قد يكون لعق الملعقة تقليدًا في المطبخ بعد خلط مكونات الكعك أو البسكويت أو قالب الحلوى، ولكن هل من الآمن القيام بذلك؟ الإجابة بسيطة: يجب الامتناع عن التذوق والانتظار إلى أن تُخبَز.
هناك خطر يكمن في تناول هذا الخليط اللذيذ غير المطبوخ، وهي حقيقة أثبتها تفشي التسمم الغذائي المتكرر على مر السنين. وتشرح اختصاصية التغذية المسجلة بيث كزيرووني لماذا لا يجب أكل عينات من العجين أو الخليط النيء.
هل يمكن أكل العجين النيء أو خليط الكعك؟
لنبسط الأمر، الجواب هو لا.
قد يسبب تناول العجين أو الخليط غير المطبوخ مرضًا شديدًا، ويكمن الخطر الأساسي هنا في الدقيق. فقد يبدو هذا المسحوق الخفيف الناعم بريئًا، لكن يجب اعتباره طعامًا نيئًا يُحتمل أن يكون خطيرًا.
يُصنع الدقيق من الحبوب التي تُحصد وتُطحن لتتحول إلى المنتج الذي يباع في المتاجر، وفي أثناء هذه العملية لا يُعالَج الدقيق عادةً لقتل أي بكتيريا محتمل أن تكون التُقطت في الحقول.
يعيش كثير من الأبقار والحيوانات الأخرى بالقرب من الحقول، وتقضي حاجتها فيها في أثناء التجول في الأماكن الخارجية الرائعة. ويؤدي هذا إلى تلوث محتمل للحبوب التي تحولت إلى دقيق، وتشمل البكتيريا التي قد تكون موجودة الإشريكية القولونية والسلمونيلا.
تقضي الحرارة العالية التي تدخل في عملية الخبز على خطر الإصابة بالمرض من الدقيق، وهذا هو السبب في أنه لا بأس من تناول السلع الجاهزة تامة الصنع.
تقول كزيرووني إن الغلي، والخبز، والتحميص، والتسخين بالميكرويف، والقلي هي خطوات شائعة لقتل البكتيريا في أثناء تحضير الطعام، ولكن نظرًا إلى أن العجين النيء لا يخضع لأي من هذه الخطوات، فمن المحتمل أن يكون ملوثًا وهذا ما يجعله مصدر قلق.
خطر إضافي يكمن في البيض النيء:
يزيد البيض النيئ الموجود في معظم وصفات الكعك والبسكويت من عوامل الخطر، فقد توجد السلمونيلا داخل البيض وتنتقل من الدواجن التي تحمل البكتيريا، وربما توجد البكتيريا أيضًا على الغلاف الخارجي الرقيق للبيضة من فضلات الطيور.
يُعد الأطفال، والحوامل، والذين لديهم ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن هم أكثر عرضة للتسمم من بكتيريا السلمونيلا التي قد توجد في البيض النيء.
تقول كزيرووني إن استهلاك البيض النيء يزيد خطر الإصابة بالتسمم بالسلمونيلا، لذلك يجب حقًا توخي الحذر واتخاذ الخطوات اللازمة لتجنب التلوث قدر الإمكان.
ماذا يحدث في حال تناول العجين أو خليط الكعك النيء؟
إن قضم العجين النيء أو لعق الخليط قبل أن يوضع في الفرن يعرض الشخص لبعض المخاطر المحتملة التي قد تبدأ بسرعة، فقد تبدأ علامات التسمم بالسلمونيلا في غضون ست ساعات من تناول الطعام الملوث بها، وعادةً ما يستغرق المرض الناجم عن الإشريكية القولونية نحو ثلاثة أيام حتى يصاب بها الشخص وتبدأ أعراض المرض.
قد تستمر أعراض التسمم الغذائي الناتجة مدةً تصل إلى أسبوع، وتشمل:
- الإسهال الذي قد يتراوح من مائي إلى دموي.
- تقلصات في المعدة.
- قيء.
قد تؤدي عدوى الإشريكية القولونية أيضًا إلى متلازمة انحلال الدم اليوريمية (المتلازمة الانحلالية الدموية البولية) والفشل الكلوي.
أبلغت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) عن ثلاث مناطق تفشت بها الإشريكية القولونية بسبب الدقيق أو خليط الكعك منذ عام 2016. وأدى هذا التفشي إلى 100 مرض و27 حالة دخول إلى المستشفى. وقد صرح العديد من المتضررين إنهم أكلوا العجين النيء أو خليط الكعك النيء.
(ملاحظة جانبية: تحتوي المنتجات الجاهزة للأكل مثل عجينة البسكويت الجاهزة على عجينة جرت معالجتها للقضاء على البكتيريا الضارة).
هل يُعد استخدام العجين للعب وصنع أشكال للزينة أمرًا مقبولًا؟
يُعد خطر التعرض للإشريكية القولونية في الدقيق غير المخبوز كبيرًا جدًا، ما جعل مراكز السيطرة على الأمراض تحذر من السماح للأطفال باستخدام العجين المحضَّر في المنزل للعب أو صنع أشكال للزينة.
حتى لو لم يأكل الطفل العجين النيء، فقد يضع يديه في فمه بعد مسك العجينة، فتنتقل إليه أي بكتيريا موجودة فيها.
نصائح السلامة عند صنع العجين أو خليط الكعك:
للحفاظ على السلامة عند الخبز أو الطبخ بالدقيق والبيض، يجب اتباع الإرشادات التالية:
- عدم تذوق العجين النيء أو خليط الكعك المُستخدَم في صنع الأطعمة المختلفة (مثل البسكويت، والكعك، والفطائر، والبيتزا، وما إلى ذلك) أو الحرف اليدوية (مثل الزينة المستخدمة للأعياد).
- اتباع التعليمات المتعلقة بدرجة حرارة الطبخ والوقت اللازم لقتل أي بكتيريا.
- الاحتفاظ بالأطعمة النيئة مثل الدقيق أو البيض منفصلة عن الأطعمة الأخرى، والتعامل بحذر مع الدقيق خصوصًا، فقد ينتشر هذا المسحوق بسهولة ويلوث أي شيء قريب منه.
- تنظيف منطقة التحضير، والأوعية، والأواني جيدًا بعد الاستخدام.
- غسل اليدين بعد التعامل مع المواد النيئة.
لذا، يجب مقاومة الرغبة في لعق الخفاقة أو الملعقة عند خفق خليط المخبوزات، وترك الأطعمة تُخبز جيدًا والاستمتاع بها فور خروجها من الفرن (فقط يجب تركها لتبرد طبعًا).
اقرأ أيضًا:
الإسهال الدموي الذي تسببه الإشريكية القولونية: الأعراض والتشخيص والعلاج
ما هي جرثومة الإشريكية القولونية E. coli؟
ترجمة: يمام نضال دالي
تدقيق: لين الشيخ عبيد
مراجعة: هادية أحمد زكي