وأخيرًا، توقفت الشكوك حول إطلاق قمر صناعي إيطالي لمراقبة الأرض. في 31 يناير 2022 أُطلِق صاروخ سبيس إكس «فالكون 9» المكون من جزئين يحمل قمرًا صناعيًا مزودًا بنظام رادار Cosmo-SkyMed من الجيل الثاني، وكان من المفترض أن تنطلق الرحلة بتاريخ 27 يناير، لكن تأخر الانطلاق ثلاثة أيام حتى تصبح الأحوال الجوية أفضل، وزيادةً على ذلك تجوّلت سفينة سياحية في المنطقة المحظورة في قاعدة كيب كانافيرال في 30 يناير، ما أخر الانطلاق يومًا إضافيًا.
كان الانطلاق يوم الاثنين، ووصل القمر الصناعي «فالكون 9» في الوقت المقرر، وبعد أقل من ثماني دقائق من انطلاقه انفصل عنه الجزء الأول من الصاروخ لضمان الهبوط السهل في منطقة كيب كانافيرال، وذلك مع استمرار الجزء الثاني متصلًا بـ CSG-2 لتزويده بالطاقة حتى يصل إلى المدار، وبعد 60 دقيقة من انطلاق الصاروخ انفصل عنه القمر الصناعي تمامًا كما خُطط.
كان هبوط القمر الصناعي هو الهبوط المتحكم بع رقم 104 مما نفذته محطة سبيس إكس حتى تاريخ اليوم حسب تصريح جيسي أندرسو مديرة الإنتاج في سبيس إكس في بث مباشر يوم الإطلاق. الجزء الأول من الصاروخ الذي يعتبر استثنائيًا استُخدم في رحلتين سابقتين دعامةً جانبيّة لصاروخ سبيس إكس الضخم فالكون هيفي Falcon Heavy.
وقالت أندرسون: «تعتمد سبيس إكس على مبدأ إعادة الاستخدام لتحقيق أهدافها على المدى الطويل، أي تركز على خفض تكلفة الرحلات الفضائيّة لتحقيق تقدم في أهداف أكبر مثل إمكانية الوصول إلى ميزانية كافية لإنشاء مستعمرات على كوكب المريخ، وحتمًا تهدف سبيس إكس لصيانة غطاء الحمولة المستخدم في مهمّة CSG-2 «مخروط المقدمة» الذي يستخدم في الحماية ويحيط بالغطاء قبل الانطلاق، وذلك لإعادة استخدامه».
يُمَوَّل برنامج نظام الرادار Cosmo-SkyMed الجيل الثاني من قبل كل من وكالة الفضاء الإيطالية، ووزارة الدفاع الإيطالية، ووزارة التعليم الإيطالية، والجامعات والبحوث العلميّة. يتكون النظام من قمرين صناعيين صُمّما لمراقبة الأرض باستخدام تقنية الرادار ذي الفتحة الاصطناعية SAR.ويُعد CSG نسخة محسنة من النظام Cosmo-SkyMed الأصلي.
وصف مسؤولو وكالة الفضاء الأوربيّة النظام بقولهم: «الهدف من COSMO-SkyMed الجيل الثاني هو مراقبة حركة الأرض وذلك لأسباب عديدة، أبرزها الوقاية من الحالات الطارئة، وتحقيق أهداف علمية وتجارية، وتزويد المعلومات على النطاق العالمي لدعم العديد من التطبيقات مثل إدارة المخاطر، ورسم الخرائط، وحماية البيئة والغابات، واستكشاف المصادر الطبيعية، وإدارة الأراضي، والدفاع والأمن، والمراقبة البحريّة، وإدارة الأغذية والزراعة».
أُطلقت أول نسخة من القمر الصناعي CSG-1 على صاروخ Arianespace Soyuz من كورو-غويانا الفرنسيّة في ديسمبر عام 2019، ويوجد الآن في مدار قطبي متزامن مع الشمس على ارتفاع 620 كيلومترًا وهو المدار نفسه الذي سيُفعّل فيه CSG-2.
كان إطلاق الصاروخ من جملة الأحداث التي خططت لها سبيس إكس في تلك الفترة، ففي 24 يناير 2022 عادت مركبتها الفضاء الروبوتية من محطة الفضاء الدولية، وخططت المحطة لإطلاق مجموعة من الأقمار الصناعية الخاصة بالشبكة من فلوريدا يوم الثلاثاء 1 فبراير، وأيضًا إطلاق مهمة NROL-87 التابعة لمكتب الاستطلاع الوطني في الولايات المتحدة في 2 فبراير من قاعدة فاندبرغ للقوة الفضائية في كاليفورنيا.
اقرأ أيضًا:
سبيس إكس باتت تمثل عائقًا أمام الفلكيين بسبب كثرة الأقمار الصناعية
تزعم شبكة سبيس إكس أنها ستعيد البشر إلى القمر قبل عام 2024
ترجمة: رهف ابراهيم
تدقيق: عبد الرحمن داده