من السهل نسيان الشخص عند قيادته السيارة على الطريق السريع في يوم مشمس ونافذة مفتوحة والراديو بأعلى صوت، أنه داخل كتلة ضخمة من الفولاذ والزجاج تسير بسرعة تزيد على 97 كيلومترًا في الساعة. إذا احتاج الشخص إلى التوقف فجأة في أثناء تلك السرعة، فقد تستغرق سيارته تقريبًا طول ملعب كرة القدم؛ أي 91 مترًا لتتوقف، هذا فقط إذا حافظ الشخص على أحد أهم عوامل السلامة، وهي الصيانة الجيدة لفرامل السيارة.
قد لا تكون المكابح الجزء الأكثر جاذبية في السيارة، لكنها بالتأكيد من الأجزاء المهمة جدًا. إذ يجب الانتباه إلى إشارات التحذير التي تشير إلى الحاجة للصيانة؛ لأن ذلك قد يحدد مصير إنسان بين الحياة أو الموت على الطريق.
بالطبع توجد علامات أكثر وضوحًا تدل على أن المكابح تحتاج إلى الصيانة، مثل: ظهور ضوء الفرامل على لوحة قيادة السيارة، أو الشعور بالحاجة إلى وقت أطول من المعتاد للتوقف.
في كلتا الحالتين، يجب زيارة الميكانيكي لفحص المكابح بسرعة.
يوجد علامات أخرى تشير إلى خلل في نظام الفرامل
بطانات فرامل بالية:
بداية لنشرح قليلًا كيفية عمل المكابح.
معظم السيارات تستخدم ما يعرف بالفرامل القرصية، التي تعمل بطريقة مشابهة لمكابح دراجة بعشر سرعات. إذ يقوم النظام الهيدروليكي المملوء بسائل الفرامل بتشغيل مجموعة من المشابك المبطنة المعروفة باسم الفرجار، مسببًا ضغطها معًا على قرص يسمى بالعضو الدوار. في النهاية يؤدي الاحتكاك الذي يحدث بين المشابك والعضو الدوار إلى توقف السيارة.
مع مرور الوقت تبدأ البطانات بالتآكل، ما يعني أنها ستصبح أقل فاعلية في إبطاء السيارة وإيقافها.
لحسن الحظ فإن التحقق من سماكة بطانات الفرامل، التي تضغط على الفرجار، هو عملية بسيطة، إذ كل ما نحتاج معرفته هو النظر بين القضبان التي تربط مركز العجلة بإطارها لرؤية الجزء الدوار المعدني في الداخل.
عندما نجده ننظر حول الحافة الخارجية وعندئذ نرى الفرجار المعدني، وبين الفرجار والدوار نستطيع رؤية الوسادة.
الآن، يجب التحقق من سماكة البطانة، إذ يجب أن تكون سماكتها على الأقل نحو 6 مليمتر، وإذا كانت أرق من ذلك فمن الأفضل تغييرها.
إذا كان تصميم السيارة لا يمكّننا من النظر عبر القضبان التي تربط مركز العجلة بإطارها، فيجب إزالة الإطار لرؤية الدوار والضمادات، عمومًا، يُفضّل فحص الدوار ذاته، إذ يجب أن يكون أملس نسبيًا، وعند رؤية أي أخاديد أو حفر عميقة، فيجب تغييرها.
أصوات غريبة:
إن صوت الموسيقا الصاخبة ليس جيدًا لمكابح السيارة.
إن إحدى علامات التنبيه بأن المكابح تحتاج إلى صيانة تأتي من مؤشر صغير في نظام المكابح، هو أنه يصدر صوتًا عاليًا في حال احتاجت البطانات إلى استبدال.
على الرغم من أن هذا الصوت عال جدًا حتى مع نوافذ مفتوحة، فإه من الصعب سماعه مع صوت ليدي غاغا من الستيريو.
إضافة إلى صوت الصرير من المستشعر، فقد يرغب الشخص أيضًا في الاستماع إلى صوت الاحتكاك المزعج، الذي يعني أن الوسادات لم تعد فعالة. والآن عند الضغط على الفرامل، فإن معدن الفرجار يحتك بمعدن الدوار.
هذه ليست فقط طريقة غير فعالة لإيقاف السيارة، بل هناك احتمال كبير بأن يتلف الدوار، لذلك تحوّل استبدال وسادة سهلة غير مكلفة إلى عملية إعادة تسطيح أو استبدال للدوار مكلفة جدًا.
السحب:
هل شُعر يومًا بأن السيارة تتصرف من تلقاء نفسها، كأنها تريد الاستدارة يمينًا أو يسارًا في أثناء القيادة أو تخفيف السرعة؟
إذا حدث هذا الأمر يومًا، فإنه قد يشير إلى وجود عطل في نظام المكابح، إذ قد يكون الفرجار عالقًا.
نظرًا لأن مثل هذا الأمر قد يتسبب في حدوث احتكاك على واحدة من العجلات من دون الأخرى، إذ تنجذب السيارة إلى الجانب الذي يكون فيه الفرجار عالقًا.
من الأمور المسببة لسحب السيارة أيضًا هي خرطوم الفرامل المنهار، الذي قد يؤدي إلى تحرك الفرجار على نحو غير متساو عند الضغط على الفرامل، أو بطانات المكابح غير المستوية التي تطبّق درجات مختلفة من الضغط على العجلات المختلفة .
لا يشير السحب دائمًا إلى وجود مشكلة في الفرامل، فقد يكون السبب الإطارات المنتفخة غير المتساوية أو البالية أو المحاذاة السيئة، أو مشكلة في تعليق المركبة.
إذا بدأت السيارة في الانجذاب فسوف نحتاج إلى أخذها إلى أقرب ميكانيكي لإصلاحها.
الاهتزازات:
إذا اضطُر الشخص تطبيق توقف طارئ للسيارة مع مكابح مانعة للانغلاق، إذن لديه معرفة بنوع نبضة دواسة الفرامل السريعة، التي تأتي من الإمساك السريع الذي يطبقه النظام على الدوار لإبطاء السيارة.
على أي حال، إذا كانت دواسة الفرامل تنبض بهذه الطريقة في ظل ظروف الكبح العادية، فقد يواجه الشخص مشكلة.
عمومًا، تشير دواسة الفرامل المهتزة إلى وجود دوارات متشوهة؛ تتأرجح أسطحها غير المستوية على بطانات الفرامل، وعندها سوف يشعر الشخص بردود الفعل من خلال دواسة الفرامل.
عادةً ما تتشوه الدوارات عندما تكون تحت ضغط شديد لمدة طويلة، وقد تتسبب الحرارة المتولدة عن الاحتكاك الناتج عن القيادة على سفوح الجبال شديدة الانحدار، أو التوقف على نحو متكرر في أثناء سحب جسم ثقيل مثلًا، في تغيير شكل المعدن في الدوارات.
إذا لم يكن الشخص قد شد على الفرامل مؤخرًا، ولكنه ما زال يشعر بالاهتزاز في الدواسة، فقد تكون عجلات سيارته منحازة.
في كلتا الحالتين من الأفضل رؤية ميكانيكي لفحص السيارة.
دواسة متغيرة:
قد تعطي دواسة الفرامل إشارات أخرى على أن نظام الفرامل في السيارة يحتاج إلى فحص.
فقد تشير الدواسة الطرية، التي تنطلق عمليًا على الأرض قبل تعشيق الفرامل، إلى تآكل البطانات أو وجود مشكلة في النظام الهيدروليكي، مثل: تسرب الهواء أو تسرب سائل الفرامل.
للتحقق من وجود تسرب للسوائل، ينبغي وضع ورقة بيضاء قديمة أو قطعة من الورق المقوى الخفيف أسفل السيارة طوال الليل، وعند حلول الصباح فحص وجود أي سائل متجمع.
سيكون سائل الفرامل صافيًا عمليًا وبكثافة زيت الطهي.
في المقابل، فإن الدواسة الطرية التي تتسبب أدنى لمسة منها في الإمساك بالفرامل فورًا، قد تشير إلى تلف متفاوت في الدوار أو سائل الفرامل الوسخ أو تلوث السائل بالرطوبة.
تُحلّ هذه المشكلة بتغيير غير مكلف للسوائل، يغيّره السائق بنفسه أو عند الميكانيكي.
أخيرًا، إذا كان إيقاف السيارة يشبه وضع «فريد فلينستون» قدميه في الجزء السفلي من السيارة لإيقافها، فقد يكون هناك انسداد في خط الفرامل أو مشكلة في نظام الفراغ.
كلتا الحالتين ستجعل تشغيل دواسة الفرامل صعبًا جدًا، ويتطلب صيانة فورية.
اقرأ أيضًا:
ثلاثة عوامل يجب عليك التأكد منها عند شرائك سيارة جديدة
كيف يعمل نظام الفرامل (المكابح) في السيارة؟
ترجمة: ليلى الشومري
تدقيق: منال توفيق الضللي
مراجعة: عبد المنعم الحسين