رتج زنكر: كيس يتكون خلف الحلق، قد يتجمع فيه الطعام واللعاب مع مرور الزمن عند تركه دون علاج.
سنتعرف في هذا المقال على أعراض هذا الرتج، وكيفية علاجه.
ما رتج زنكر؟
يُعد رتج زنكر كيسًا أو جيبًا يتكون في بداية الأنبوب الهضمي فوق العضلة الحلقية البلعومية (CP)؛ أي عند التقاء البلعوم بالمريء، وقد تحدث عند وجود خلل في عمل هذه العضلة -مثلًا عندما لا تفتح أو تسترخي بسهولة- فيتشكل جيب أو كيس صغير في جدار البلعوم فوق المريء.
يُعد هذا الرتج مجهول السبب ونادر الحدوث، ويحدث عند أقل من 0.01% من السكان، ويرجح الأطباء سبب حدوثه إلى خلل وظيفة العضلة الحلقية البلعومية نتيجة الضغط العالي في المريء، الذي قد يسبب أيضًا تمزقًا في المريء، ما يؤدي إلى تشكل رتج زنكر.
يضغط الرتج المريئي عند البلع على المنطقة الواقعة فوق الأنبوب الهضمي؛ لذلك يستغرق الطعام والشراب وقتًا أطول للوصول إلى المريء، ويمكن للمواد أن تعلق في الكيس أو الحلق ما ينتج عنه قلس للطعام أو الشراب.
الأعراض
تعد صعوبة البلع أو عسر البلع للسوائل وغيرها من أعراض رتج زنكر الأكثر شيوعًا، إذ تحدث عند 90% من المصابين به، وتتضمن الأعراض الشائعة الأخرى:
- خسارة الوزن.
- رائحة الفم الكريهة (النفس الكريه)؛ بسبب بقاء الطعام في الجيب.
- سعال وخاصة في الليل.
- قلس (اجترار) الطعام غير المهضوم.
- بحة صوت أو تغير في الصوت.
- استنشاق الأطعمة ما يؤدي إلى ذات الرئة.
- أصوات غرغرة.
- شعور بشيء عالق في الحلق.
تظهر الأعراض عند معظم المرضى في عمر بين 50 و 70 سنة.
يغير المرضى نمط غذائهم مع مرور الزمن وتتراكم الأطعمة في الجيب، إذ يتناولون أطعمة لينة سهلة البلع، وطعامًا أقل أيضًا؛ بسبب صعوبة البلع.
يرتبط رتج زنكر مع حالات عدة، مثل:
- الفتوق
- سرطان المريء (نادرًا)
- تشنج المريء
- الارتجاع المعدي المريئي
التشخيص والاختبارات
عند الشك برتج زنكر يطلب الطبيب اختبارًا يُعرف بتصوير المريء أو اللقمة الباريتية، إذ يملأ الباريوم الرتج وبذلك يظهر على الصورة. يساعد هذا الاختبار الأطباء على فهم أفضل لما قد يسبب صعوبة البلع.
يوجد اختبار آخر لتشخيص رتج زنكر، وهو التنظير الداخلي العلوي: اختبار تجريه أيد خبيرة لتجنب ثقب المريء أو تمزيقه، ويسمح هذا الاختبار برؤية الرتج وتقدير حجمه.
يُعد قياس حركية المريء الاختبار الأخير الذي يلجأ إليه الأطباء لتشخيص رتج زنكر، ويفحص هذا الاختبار الضغط داخل المريء.
العلاج
يعتمد علاج رتج زنكر على حجمه وشدة أعراضه، فإذا كان حجمه أقل من ربع إنش ولا يسبب أعراضًا مزعجة، فلا يحتاج إلى عمل جراحي لعلاجه.
تُعالج الحالات الخفيفة بتغيير نمط الغذاء دون اللجوء إلى الجراحة، ويجب مضغ الطعام جيدًا كي يسهل بلعه، وشرب الماء بعد ذلك لإزالة أي طعام قد يعلق بالحلق، والابتعاد عن الأطعمة الحامضة وكثيرة التوابل ما يقلل الأعراض.
يجب تجنب الأطعمة التي تحتوي على الجوز أو القشور أو البذور؛ لأنها تعلق في الحلق بسهولة، والاعتماد على الأطعمة اللينة سهلة البلع.
أما بالنسبة للحالات المتوسطة والشديدة، عندما يكون حجم الرتج كبيرًا ووضعه معقدًا؛ يلجأ الأطباء إلى الجراحة بوصفها الطريقة الوحيدة لاستئصاله، إذ تحسن هذه الجراحة من صعوبة البلع عند المرضى والسعال والاستنشاق، وتُجرى بواسطة فتح الرقبة.
يوجد طرق أخرى أقل توغلًا لعلاج رتج زنكر، ومنها: بضع العضلة الحلقية البلعومية، ويُفضل استخدام هذه الطريقة في حالة الرتج الصغير، وتُجرى بواسطة قطع إحدى العضلتين ما يسهل البلع.
يستخدم الأطباء طريقة أخرى في علاج الرتوج الأكبر، ويكون ذلك بتثبيت الرتج مع قطع العضلة الحلقية البلعومية، إذ يُربط الرتج بجدار المريء، لكن عند الحاجة لاستئصال الرتج كاملًا يُجرى ذلك مع قطع العضلة الحلقية البلعومية.
على الرغم من كون الجراحة الخيار الأفضل لعلاج رتج زنكر، فإن الرتج قد يعود بعد استئصاله، فنحو 4% من الذين خضعوا للجراحة عاد الرتج عندهم مع مرور الوقت.
اقرأ أيضًا:
رتج زينكر: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
وترة المريء: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: هادي سلمان قاجو
تدقيق: عبد المنعم الحسين