هناك بعض الأفكار الشائعة عن كيفية بدء السرطان وانتشاره – بالرغم من أنّها مغلوطة علميًّا – يمكن أن تبدو منطقية، وخصوصًا عندما غُرست هذه الأفكار في النظريات القديمة.
يمكن أن تؤدي الأفكار الخاطئة حول السرطان إلى قلقٍ لا داعي له وحتى إعاقة القرارات الوقائية والعلاجية الجيدة.
في هذه المقالة نعرض أحدث المعلومات العلمية حول بعض الخرافات الشائعة والمفاهيم الخاطئة عن السرطان.
هل السرطان هو حكم بالإعدام؟
في الولايات المتّحدة، انخفضت احتمالية الوفاة بالسرطان بشكل ثابت منذ التسعينيات. معدّلات البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لبعض أنواع السرطانات مثل سرطان الثدي والبروستات والغدة الدرقية هي الآن 90% أو أكثر.
يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لجميع أنواع السرطانات مجتمعةً حاليًّا حوالي 67%.
من المهمّ أن نلاحظ أنّه على الرغم من استناد هذه المعدّلات إلى بيانات أعداد كبيرة من الناس؛ فإنّ تحديد كم من الوقت سيعيش مريض السرطان وما إذا كان سيموت بسبب المرض أم لا يعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك كون السرطان بطيء النمو أو سريعًا، ومدى انتشاره في الجسم، وهل هناك علاجات فعّالة له أم لا، والحالة الصحية للمريض وغير ذلك.
هل تناول السكر يجعل السرطان أسوأ؟
لا.
على الرغم من أنّ البحوث قد أظهرت أن الخلايا السرطانية تستهلك المزيد من السكر (الغلوكوز) مقارنة بالخلايا الطبيعية؛ لم تظهر أيُّ دراسات تقول إنّ تناول السكر سيجعل السرطان أسوأ أو إنّه إذا توقّفتَ عن تناول السكر فإنّ السرطان سوف يتقلّص أو يختفي.
ومع ذلك، فإنّ اتباع نظام غذائيّ عالي السكر قد يُسهم في زيادة الوزن وبالتالي السمنة والتي بدورها ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان.
هل المحلّيات الصناعية تسبّب الإصابة بالسرطان؟
لا.
أجرى الباحثون دراساتٍ عن سلامة المحليات الصناعية (بدائل السكر) مثل السكارين (Sweet ‘N Low®, Sweet Twin®, NectaSweet®)، السيكلامات، الأسبارتام (Equal®, NutraSweet®)، أسيسلفام البوتاسيوم (Sunett®, Sweet One®)، سكرالوز (Splenda®)، ولم يجدوا أيّ دليل على أنّها تسبّب الإصابة بالسرطان عند البشر.
صرّحت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية ببيع جميع هذه المحليات الصناعية ما عدا السيكلامات.
هل السرطان مُعدٍ؟
بشكل عام، لا.
السرطان ليس مرضًا معديًا ينتشر بسهولة من شخص لآخر.
الحالة الوحيدة التي يمكن أن ينتشر فيها السرطان من شخص إلى آخر هو في حالة زرع الأعضاء أو الأنسجة.
إنّ الشخص الذي يتلقّى عضوًا أو نسيجًا من متبرّع كان مصابًا بالسرطان في الماضي قد يكون في خطر متزايد للإصابة بسرطان في العضو أو النسيج المزروع في المستقبل.
ولكنّ هذا الخطر منخفضٌ للغاية – هناك حالتان للإصابة بالسرطان من كل 10,000 عملية زرع أعضاء – ومع ذلك، يتجنّب الأطباء استخدام أعضاء أو أنسجة من متبرّعين كانوا مصابين بالسرطان.
عند بعض الأشخاص، قد يكون سبب السرطان هو بعض الفيروسات (بعض أنواع الورم الحليمي البشري HPV، على سبيل المثال) والجراثيم (مثل الملوية البوابية-Helicobacter pylori).
وبالرغم من أنّ الفيروسات أو الجراثيم يمكن أن تنتقل من شخص لآخر، فلا يمكن للسرطانات التي تسبّبها تلك الكائنات أن تنتقل.
هل المشاعر الشخصية – إيجابية كانت أو سلبية – تحدّد زيادة الإصابة أو الشفاء من السرطان؟
حتى الآن، لا يوجد دليل علميّ مقنع يربط بين المشاعر الشخصية وخطر الإصابة أو الموت بسبب السرطان.
إذا كنت مصابًا بالسرطان، فمن الطبيعي أن تشعر بالحزن والغضب والإحباط أحيانًا، وبالإيجابية أو التفاؤل في أوقات أخرى.
قد يكون الأشخاص الذين لديهم مشاعر إيجابية أكثر احتمالية للحفاظ على علاقاتهم الاجتماعية والبقاء نشطين، والنشاط البدني والدعم العاطفي قد يساعدك على محاربة السرطان.
هل يمكن لجراحة السرطان أو فحص الورم أن تتسبّب في انتشار السرطان في الجسم؟
تُعدّ احتمالية ذلك ضعيفةً للغاية. باتّباع الإجراءات النموذجية، يستخدم الجراحون طرقًا خاصّةً ويتّخذون العديد من الخطوات لمنع الخلايا السرطانية من الانتشار خلال الفحص أو الجراحة لإزالة الأورام. على سبيل المثال، إذا وجبت إزالة الأنسجة من أكثر من منطقة واحدة من الجسم، فإنّهم يستخدمون أدواتٍ جراحيةً مستقلّةً لكلّ منطقة.
هل سيزداد السرطان سوءًا إذا تعرّض للهواء؟
لا.
إنّ التعرّض للهواء لن يجعل الأورام تنمو بشكل أسرع أو يجعل السرطان ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
هل استخدام الهواتف المحمولة يسبب السرطان؟
لا، وفقًا لأفضل الدراسات التي اكتملت حتى الآن. يحدث السرطان بسبب طفرات جينية، واستخدام الهواتف المحمولة يبعث نوعًا من الطاقة تردّدها منخفض ولا تتسبّب في أذية الجينات.
هل خطوط الكهرباء تسبب السرطان؟
لا، ليس وفقًا لأفضل الدراسات التي اكتملت حتى الآن. تبعث خطوط الكهرباء طاقة كهربائية وطاقة مغناطيسية.
إنّ الطاقة الكهربية المنبعثة منها يسهل حجبها وإضعافها بواسطة الجدران والأشياء الأخرى، والطاقة المغناطيسية تكون عبارة عن إشعاع ذي تردّد منخفض لا يؤذي الجينات.
هل توجد منتجات أعشاب تستطيع علاج السرطان؟
لا.
على الرغم من أن بعض الدراسات تقترح أن العلاج البديل أو التكميلي، بما يحتويه من بعض الأعشاب، يمكن أن يساعد مرضى السرطان على التأقلم مع الأعراض الجانبية لعلاج السرطان؛ فلا توجد منتجات أعشاب أظهرت فعاليةً في علاج السرطان، بل في الحقيقة يمكن لبعض منتجات الأعشاب أن تكون ضارّةً إذا استخدمت أثناء العلاج الكيميائي أو العلاج بالأشعة، وذلك لأنّها قد تتداخل مع طريقة عمل تلك العلاجات.
يجب على مرضى السرطان استشارة الطبيب قبل استخدام أيّ علاجات بديلة أو تكميلية، بما في ذلك الفيتامينات ومكمّلات الأعشاب.
إذا كان أحد أفراد عائلتي مصابًا بالسرطان، هل أنا معرض أيضًا للإصابة بالسرطان؟
ليس بالضرورة.
تحدث الإصابة بالسرطان نتيجة تغيّرات ضارّة (طفرات) في الجينات. تحدث 5% إلى 10% من السرطانات فقط عن طريق طفرات ضارّة وُرِّثت من أحد أباء المريض.
في العائلات التي تعاني من طفرات وراثية تسبب السرطان، سيعاني العديد من أفراد العائلة غالبًا من نفس نوع السرطان. تسمّى هذه السرطانات بالسرطان «العائلي» أو «الوراثي».
أمّا النسبة الباقية (90% إلى 95%) فتحدث بسبب طفرات تتطوّر خلال حياة الشخص كنتيجة للتقدّم بالعمر والتعرّض لعوامل بيئية مثل تدخين التبغ والإشعاع. تسمّى هذه الأنواع من السرطانات بالسرطان «غير الوراثي» أو «التلقائي».
إذا لم يكن أحد من أفراد عائلتي مصابًا بالسرطان، فهل معنى ذلك أنّني غير معرّض للإصابة؟
لا.
فوفقًا لأحدث البيانات، فإنّ حوالي 38% من الرجال والنساء سيُشخَّصون بالسرطان في وقتٍ ما من حياتهم. تحدث معظم السرطانات بسبب تغيّرات جينية تحدث خلال حياة الفرد كنتيجة للتقدم بالعمر والتعرّض لعوامل بيئية مثل تدخين التبغ.
ومن الممكن لعوامل أخرى أيضًا، مثل نوع وكمية الطعام الذي تأكله وإذا كنت تمارس الرياضة أم لا، أن تؤثّر على خطورة إصابتك بالسرطان.
هل يتسبّب استخدام مزيلات العرق أو مضادات التعرق في الإصابة بسرطان الثدي؟
لا.
لم تجد أفضل الدراسات حتى الآن أيّ دليل يربط بين المواد الكيميائية المستخدمة في تلك المنتجات وبين أيّ تغيرات تحدث في أنسجة الثدي.
هل يزيد استخدام صبغات الشعر من خطر الإصابة بالسرطان؟
لا توجد أيّ أدلة علمية مقنعة حول فكرة أنّ استخدام صبغات الشعر يزيد من خطورة الإصابة بالسرطان.
ولكن على الرغم من ذلك، تقترح بعض الدراسات أنّ مصفّفي الشعر والحلاقين، الذين يتعرّضون باستمرار لكميات كبيرة من صبغات الشعر، أكثر عرضة للإصابة بسرطان المثانة.
- ترجمة: مينا أبانوب
- تدقيق: اسماعيل اليازجي
- تحرير: صهيب الأغبري
- المصدر