإصابة والمرض، ولكن، لدينا سيطرة أكبر على عوامل مثل نظامنا الغذائي. للبقاء بصحة جيدة قدر الإمكان، يمكن المحافظة على الالتهاب منخفضًا، من طريق تقليل استهلاك للأطعمة التي تسببه، وتناول الأطعمة المضادة له.
اقرأ أيضًا:
الاستماع للموسيقى يقضي على الألم ويخفف الالتهاب
ما هي الالتهابات وما هي العوامل التي تؤثر عليها؟
ترجمة: عصام حصري
تدقيق: طارق طويل
مراجعة: حسين جرود