«دوج كوين» عملة مشفرة مفتوحة المصدر من نوع «ند لند» أُصدرت في ديسمبر 2013، وتعد عملة بديلة و«ميم» ساخر بشعار يحمل صورة كلب «شيبا ينو».
ومع أنها بدأت بمزحة على ما يبدو، فإن سلسلة الكتل «بلوك تشين» الخاصة بها لا تزال تتمتع بجدارة، فهي مبنية تقنيًا على اشتقاق «لايت كوين» وتعتمد على خوارزمية «سكريبت»، ويُعد سعرها المنخفض واعتمادها المالي غير المحدود من المميزات البارزة.
فهم عملة دوج كوين
بدأت العملة بمزحة، لكنها اكتسبت متابعة بعد ذلك، وشاركت في فقاعة العملة المشفرة التي ساهمت برفع قيم العديد من العملات بدرجة ملحوظة في أواخر 2017، ثم فقدت الكثير من قيمتها بعد انفجار الفقاعة في 2018، لكنها ما تزال تمتلك العديد من الداعمين الذين يتداولونها ويستخدمونها لدعم المحتوى على تويتر وريديت. ويستطيع المستخدمون شراء دوغ كوين وبيعها بواسطة تبادلات العملات الرقمية، وبوسعهم الاختيار بين حفظها في بورصة أو في محفظة دوج كوين.
تاريخ عملة دوج كوين
البداية
أنشأ جاكسون بالمر مدير المنتجات في مكتب أدوبي في سيدني بأستراليا عملة دوغ كوين للسخرية من الصخب المرافق للعملات الرقمية. من المعروف أن بالمر مراقب مشكك وتحليلي للتكنولوجيا الناشئة، واتسمت تغريداته الأولية حول مشروعه الجديد للعملة الرقمية بالسخرية، لكنه اشترى نطاقًا للموقع الالكتروني (dogecoin.com) بعد ورود تعليقات إيجابية على وسائل التواصل الاجتماعي.
في الوقت ذاته كان مطور البرمجيات بيلي ماركوس من «آي بي إم» في بورتلاند أوريغون يريد إنشاء عملة رقمية، لكنه واجه صعوبة الترويج لجهوده، ولما اكتشف الصخب المرافق لدوج كوين، تواصل مع بالمر للحصول على إذن بإنشاء البرنامج الفعلي لدوج كوين.
اعتمد ماركوس في بناء دوغ كوين على «لكي كوين» المشتقة من «لايت كوين»، واستخدم في المرحلة الأولى مكافأة عشوائية للتعدين، تغيرت إلى مكافأة ثابتة في مارس 2014. تستخدم دوج كوين تكنولوجيا سكريبت من لايت كوين، وتُعد إثباتًا لأداء العملة.
أطلق بالمر وماركوس العملة في 6 ديسمبر 2013، وقفزت قيمة دوغ كوين إلى 300% بعد أسبوعين، والأرجح أن سبب ذلك منع الصين بنوكها من الاستثمار في العملات المشفرة.
صعود دوج كوين
روجت دوغ كوين نفسها بوصفها الإصدار المرح من بيتكوين مع شعار شيبا ينو، ويتناسب العرض التقديمي غير الرسمي لدوج كوين مع مزاج مجتمع التشفير المتنامي، وبسبب تقنيتها التشفيرية وإمدادها غير المحدود أصبحت نسخة من بيتكوين أسرع وأكثر ملائمة وصديقة للمستهلك.
تُعد دوغ كوين عملة تضخمية، على عكس عملات مثل بيتكوين، الانكماشية بسبب وجود سقف لعدد العملات التي يمكن تعدينها، أي أن كمية بيتكوين المطروحة للتداول بواسطة مكافآت التعدين تنخفض إلى النصف كل أربع سنوات، وتنخفض معها نسبة التضخم إلى النصف حتى تُطرح جميع العملات.
تبرّع مجتمع دوج كوين في يناير 2014 بـ 27 مليون دوغ كوين -نحو 30 ألف دولار- لتمويل رحلة الفريق الجامايكي الجماعية للتزلج إلى ألعاب سوتشي الأولمبية الشتوية، وبما يعادل 11 ألف دولار من دوغ كوين لبناء بئر في كينيا في مارس، وما يعادل 55 ألف دولار لرعاية كوش وايز السائق في «ناسكار»، الرابطة الوطنية لسباقات السيارات القياسية.
مرح دوج كوين يتأثر قليلًا
خسرت المتعة المستهترة لعملة دوغ كوين بعضًا من مرحها في 2015 حين بدأ مجتمع العملات المشفرة عمومًا بالازدياد والجدية. ومن العلامات الأولى لأن مجتمع دوج كوين لم يكن على ما يرام رحيل بالمر، الذي وصف مجتمع العملة بالسام.
يُعد أليكس غرين -أو رايان كيندي- من أعضاء هذا المجتمع السام، وهو بريطاني أنشأ بورصة دوغ كوين المسماة «مولاه»، إذ عُرف عنه الإسراف، وقيل إنه أعطى بالخطأ مبلغ 15 ألف دولار بدلًا من 1500 دولار لجمع تبرعات ناسكار. وأقنعت بورصة غرين أعضاء مجتمع دوج كوين بمنحه مبالغ طائلة لمساعدته على إنشاء بورصته الخاصة، وتبين لاحقًا أنه استغل هذه التبرعات لشراء بيتكوين بأكثر من 1.5 مليون دولار ليعيش حياةً مُترفة. أُدين كينيدي سنة 2016 بتهم متعددة بالاغتصاب وحكم بالسجن مدة 11 عامًا.
دوج كوين في أثناء فقاعة التشفير وبعدها (2017-2018)
حلّقت قيمة دوغ كوين مع باقي العملات المشفرة في أثناء الفقاعة التي بلغت ذروتها في نهاية 2017، وهبطت مع بقية العملات المشفرة في 2018، وبلغت ذروة تداول دوج كوين قيمة 0.018 دولارًا، وبلغت قيمتها السوقية أكثر من ملياري دولار. وشهدت دوغ كوين في صيف 2019 تحسنًا آخر في القيمة وسائر العملات المشفرة. كان متداولو دوج كوين المفعمون بالحماسة سعداء عندما أدرجت منصة «بينانس» عملة دوج كوين، وظن العديدون أن إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا قد أيّد العملة في تغريدة مبهمة.
دوج كوين في 2020
لم تكن البنية التحتية لدوج كوين مركز الاهتمام الرئيسي لمطوري العملة الذين لا يزالون متطوعين، ويوجد سبب واحد لاستمرار تشغيلها وتداولها: مجتمعها النشط من المعدنين، وعبر زكري مشياك من منصة كريبتو آي كيو عن ذلك بقوله: «يفضل الكثير من مُعدني سكريبت دوغ كوين على باقي عملات سكريبت باو، إذ يبلغ معدل تجزئة دوغ كوين 150 في الثانية، أي أقل من معدل تجزئة لايت كوين الذي يبلغ 170، وقد يكون سبب ذلك القدرة على دمج دوج كوين مع لايت كوين، ما يعني أنه بوسع المعدنين تعدين التشفيرين بآنٍ واحد مستخدمين نفس العملية. عمليًا، يختار كل شخص يعدن لايت كوين أن يعدن دوج كوين أيضًا، لأن دمج التعدين يزيد المكاسب».
في 21 ديسمبر 2020، بلغ ترتيب القيمة السوقية لدوج كوين 43، ورأس المال السوقي 611 مليون دولار.
اقرأ أيضًا:
لماذا تستمر البيتكوين في الصعود؟
ترجمة: يوسف حمد
تدقيق: محمد حسان عجك
مراجعة: أكرم محيي الدين