حقن الليدوكائين الموضعيّ قبل الجراحة لسرطان الثدي في مراحله المبكّرة يُحسّن البقاء على قيد الحياة.
اقترحت دراسة جديدة واعدة أن حقن الليدوكائين حول ورم الثدي قبل الاستئصال الجراحيّ يُقلّل خطر الإصابة بالنّقائل أو الوفاة لدى المرضى المصابين بسرطان الثدي في مرحلة مبكّرة.
بدَت هذه الدراسة واعدةً في المراحل السريرية وما قبل السريرية، وارتبطت كذلك بمعدّل البقاء السنوي إذ لوحظ تحسّنٌ في البقاء مدّة 5 سنوات دون أمراض (DFS: Disease-free-survival) مع انخفاض المخاطر والمضاعفات بنسبة 26% إلى 29%.
كتبت كلٌ من تيسا هيجينز، الحائزة على بكالوريوس من مستشفى بريجهام ومستشفى النساء في بوسطن، وإليزابيث أ. ميتندروف الحائزة على دكتوراه من مركز دانا فاربر بريغهام للسرطان وكليّة الطب بجامعة هارفرد في بوسطن: «تدعمُ نتائج الدراسة استخدام الليدوكائين في المنطقة المحيطة بالورم كتدخّل منخفض التّكلفة ويُنفَّذُ بسهولة في أثناء علاج مرضى سرطان الثدي».
وبالنظر إلى تشخيص ما يقارب 2.3 مليون حالة سرطان جديدة عالميًا في كل عام، ونصفها في المراحل الجراحيّة فإن استخدام الليدوكائين قبل الجراحة يُنقذُ أكثر من 100,000 حالة سنويًا.
نُشرَتْ الدراسة في مجلة The Journal of Clinical Oncology.
لم تُدرَس المداخلات المحيطة بالجراحة للوقاية من النقائل جيّدًا، لكن استخدام التخدير الموضعيّ لهذا الغرض مبنيٌ على أُسس علميّة إذ أوضح مؤلفو الدراسة أن التخدير الموضعي يُعطّل قنوات الصوديوم الكهربائيّة فتثبّط مسارات النقائل.
رغم ذلك، دُمجت نتائج هذه الدراسة مع دراسات أُخرى مرجعيّة سابقة أثبتت تحسّنًا في نتائج مرضى سرطان الثدي بالمراحل المبكّرة الّذين تلقوا حقن الليدوكائين موضعي قبل الجراحة مقارنةً بالمرضى غير المتلقّين.
أجرت الطبيبة راجيندرا أ. بادوي، من مركز تاتا ميموريال ومعهد هومي بهابها الوطني في مومباي بالهند، دراسةً عشوائيّة لتوضيح ما ورَد في الدراسات السّابقة، إذ عيّنَت وفريقُها عشوائيًا 1583 امرأة مصابة بسرطان الثدي في مراحله المبكّرة ولم يسبق لهنَّ أن خضعن لحقن الليدوكائين موضعيًا قُبيل الاستئصال وذلك في 11 مركزٍ طبيٍّ في الهند.
قُسِّمَت السيّدات لمجموعتين:
الأولى عدد النساء فيها 786، حُقِنَّ جميعًا بالليدوكائين 5% موضعيًّا وبجرعة 4.5 mg/Kg من وزن الجسم ثمَّ أُجريَتْ جراحة الثدي بعد 7-10 دقائق من الحقن.
أمّا المجموعة الثانية فاحتوت على 797 امرأة لم تخضع أيٌ منهن لحقن الليدوكائين وأُجريت الجراحة مباشرة.
بعد ذلك تلقَّت جميع المريضات علاجًا مساعدًا نموذجيًا بعد الجراحة، ولم تُسجَّل أيُّ مضاعفات سلبية ناتجة عن حقن الليدوكائين.
وبعد متابعة السيّدات لمدّة 68 شهرًا بعد استئصال الثدي أو الجراحة للحفاظ على الثدي، سُجّلتْ معدّلات DFS لمدة 5 سنوات 86.6% عند النساء الّلاتي حُقنَ بالليدوكائين مقابل 82.6% عند النساء الأُخريات.
وكانت HR: 0.74 (المعبّرة عن نسبة الخطر)، و P:0.17 (وهي تُشير إلى قوّة الأدلة والنتائج).
ووجد المؤلفون أيضًا أنَّ معدّلات حدوث إصابات تراكميّة ناتجة عن الجراحة أو الورم السابق كانت أقلّ بكثير عند النسّاء الّلاتي حُقِنَّ بالليدوكائين بنسبة 3.4% مقابل 4.5% لغير المتلقّيات لعلاج حقن الليدوكائين الموضعيّ وبلغت نسبة الخطورة HR:0.68 فقط.
وكذلك معدّلات تكرار وعودة الإصابة بسرطان الثدي البعيدة انخفضت حتّى 8.5% مقابل 11.6% HR:0.73.
هذا الاختلاف بالنتائج لا يعدُّ كبيرًا جدًّا بين المجموعتين.
وجد الباحثون أنّ فوائد الليدوكائين المُلاحَظةُ في إجماليّ مجموعة الدراسة كانت متوافقة في المجموعات الفرعية المحددة من خلال مراقبة حالة انقطاع الطمث وحجم الورم والنقائل العقديّة ومستقبل الهرمون وحالة HER-2.
قال الباحثون: «مهما كانت آليات تأثير حقن الليدوكائين الموضعيّ، فإن نتائج هذه الدراسة تُشير إلى الدور المحتمل لتعديل العمليات التي قد تقّلل من ظهور نقائل سرطان الثدي وتحسين معدلات العلاج الجراحيّ».
وأوضحوا أيضًا أنّه وبعد مراجعة خطّة عمل الدراسة كانت النتيجة النهائية فرقًا بنسبة 4% ولكنه أقل مما كان متوقعًا، إذ كان الفرق المأمول بنسبة 6% على الأقل.
ومع ذلك، فإن الاختلاف المطلق بنسبة 4% في DFS مع انخفاض نسبي للمخاطر بنسبة 26% له أهميّة بالغة في سياق التطوّرات الحالية في العلاجات المساعدة لسرطان الثدي، كما هو الحال مع مجمل نسبة البقاء على قيد الحياة والبالغة 3.7%، ما يجعل الفائدة السريرية المحتملة لهذا التدخل مُقنعة تمامًا.
اقرأ أيضًا:
شركة أمازون تطور لقاحات ضد سرطان الثدي والجلد، فما فاعليتها؟
دواء إكسيميستان لعلاج سرطان الثدي: الاستخدام والتحذيرات
ترجمة: المايا محمّد علي
تدقيق: لين الشيخ عبيد