ما داء فالدينستروم؟
يُنتج الجهاز المناعي خلايا تحمي أجسامنا من العدوى، من أنواع هذه الخلايا خلايا B اللمفية، أو الخلايا B اختصارًا، التي تنشأ في نخاع العظم (نقي العظم). تهاجر هذه الخلايا إلى العقد الليمفاوية والطحال لتنمو إلى مرحلة البلوغ، متحولةً إلى خلايا بلازمية، تطلق أجسامًا مضادة تسمى الغلوبيولن المناعي M أو IgM، التي تكافح الأمراض الغازية.
في حالات نادرة، ينتج الجسم الكثير جدًّا من الأجسام المضادة IgM، فيصبح الدم أثخن، وهو ما يعرف بفرط اللزوجة hyperviscosity، الذي يصعب عمل الأعضاء والأنسجة. تُعرف هذه الحالة بداء فالدينستروم Waldenstrom’s disease، وهو يُعَد نوعًا نادرًا من السرطان.
وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية تُشخَّص نحو 1100 – 1500 حالة بداء فالدينستروم سنويًّا في الولايات المتحدة، ويُعَد المرض ليمفوما (ورم لمفي) لا هودجكينية بطيئة النمو non-Hodgkin lymphoma that grows slowly، ويُعرف كذلك بالأسماء التالية:
- جلوبولين فالدينستروم الكبير بالدم Waldenstroms macroglobulinemia.
- لمفوما الخلية اللمفية البلازمية lymphoplasmacytic lymphoma.
- الجلوبولين الكبير الأولي بالدم primary macroglobulinemia.
أعراض داء فالدينستروم
تختلف أعراض داء فالدينستروم حسب شدة المرض، وقد لا يشكو المريض أحيانًا أي أعراض. الأعراض الشائعة هي:
- ضعف
- إعياء
- نزيف دموي من اللثة أو الأنف
- فقدان الوزن
- كدمات
- آفات جلدية skin lesions
- تغير لون الجلد
- تورم الغدد.
بسبب زيادة أجسام IgM المضادة، يطرأ على الجسم أعراض أخرى نتيجة فرط اللزوجة، مثل:
- اضطراب النظر، مثل تشوش النظر أو فقدانه
- صداع
- دوار
- تغير الحالة المزاجية.
ما مسببات داء فالدينستروم؟
يحدث داء فالدينستروم نتيجة زيادة إنتاج أجسام IgM المضادة لأسباب غير معروفة. وينتشر المرض لدى من لهم أقارب يعانون المرض ذاته، ما يدل على طبيعة وراثية.
نشخيص داء فالدينستروم
لتشخيص المرض، يسأل الطبيب عن التاريخ المرضي، ويُجري فحصًا بدنيًّا، متحريًا وجود تورم في الطحال أو الكبد أو العقد الليمفاوية.
إذا كنت تشكو أعراض داء فالدينستروم، فسيطلب الطبيب إجراء فحوصات إضافية مثل:
- فحص دم لتحديد مستوى أجسام IgM المضادة، وقياس مستوى لزوجة الدم.
- خزعة من نخاع العظم.
- أشعة مقطعية للعظم والأنسجة الرخوة.
- أشعة سينية للعظم والأنسجة الرخوة.
تُستعمل الأشعة المقطعية والسينية للعظم والأنسجة الرخوة لتمييز داء فالدينستروم عن نوع آخر من السرطان هو الورم النقوي المتعدد multiple myeloma.
علاج داء فالدينستروم
لا يوجد علاج تام لداء فالدينستروم، لكنه علاج للأعراض. في حالة غياب الأعراض لا يتطلب المرض علاجًا حتى تظهر الأعراض، وهو ما قد يستغرق سنوات.
أما حال وجود أعراض فتوجد عدة طرق للعلاج، مثل:
العلاج الكيميائي
هو استخدام دواء لتدمير الخلايا السرطانية، وتُعطى الأدوية في صورة أقراص أو حقن وريدية. يعتمد العلاج الكيميائي لداء فالدينستروم على مهاجمة الخلايا غير الطبيعية التي تنتج أجسام IgM المضادة بإفراط.
فصادة البلازما Plasmapheresis
أو استبدال البلازما، تتضمن استخراج جزء من دم المريض لإزالة ما به أجسام IgM المضادة، ثم تُمزج البلازما المتبقية مع بلازما دم متبرع، وتُعاد مرةً أخرى إلى المريض.
العلاج الحيوي Biotherapy
يُستعمل لتحفيز قدرة الجهاز المناعي على مكافحة السرطان، وقد يصاحب العلاج الكيميائي.
الجراحة
وذلك باستئصال الطحال، ويفيد ذلك في اختفاء الأعراض لكنها قد تعود مرةً أخرى.
التجارب السريرية
يستطيع المريض -بالاتفاق مع الأطباء- المشاركة في التجارب السريرية التي تختبر فعالية وأمان الأدوية المكتشفة حديثًا. ويدعم المعهد القومي للسرطان National Cancer Institute التجارب السريرية التي تختبر طرقًا حديثة لمكافحة المرض.
ما هي التوقعات المستقبلية لمرضى داء فالدينستروم؟
يعتمد ذلك على مدى تقدم المرض، ويتفاوت تطور المرض باختلاف الشخص نفسه. يتمتع من يتطور المرض لديهم ببطء بمعدل نجاة أطول ممن يتطور المرض لديهم بسرعة، ويتراوح عمر المريض بعد التشخيص بين 5 و11 سنة.
اقرأ أيضًا:
علماء يجدون طريقة لجعل خلايا سرطان الدم تقتل بعضها
ترجمة: لبيد الأغبري
تدقيق: عبد الرحمن عبد
مراجعة: أكرم محيي الدين