يناقش مُحبو خل التفاح أن هذا الشراب المنعش يمكن استخدامه علاجًا لعدد من المشكلات الصحية، مثل إنقاص الوزن وضبط سكر الدم وكبح الالتهاب. لكن هل توجد أدلة تدعم هذه الادعاءات؟
يُصنع خل التفاح ببساطة من عصير التفاح المُخمّر. ينتج الخل بتحويل السكريات البسيطة إلى إيثانول -كحول- باستخدام الخميرة، ثم تحويل الإيثانول إلى حمض الخل في وجود عصية خلّية (نوع من البكتيريا).
معظم الفوائد المتداولة لخل التفاح غير معترف بها رسميًا، أو تستند إلى دراسات محدودة جدًا. مع ذلك، فإن تناول خل التفاح منخفض الخطورة نسبيًا، لذلك لا ضرر من إضافته إلى صحن السلطة لإعطائها بعض الانتعاش.
ما يلي بعض الفوائد الشائعة حول خل التفاح، وما تقوله الأدلة العلمية عن كل منها:
هل يساعد خل التفاح على إنقاص الوزن؟
يستخدم العديد من الأشخاص خل التفاح لمساعدتهم على فقدان الوزن، وهو الاستخدام الطبي الأكثر شيوعًا لخل التفاح. فيما يتعلق بهذا الادعاء، توجد أدلة متفاوتة لكن أيًا منها ليس مقنعًا.
وفقًا لدراسة عام 2018، أقيمت تجربة سريرية عشوائية على مجموعة صغيرة من الأشخاص، تناولوا 15 مل من خل التفاح مع وجبتي الغذاء والعشاء، بالمقابل أنقصت مجموعة المراقبة 250 سعرة حرارية من احتياجاتهم اليومية إلى الطاقة دون تناول خل التفاح.
بعد 12 أسبوعًا، فقدت المجموعة المرجعية 2.2 كيلوغرام، مقابل 4 كيلوغرامات للمجموعة التي تناولت خل التفاح.
قد يبدو ذلك واعدًا، لكنها كانت دراسة صغيرة جدًا. اقترح الباحثون أن النتائج كانت مرتبطة بكيفية تأثير خل التفاح في الشهية. اقترحت دراسة أخرى أن تأثير خل التفاح المخفض للشهية يعود إلى النكهة الحمضية القوية التي قد تسبب الغثيان.
خل التفاح ليس علاجًا للسرطان!
اقترح البعض أن خل التفاح قد يسهم في منع انتشار السرطان، وربما يكون علاجًا قابلًا للتطبيق. هذا ببساطة ليس صحيحًا.
مصدر هذا الادعاء الكاذب دراسات تظهر أن حمض الخل يقتل الخلايا السرطانية في طبق بتري. هذا ببساطة لا يعني أنه يصلح علاجًا للسرطان. شرب المُبيّض سيقتل الخلايا السرطانية، لكننا لا نستطيع شربه لأنه سيقتل الخلايا السليمة أيضًا. من غير المرجح أن تقتلك جرعة من الخل، لكن استخدامها عوضًا عن العلاجات المعتمدة أمر خطير.
هل خل التفاح من المعينات الحيوية «بروبيوتيك»؟
من أفضل ميزات خل التفاح خواصه المفيدة للأمعاء. فهو غذاء مُخمّر مليء بالفلورا المفيدة للأمعاء، مثل الكيمتشي ومخلل الملفوف واللبن.
نظريًا، تساعد هذه الخاصيّة على تعزيز فلورا الأمعاء، وهو أمر أساسي للعديد من جوانب الصحة. وجدت دراسة أجريت عام 2019 على الفئران أن خل التفاح قد يساعد على تقليل البكتيريا الضارة في الأمعاء.
مع ذلك، يعتقد بعض الخبراء أن خل التفاح -علميًا- ليس من المعينات الحيوية، إذ لم يثبت أن البكتيريا المتضمنة فيه يمكنها النجاة حتى تصل إلى الأمعاء، في حين تناقش أبحاث أخرى أن فعاليتها قد تكون محدودة. عمومًا، لا توجد حتى الآن أدلة كافية تثبت فعالية خل التفاح في هذا الجانب.
كيف يساعد خل التفاح مرضى السكري؟
ينظّم خل التفاح أحيانًا مستويات السكر في الدم. لكن الدراسات التي بحثت الأمر لم تتوصل إلى نتائج مقنعة.
وجدت دراسة عام 2004، تضمنت 30 شخصًا أن تناول 20 جرامًا من خل التفاح مع ملعقة صغيرة من السكر وكوب من الماء يساعد المصابين بداء السكري من النمط الثاني على خفض مستوى السكر في الدم بعد تناول وجبة تحتوي الكربوهيدرات، بتحسين حساسية الجسم للإنسولين.
وجدت دراسة أخرى عام 2007 أن شرب خل التفاح قبل النوم يقلل مستوى السكر عند الاستيقاظ. لكن هذه الدراسة كانت هي الأخرى محدودة. النتائج مثيرة للاهتمام لكنها غير كافية بالتأكيد لاعتماد علاج جديد للسكري.
كيف يساعد خل التفاح بشرتك؟
تنتشر مزاعم أن خل التفاح المخفف يحقق المعجزات للبشرة، فهو يزيل البثور ويُستخدم مقشرًا طبيعيًا. ويعتقد البعض أنه فعّال في علاج الأكزيما. فقط القليل من الأدلة العلميّة تدعم هذه الأفكار، وهي ترتبط بالخصائص المضادة الجراثيم والفطريات لخل التفاح.
لكن يجب دائمًا توخي الحذر عند وضع سائل حمضي غير مُعد للاستخدام الجلدي على بشرتك الحساسة، إذ قد يسبب التهيج، وربما الحروق.
لحمض الخل والماليك الموجودين في خل التفاح خصائص مقشرة، لكن كما هو الحال مع العديد من العلاجات الطبيعية، فإن تركيز المكونات الفعالة غير معروف، لذلك قد تكون درجة الحموضة غير مناسبة، ما يجعل الآثار غير متوقعة.
وضعت الجمعية الوطنية للأكزيما بعض الاقتراحات لكيفية استخدام الأشخاص المصابين بالأكزيما لخل التفاح، وأكدت أنه ليس قائمًا على الأدلة، ولا يجب تطبيقه إلا وفقًا لنصيحة الطبيب.
مع عدم وجود دراسات تثبت خصائص خل التفاح في معالجة قشرة الشعر، فإنه يمتلك بعض الخصائص المضادة للجراثيم والفطريات التي تدعم هذه الادعاءات، إذ إن من الأسباب الرئيسية للقشرة فرط نمو الفطريات.
اقرأ أيضًا:
خل التفاح وتأثيره على الصحة، من خسارة الوزن الى مستوى السكر في الدم
ترجمة: فاطمة الرقماني
تدقيق: أكرم محيي الدين