اختفت العديد من شركات الطيران ذات الشعبية الكبرى بين المسافرين جوًّا من مشهد شركات الطيران العاملة. الأزمات المالية كانت السبب الرئيسي لنهاية العديد من شركات الطيران الكبرى، في حين حُكم على شركات أخرى بالزوال بسبب مشكلات الأيدي العاملة والتنافس المتزايد وحوادث الطائرات.
شركة بان أمريكان
عُدت شركة بان أمريكان واحدة من أكثر شركات الطيران تميزًا في العالم سابقًا. كانت شركة بان إم عضوًا مؤسسًا في الاتحاد العالمي للنقل الجوي وشركة النقل الدولية الجوية الرئيسية في الولايات المتحدة لأكثر من نصف قرن، منذ 1930 حتى 1990. وعُدت أفخم شركات الطيران فترة الخمسينيات والستينيات.
بدأت حظوظ شركات الطيران بالانخفاض في السبعينيات عندما أُلغيت سلطة الحكومة في مجال القطاع الجوي، ما أدى إلى زيادة التنافس من شركات النقل أخرى، إضافةً إلى ارتفاع أسعار الوقود وتدهور السفر الدولي.
تعرضت الشركة لأزمة مالية عنيفة، إذ مُنعت من الطيران منعًا دائمًا بسبب حادث لوكيربي عام 1988. أدى التفجير الإرهابي إلى مقتل 259 من الركاب وطاقم الطائرة و11 من أفراد الطاقم الأرضي. سعت الشركة طيلة ثلاث سنوات لبيع ممتلكاتها في المقام الأول، لكنها توقفت ماليًا بنهاية عام 1991.
مهم
على الرغم من انتهاء شركة بان إم للطيران، إلا أن العلامة التجارية لاتزال موجودة في الثقافة الشعبية والأزياء. عرضت قناة إيه بي سي شركة بان إم، بواسطة دراما تخيلية تعرض فيها شركة الطيران، عام 2011. وافتُتح بار وسط مدينة سينسيناتي في أكتوبر 2019 بهدف عرض العلامة التجارية للشركة.
خطوط ترانس وورلد الجوية
عُدّت خطوط ترانس وورلد المنافس الرئيسي لشركة بان إم في الرحلات الدولية، مع هذا لم تستطع شركة ترانس وورلد -اختصارًا تي دبليو إيه- الصمود أيضًا. تأسست الشركة أولًا عام 1925 بوصفها شركة طيران، وأصبحت شركة دولية رئيسية بعد أن امتلكها الملياردير هوارد هيوز عام 1939.
كانت شركة تي دبليو إيه مشابهة لشركة بان إم من حيث الفخامة وتزويد أحدث الابتكارات التكنولوجية في مجال السفر الجوي.
واجهت الشركة رغم ذلك صعوبة في التمويل في أثناء تولي هيوز رئاسة الشركة، وأوشكت على الإفلاس أوائل الستينيات.
بدأت الشركة بالتعافي بعد تخلي هيوز عن رئاستها، لكنها تأثرت لاحقًا بإلغاء سلطة الحكومة في المجال الجوي وأزمة الوقود في السبعينيات. حاولت إدارة الشركة التنويع بواسطة امتلاك فنادق هيلتون الدولية وعقارات القرن الحادي والعشرين.
واجهت تي دبليو إيه خلال الثمانينيات أزمات مالية متزايدة أدت في النهاية إلى إعلان الشركة إفلاسها عام 1992.
عانت الشركة أيضًا من حادث كبير أدى إلى وفاة 230 من المسافرين وطاقم الرحلة، الرحلة رقم 800 عام 1996. استمرت الشركة بالمقاومة حتى اضطرت مجددًا لإعلان الإفلاس عام 2001، إذ استحوذت عليها شركة الخطوط الجوية الأمريكية.
خطوط إيسترن الجوية
كانت شركة إيسترن فيما مضى الطيران المهيمن شرق الولايات المتحدة، لكنها تضررت في النهاية من تزايد المنافسة من شركة يونايتد وشركة دلتا وبعض شركات النقل الإقليمية الأصغر.
تأسست الشركة عام 1926، وكانت واحدة من أوائل شركات النقل الجوي الكبرى في الولايات المتحدة. مقرها الرئيسي في ميامي، ترأسها لفترة من الوقت الطيار المقاتل الشهير في الحرب العالمية الأولى إيدي ريكنبيكر. سيطرت الشركة في الفترة 1930 – 1950 تمامًا على الممر الجوي بين فلوريدا ونيويورك. تعد شركة إيسترن رائدة في خدمة النقل الجوي، أُنشئت بين نيويورك وواشنطن العاصمة، ثم بين نيويورك وبوسطن.
بدأت المنافسة تشتد في ستينيات القرن الماضي مع شركة يونايتد وشركات طيران أخرى، ما أثر سلبًا في عائدات شركة إيسترن. كانت إيسترن المعروفة حينها بطائراتها من طراز دي سي-8 دوجلاس، أول من حصل على طائرات بوينغ 757.
تسببت الديون الهائلة التي نشأت بعد شراء طائرات بوينغ في أزمات مالية، إضافةً إلى المشكلات الموجودة مسبقًا. عانت شركة إيسترن في الثمانينيات أيضًا أعباءً متعلقة بمشكلات العمل، متضمنةً الإضرابات والمنافسة المتزايدة. تقدمت الشركة بطلب رسمي لإعلان إفلاسها، وخطت متعثرةً نحو الزوال إلى أن توقفت عن العمل سنة 1991.
خطوط نورثوست الجوية
اختفت شركة نورثوست أيضًا من مشهد السفر الجوي، إلا أنها عانت نهاية أقل سوءًا من شركات بان إم وتي دبليو إيه وإيسترن، نتج الاختفاء عن اندماج ودي مع شركة طيران أكبر.
بدأت شركة نورثوست عملياتها بوصفها شركة بريد جوي مقرها مينيابوليس عام 1926، ثم أضافت نقل الركاب سنة 1927.
توسعت الشركة لتشمل عملياتها جميع أنحاء الولايات المتحدة، ثم توسعت دوليًا، بواسطة توفير رحلات إلى منطقة آسيا والمحيط الهادي باسم نورثوست أورينت.
عملت الشركة على توسيع عملياتها الدولية بواسطة اتفاقية عمل مشترك مع شركة أخرى، تتخذ الشركتان القرار للعمل معًا وزيادة صافي الأرباح لكل منهما. تأسست الاتفاقية عام 1993 مع شركة النقل الأوربية الرئيسية كي إل إم. اندمجت شركة نورثوست مع شركة دلتا للخطوط الجوية عام 2008.
شركة كونتيننتال للخطوط الجوية
تأسست شركة كونتيننتال سنة 1932 تحت اسم فارني سبيد لاينز، لنقل البريد والمسافرين إلى الجنوب الغربي. بدأت الشركة بتوفير رحلات إلى المكسيك أيضًا. وسّعت شركة كونتيننتال عملياتها كثيرًا في الخمسينيات، بعد استحواذها على شركة بيونير للخطوط الجوية، وأسست مركزًا رئيسيًّا في لوس أنجلس في الستينيات، بأسعار اقتصادية رائدة للرحلات بين شيكاغو ولوس أنجلس.
تضررت شركة كونتيننتال بسبب إلغاء سلطة الحكومة في المجال الجوي التي فُرضت على قطاع الطيران، ومشكلات العمل، ما دفعها إلى إعلان إفلاسها سنة 1983. خرجت الشركة من مأزق الإفلاس مع زيادة هوامش الربح من خفض تكاليف الأيدي العاملة، وأنشأت مركزًا صغيرًا للرحلات الجوية إلى أوروبا. اندمجت شركة كونتيننتال مع شركة يونايتد بعد إضافة وجهات دولية أخرى في التسعينيات، حدث الاندماج بواسطة تبادل للأسهم عام 2010، جعلت هذه الصفقة شركة يونايتد أكبر شركة طيران للمسافرين من حيث مقياس عائدات الركاب بالميل، وهو مقياس يوضح عدد الأميال المقطوعة نسبةً إلى مدفوعات الركاب.
اقرأ أيضًا:
أسهم شركة جيم ستوب، ماذا حدث في بورصة وول ستريت؟
ترجمة: يوسف حمد
تدقيق: مازن النفوري
مراجعة: أكرم محيي الدين
