رهاب السعادة هو نفور الشخص من الشعور بالسعادة، يعاني المصاب بهذا الرهاب الخوف من المشاركة في النشاطات التي قد تتسم بالمتعة، أو من الشعور بالسعادة.
لم تُدرس هذه الحالة بكثافة بعد أو تعرّف تعريفًا دقيقًا، إذ يستعين الأطباء النفسيون للتشخيص عادةً بالمعايير المذكورة في الطبعة الخامسة للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطربات العقلية الذي لم يُصنف فيه رهاب السعادة بكونه اضطرابًا عقليًا، ولكن بعض الخبراء النفسيين ما زالوا يتناقشون حول هذا الرهاب وعلاجاته المحتملة.
الأعراض
يصنف بعض المختصين رهاب السعادة بوصفه أحد أشكال القلق، وهو شعور غير مبرر أو مبالغ به بالخوف من أخطار محتملة، وفي حالة رهاب السعادة يرتبط الخوف بالمشاركة بنشاطات قد تجلب السعادة.
ليس المصابون برهاب السعادة أشخاصًا حزينين بالضرورة، ولكنهم يتجنبون عادةً النشاطات الممتعة والسعيدة، ومن الأعراض المرتبطة برهاب السعادة:
- الشعور بالقلق من فكرة حضور مناسبات اجتماعية ممتعة كالحفلات أو الأحداث المشابهة.
- رفض الفرص التي قد تؤدي إلى تغييرات إيجابية في الحياة خوفًا من أن ذلك سيتبعه حدث سيء.
- رفض المشاركة في النشاطات التي تعد ممتعةً عادةً.
من الأفكار الرئيسية التي يعبر عنها المصابون برهاب السعادة:
- الشعور بالسعادة يعني أن شيئًا سيئًا سيحدث.
- تجعل السعادة المرء شخصًا سيئًا.
- إظهار السعادة أمر سيء بالنسبة للشخص أو أصدقائه وعائلته.
- محاولة البحث عن السعادة إضاعة للوقت والجهد.
وضع الباحثون مقياسًا للخوف من السعادة في مقال في صحيفة Cross-Cultural Psychology للمقارنة بين الخوف من السعادة بين 14 ثقافةً متنوعةً، ويساعد هذا المقياس الأشخاص على معرفة: هل يعانون رهاب السعادة أم لا؟ ومن المقولات المتضمنة فيه:
- لا أفضل الشعور بسعادة غامرة لأن ذلك يُتبع عادةً بالشعور بالحزن.
- تأتي المصائب عادةً بعد حظ سعيد.
- للسعادة الغامرة عواقب سيئة.
يمكن تقييم الخوف من السعادة أو تقييم إساءة فهمها بتقدير مدى الموافقة على المقولات السابقة بمقياس من 1-7.
الأسباب
ينبع رهاب السعادة أحيانًا من الاعتقاد بأنه إذا ما حدث مع الشخص أمر سعيد أو كانت حياته رغيدة فإن حدثًا سيئًا سيحدث حتمًا، وعليه يخاف المصابون برهاب السعادة من النشاطات المبهجة لأنهم يظنون أنهم يتجنبون أحداثًا سيئة بذلك، ويحدث هذا عادةً بعد تعرض الشخص لأذية جسدية أو عاطفية في السابق.
الأشخاص الانطوائيون أكثر عرضةً للإصابة بهذا الرهاب، وهم الأشخاص الذين يفضلون تنفيذ نشاطاتهم بمفردهم أو مع عدد محدود من الأشخاص، ويتسمون عادةً بالتحفظ والتفكّر، وقد يشعرون بالرهبة أو عدم الارتياح في الأماكن الصاخبة أو بحضور أعداد كبيرة من الناس.
الكماليون أيضًا من الشخصيات التي ترتبط عادةً برهاب السعادة، فقد يشعرون أن السعادة سمة للأشخاص الكسالى وغير المنتجين، ولذلك يتجنبون النشاطات المبهجة لأنهم يرونها غير ذات فائدة.
العلاج
لا يوجد لرهاب السعادة علاج محدد موافق عليه من هيئة إدارة الغذاء والدواء، لأن هذه الحالة لم تُدرس بالتفصيل من قبل، ولكن يوجد بعض الاقتراحات التي تفيد في هذه الحالة:
- العلاج المعرفي السلوكي: علاج يساعد الشخص على معرفة أنماط التفكير الخاطئة وتحديد السلوكيات التي تساعدهم على التغيير.
- أساليب الاسترخاء كالتنفس العميق وكتابة اليوميات أو التمرينات الرياضية.
- العلاج بالتنويم.
- التعرض للفعاليات المسببة للسعادة ليكون ذلك بمثابة وسيلة للتحقق من أن النشاطات السعيدة ليس لها تأثيرات ضارة.
لا يحتاج كل من ينفر من السعادة إلى علاج بالضرورة، فبعض الأشخاص يشعرون بارتياح وأمان أكبر عندما يتجنبون السعادة، والحالة لا تحتاج إلى علاج إلا إذا أثرت في جودة حياة المصاب وقدرته على أداء مهامه ووظائفه. ولكن، إذا كان رهاب السعادة مرتبطًا بصدمة سابقة يجب حينها معالجة السبب الكامن للمساعدة على التخلص من هذا الرهاب.
نظرة عامة:
يحدث رهاب السعادة عادةً مع الأشخاص الذين يحاولون حماية أنفسهم، وينجم عن صراعات أو مآسٍ أو صدمات سابقة، وعندما تؤثر الحالة على جودة حياة المصاب يتوجب البحث عن علاج.
مع أن تغيير طريقة التفكير تحتاج إلى وقت، فإن العلاج المستمر يساعد على التغلب على المخاوف.
اقرأ أيضًا:
هل نفقد السعادة مع تقدمنا بالعمر
ترجمة: ليلان عمر
تدقيق: محمد حسان عجك
مراجعة: آية فحماوي