زيوس تبعًا للديانة الإغريقية هو الإله الحاكم لمجمع الآلهة وإله الطقس والسماء الذي يقابله الإله الروماني جوبيتير. من الواضح أن اسم زيوس أتى من اسم إله السماء «دايوس» في الديانة الهندوسية القديمة والمذكور في ريغ فيدا (أحد الكتب المقدسة في الديانة الهندوسية). نظر الناس إلى زيوس بوصفه مُرسِل الرعد والبرق والمطر والرياح وسلاحه التقليدي هو الصاعقة، ودعوه بالأب الذي يحكم ويحمي كلًّا من الآلهة والبشر.
وفقًا لأسطورة جزيرة كريت -التي تبناها الإغريق لاحقًا- فإن كرونوس ملك الجبابرة، بعد معرفته أن أحد أولاده سوف يخلعه عن عرشه، كان يبتلع أبناءه بمجرد ولادتهم، لكن زوجته ريا أنقذت الطفل زيوس وذلك بعد أن لفت حجرًا بقطعة قماش وأعطتها لكرونوس ليبتلعها بدلًا من زيوس، ثم خبأته في كهف في جزيرة كريت.
وهناك تولت رعايته الجميلة أماليثيا، وتبعًا لأحد الأساطير فقد كانت أنثى ماعز، وتولى حراسته الكوريتس (وهم محاربون شباب أسطوريون)، وقد كانوا يضربون أسلحتهم ببعضها لإخفاء بكاء الطفل. بعد أن أصبح زيوس رجلًا، قاد تمردًا ضد الجبابرة ونجح في خلع كرونوس عن عرشه بمساعدة أخويه هاديس وبوسايدن اللذان تقاسم معهما الهيمنة على العالم.
قاد زيوس، بوصفه إله السماء، الآلهة في حرب انتصر فيها ضد الجبابرة المنحدرين من سلالة غايا وتارتاروس، وسحق أيضًا عدة تمردات ضده قادها آلهة أخرون. وتبعًا للشاعر الإغريقي هومر، فإن السماء كانت تقع على قمة أولويمبوس، أعلى جبل في اليونان والمكان المنطقي لإله الطقس.
واستوطن الأفراد الآخرون من مجمع الآلهة هناك مع زيوس وكانوا خاضعين لإرادته. يُعتَقد أن زيوس -العالِم بكل شيء- ومن مكانه العالي كان يراقب شؤون الناس ويرى ويحكم الجميع ويكافئ من يفعل الأمور الجيدة، ويعاقب الأشرار. وعلاوةً على إقامة زيوس للعدالة وصلته القوية مع ابنته ديكي (إلهة العدل)، كان حامي المدن والوطن والملكية والغرباء والضيوف والداعين.
كان زيوس معروفًا بعلاقاته الغرامية الكثيرة التي كانت السبب الرئيسي لخلافه الدائم مع زوجته هيرا، إذ أقام العديد من العلاقات مع نساء خالدات (آلهة) أو فانيات (بشر). ومن أجل أن يتمكن من ممارسة غرامياته، تحول زيوس وباستمرار إلى أشكال مختلفة من الحيوانات مثل تحوله إلى طائر الوقواق عند اغتصابه هيرا أو بجعة عندما اغتصب ليدا أو ثور عندما اختطف أوروبا.
ومن بين ذريته، فإن الأكثر شهرة كان التوأم أبولو وآرتيميس من ليتو (إحدى التيتانسيز وهن المقابل الأنثوي لالتيتانس وهم الجبابرة الذكور الذين حكموا العالم قبل الآلهة) وهيلين وتوأمي ديسكورو من ليدا ملكة إسبارطة (إحدى الممالك في اليونان) وبرسيفيوني من ديميتر وأثينا التي وُلدت من رأسه بعد ابتلاعه تاتينتس ميتس واحدة من الجبابرة وهيفيستوس وهيب وآريس وإليثيا من زوجته هيرا وديونيسوس من الإلهة سيميلي وغيرهم الكثير.
ومع أن المتدينين اعتبروا زيُوس كلي القدرة وحاكم مجمع الآلهة، إلا أن عالميته وشموليته تُنقصان من أهميته عندما نقارنه مع غيره من الآلهة القوية الأخرى مثل أثينا وهيرا. ومع أن تماثيل زيوس هيركيس (حارس المنزل) وهياكل زيُوس زينوس (زيوس المضياف وهي تمثل الالتزام الإغريقي في الضيافة كون الإله زيُوس اتسم بهذه الصفة) زينت عتبات المنازل ومزاراته في أعالي الجبال التي كان يزورها الحجاج، فلم يكن لدى زيوس معبدًا في أثينا حتى القرن السادس قبل الميلاد، وحتى معبده في أولمبيا يعود تاريخه إلى ما بعد تاريخ معبد هيرا.
دائمًا ما صور الفن زيوس بصورة رجل ملتحٍ وناضج ومهيب ذو شخصية شجاعة وجريئة، ومن أبرز رموزه الصاعقة والنسر.
اقرأ أيضًا:
الأساطير وعلم الفلك: من مظاهر الحضارة اليونانية القديمة
ترجمة: طارق العبد
تدقيق: رزوق النجار
مراجعة: صهيب الأغبري