إذا أُجريت عملية استئصال الثدي أو استئصال الورم في الماضي، أو أنه يجب القيام بها حاليًا لمعالجة سرطان الثدي، يجب أن يُقرَر هل يجب الخضوع لعملية إعادة ترميم بعد العلاج؟ لا يختار الجميع إعادة ترميم أحد الثديين أو كليهما بعد الجراحة، لكن الحصول على معلومات موثوقة عن الاحتمالات الممكنة أمر مهم.
عام 2017، أعلنت الجمعية الأمريكية لجراحي التجميل أن 23% فقط ممن أجرين جراحة إعادة ترميم الثدي فهمن مجموعة الخيارات المتاحة لديهن. تقدم هذه المقالة لمحة عن العمليات المختلفة المتاحة للمساعدة في اتخاذ القرار.
ما الخيارات المتاحة في جراحة إعادة ترميم الثدي؟
توجد عدة خيارات لاستعادة شكل الثديين بعد استئصال الثدي لعلاج سرطان الثدي.
قد يعتمد الخيار على:
- كمية نسيج الثدي المستأصل.
- شكل الثديين.
- هل تضمنت خطة العلاج العلاج الشعاعي؟
- عوامل صحية أخرى قد تجعل عملية الشفاء معقدة.
سنناقش بعض الخيارات الكثيرة المتاحة لترميم الثدي بعد عملية الاستئصال.
الزرع
إحدى أكثر عمليات الترميم شيوعًا، تستخدم الزرعات لاستعادة شكل الثدي. الزرعات هي أكياس متينة من السيليكون مملوءة بسائل أو مادة هلامية.
قد تُملأ أغلفة الزرعات الدائمة بمحلول ملحي أو بهلام السيليكون. يفضل بعض الأطباء استخدام زرعات السيليكون لأنهم يشعرون بأنها طبيعية أكثر من المحلول الملحي.
تستخدم الزرعات الحديثة غالبًا شكل ثابت أو هلام متماسك مصمم للحفاظ على الشكل حتى لو تمزق القشر الخارجي أو انفتح.
مثل الكثير من العمليات الطبية فإن إجراء الزرع له بعض المخاطر. العدوى والنزف هي مخاطر أي جراحة، وقد يُزال الزرع المصاب بالعدوى مؤقتًا.
تتعلق الرعاية الصحية بوجود السيليكون في الجسم. على أي حال، فإن هذه الأنواع من الزرعات آمنة عمومًا.
عند التفكير باستخدام بالزرع، تجب استشارة اختصاصي الأورام أو جراح التجميل حول نوع الزرع الأكثر أمانًا.
الاختلاط الأكثر شيوعًا لجراحة الزرع هو «التقلص الكبسولي». عند التئام النسيج حول الزرع فإن النسيج الندبي قد يضغط على الزرع مغيرًا وضعيته في الجسم، إن حصل انكماش يتطلب الأمر عمليات إضافية لتصحيح الحالة.
من المهم أيضًا فهم أن زرعات الثدي لا تُعد عملية طويلة الأمد. مع الوقت قد تتخرب أو تتمزق، ما يعني الحاجة إلى عمليات إضافية لإزالتها أو استبدالها.
عمليات الترميم بالأنسجة
من الممكن في بعض الأحيان إعادة بناء الثدي باستخدام نسيج من أجزاء أخرى من الجسم كالأرداف أو الظهر أو الفخذ أو البطن. هذه التقنيات تعرف بعمليات الترميم بالأنسجة. يقول المؤيدون إن استخدام أنسجة الجسم يعطي نتيجة طبيعية أكثر.
تتضمن أنماط عمليات الترميم بالأنسجة:
- العضلة المستقيمة البطنية المستعرضة (TRAM): تُصنع هذه الشرائح باستخدام الأنسجة -عضلات المعدة والجلد والشحوم- من أسفل البطن. تحت الجلد، تبقى شرائح العضلة المستقيمة البطنية المستعرضة مرتبطة بالتغذية الدموية الأصلية في البطن.
- الثاقب الشرسوفي السفلي العميق (DIEP): يُؤخذ النسيج لشريحة DIEP من البطن مثل النوع السابق. لكن لا يُنقل النسيج العضلي ويحتاج الجراحون إلى وصل النسيج المنقول للتروية الدموية في الصدر باستخدام تقنيات جراحية وعائية دقيقة.
- الظهرية المستعرضة (LD): يُزال النسيج (العضلات العلوية أو المقابلة مع الشحم والجلد) من أعلى الظهر مع إمكانية التوسيع إلى أسفل الذراع. تستخدم أحيانًا شريحة/سديلة إلى جانب الزرع.
- ثاقب الشريان الإليوي: في هذا الخيار يُؤخَذ النسيج من أسفل الأرداف بالقرب من قمة الفخذ.
- الناحلة العلوية المستعرضة: تصنع هذه الشرائح بأخذ نسيج من داخل أعلى الفخذ.
من سلبيات عمليات الترميم بالأنسجة أن النسيج المأخوذ من الجسم قد يزداد أو ينقص في الحجم مع اكتساب الوزن أو خسارته.
أمر مقلق آخر هو أن عمليات الترميم بالأنسجة تستغرق وقتًا طويلًا للشفاء بسبب وجود جرحين: إحداهما حيث أُزيلَ النسيج المانح والآخر في موقع الثدي.
إن تضمنت العملية إزالة عضلات من موقع النسيج المانح فمن المحتمل أن تختل وظائف الجسم في تلك المنطقة.
من المخاطر المرتبطة بهذه الجراحات:
- العدوى.
- خثرات دموية.
- فتق في موقع المنح.
- قد تتأذى التروية الدموية للنسيج المنقول مسببةً موت النسيج.
تظهر الأبحاث أن النساء غير المدخنات واللواتي لديهن مؤشر كتلة الجسم دون 30 ولم يتلقين علاجًا شعاعيًا، أقل عرضةً لخطر تطور مضاعفات ما بعد جراحة الترميم.
ترميم الحلمة
في الكثير من الحالات، يمكن الجراحين ترميم الحلمة والهالة لإعطاء مظهر طبيعي أكثر. يمكن وشم الهالة والحلمة لتطابق اللون الطبيعي.
عند تحسين مظهر الحلمة، قد يُفقَد الإحساس بالمنطقة ويتطلب الأمر تصحيح الوشم إن تلاشى مع الوقت.
الترميم الورمي التجميلي
إذا أزال الجراحون منطقة صغيرة من نسيج الثدي خلال استئصال الورم فقد تنشأ الحاجة إلى جراحة تجميلية تغير شكل نسيج الثدي المتبقي. ما قد يساعد على تمويه آثار جراحة استئصال الورم.
غالبًا تتضمن هذه العمليات رفع الثدي أو خفضه.
متى يمكن القيام بعملية ترميم الثدي؟
يختار بعض النساء الترميم المباشر، ويؤجل بعضهن الترميم حتى انتهاء العلاج.
الترميم المباشر
قد يضع جراح التجميل الزرعات تحت الجلد أو النسيج العضلي حالما يزيل جراح الأورام نسيج الثدي. قد يضع الجراح موسع في المكان لشد الأنسجة تدريجيًا بما يكفي لوضع الزرعات بعد عدة أسابيع.
في بعض الحالات، يمكن إجراء الجراحة الترميمية بالأنسجة في اليوم ذاته.
من محاسن الترميم المباشر الحفاظ على معظم جلد الثدي، لذا يبدو الثدي طبيعيًا قدر الإمكان.
فائدة أخرى للترميم المباشر أنه آمن فيما يتعلق بالسلامة النفسية والاجتماعية والعاطفية بعد استئصال الثدي أو استئصال الورم.
عند وضع الزرعات مباشرةً بعد استئصال الثدي، فقد نحتاج إلى عمليات لاحقة لضبط التناسق أو المظهر.
تجب استشارة الطبيب حول الطريقة المثالية للعلاج لفهم كمية التعديلات التي قد نحتاج إليها ومعرفة وقت الشفاء.
إجراء الترميم المباشر يعني غالبًا أن عملية الشفاء ستأخذ وقتًا أطول بسبب إجراء عمليتين في الوقت ذاته.
وفقًا للخبراء، فلا مدعاة للقلق من أن وضع الزرعات سيزيد احتمالية عودة السرطان أو تصعب تشخيصه.
قد تكون مشاهدات الماموجرام -تصوير الثدي بالأشعة السينية- الإضافية ضروريةً لأخذ صورة كاملة. لكن طريقة وضع الزرعات تعني غالبًا أن نسيج الثدي موجود أمام الزرعات حيث يمكن رؤية التغيرات أو الشعور بها.
الترميم المؤجل
تؤجل بعض النساء ترميم الثدي لأسابيع أو أشهر أو سنوات بعد العلاج لعدة أسباب، تتضمن:
- خطة علاجهن تحوي علاج شعاعي، ما يغير إلى حد بعيد من النسيج في المنطقة وقد يؤذي الطعوم.
- يوجد قلق حول نتائج استئصال الثدي.
- لم يقررن في وقت الجراحة هل يردن الترميم أم لا؟
- الصحة العامة أو مرحلة الورم تستوجب الانتظار.
في الكثير من الحالات، توجد عيوب متعلقة بالترميم المؤجل يجب أخذها في الحسبان.
بعد استئصال الثدي، قد يتشكل النسيج الندبي ما يصعب ترميم الثدي. وقد لا نحصل على النتائج التجميلية المرجوة.
مراحل الشفاء
في الأيام الأولى بعد الترميم، قد تشعر المرأة بالتعب وتصبح المناطق التي أجريت فيها الجراحة لينة جدًا. يصف الطبيب الأدوية للمساعدة على تخفيف الألم.
يمكن قضاء عدة ليال في المستشفى تبعًا لنوع الترميم. في عملية الزرع أو توسيع الأنسجة، من الشائع قضاء يوم إلى يومين في المستشفى.
للجراحة الترميمية بالأنسجة، يمكن البقاء في المستشفى أسبوعًا أو أكثر. لأنها عملية أكثر اجتياحًا، ويتحقق الجراحون من تعافي النسيج جيدًا بعد نقله إلى جزء آخر من الجسم.
في البداية، يمكن وضع موسعات أنبوبية في المواقع الجراحية، تسمح هذه الأنابيب بتصريف السائل من الجروح خلال الشفاء. ولأن الأنابيب قد تبقى في مكانها عند العودة إلى المنزل، سيدربك مختصو الرعاية الصحية على كيفية إفراغها وإبقائها نظيفة.
يبدأ معظم النساء بالشعور بالتحسن بعد أسبوع أو أسبوعين. حسب نوع الجراحة ومساحتها، سيقدرن على استعادة الكثير من النشاطات اليومية خلال 8 أسابيع.
قد تستمر الكدمات والتورم واللين المدة ذاتها أو مدةً أطول.
من المهم إدراك اختلاف استجابة النساء لجراحة الثدي أو الترميم.
ما ستواجهينه خلال التعافي سيتأثر بما يلي:
- نمط الجراحة والترميم الذي أجري.
- مدى اتباع إجراءات التعافي بعد الجراحة.
- مدى الألم.
- التدخين.
- الصحة الجسدية والعقلية قبل الجراحة وبعدها.
هل يغطي التأمين عملية ترميم الثدي؟
يطلب قانون صحة المرأة وحقوقها في مرض السرطان وقانون الرعاية الصحية الأمريكي معظم التأمينات لتغطية ترميم الثدي إن كانت برامجهم تغطي عمليات استئصال الثدي.
تقدم هذه القوانين أيضًا تغطية لترميم الثدي الآخر، لتبدو الجهتين متماثلتين.
توجد بعض الاستثناءات لأهداف حكومية ودينية. إن كان لديكِ تأمين مقدم من أحد هذه المنظمات ستحتاجين إلى تثبيت التغطية من شركة التأمين.
المساعدة الطبية لكبار السن والفقراء
تدفع الرعاية الطبية لكبار السن تكاليف الترميم إن أُجريت عملية استئصال ثدي لعلاج سرطان الثدي.
تختلف تغطية الرعاية الطبية للفقراء بين ولاية وأخرى، لذا ستحتاجين إلى التحقق من مكتب الرعاية الطبية للفقراء في ولايتك لاكتشاف استفادة الترميم في منطقتك.
وجدت دراسة عام 2020 أن متلقي الرعاية الطبية للفقراء لديهن عمليات ترميم ثدي أقل ممن يملكن تأمينًا خاصًا، لكن أكثر من المشمولين بالرعاية الطبية لكبار السن.
تقول بعض الأبحاث إنه بسبب التعويض القليل للجراحين تبعًا لتأمين الحكومة -الرعاية الطبية للفقراء وكبار السن- فإن المستفيدات من هذا التأمين قد لا يحصلن على جراحة ترميم ثدي بنفس معدل النساء اللاتي يملكن تأمينًا خاصًا.
كيف نتخذ القرار الأنسب؟
قد يتأثر قرار الجراحة الترميمية بعدة عوامل، منها:
- مرحلة الورم وموقعه.
- العمليات التي يغطيها برنامج التأمين.
- المشكلات الصحية التي قد تؤثر في نجاح العملية.
- حجم الثديين وشكلهما.
- توصيات اختصاصي الأورام.
اتخاذ القرار بترميم الثديين هو قرار شخصي جدًا، قد تتخذين قرارًا في وقت تكوني فيه قلقةً حول صحتك.
لا بأس أن تسألي فريق الرعاية الطبية الكثير من الأسئلة، ولا بأس أن تكوني مشوشةً وحساسةً خلال العملية.
من الأسئلة التي قد تطرحينها:
- كيف ستؤثر العمليات المختلفة في شكل جسمي؟
- أي العمليات ستجعلني أشعر أكثر أنني أشبه نفسي؟
- كيف ستؤثر العملية في الشعور بالمتعة الجنسية؟
- كيف ستؤثر هذه العمليات في قدرتي على ممارسة النشاطات المهمة بالنسبة لي؟
- ما مدى الدعم الذي سأحتاج إليه من العائلة والأصدقاء خلال التعافي؟
- ما مدة الأجازة التي سأحتاج إليها بعد كل عملية؟
- هل أنا مستعدة عاطفيًا لاتخاذ هذا القرار الآن؟
لستِ الوحيدة التي تملك هذه الأسئلة. ناقشي اهتماماتك وأسئلتك مع طبيبك قدر الإمكان لتحصلي على المعلومات والتوجيهات التي تحتاجين إليها لاتخاذ القرار المناسب لك.
استشيري المختصين حال وجود أذية جنسية في الماضي.
إن تعرضتِ إلى اعتداء جنسي أو إساءة جنسية في الطفولة، فإن علاج سرطان الثدي قد يكون أعقد.
قد تكون لديكِ بعض مشكلات الثقة الكاملة بفريق الرعاية الطبية الخاص بك.
لا بأس بالتحدث إلى المعالج أو إلى فريق العناية بالسرطان حول الشعور الذي تمرّين به. لا بأس بعدم الإفصاح عن التجربة إن شعرتِ بعدم الارتياح.
قد يساعدكِ التحدث يوميًا إلى صديق، أو أن تكوني أكثر رفقًا بنفسك في تجاوز تجربتك.
مصادر المساعدة
قد يكون التحدث إلى امرأة تشاركك تجربتك مفيدًا. قد تساعدك بعض المراكز حول علاج سرطان الثدي والتعافي والترميم.
الجمعية الأمريكية للسرطان (American Cancer Society/ACS): تقدم محادثات داعمة مع مختصين مدربين وتقدم خيار الحديث على موقعها. تعرض الجمعية أيضًا برنامج الوصول إلى الشفاء، حيث يشاركك متطوع مدرَّب يمكنه تقديم الدعم والدليل وفوائد التجربة.
تطبيق العناية الصحية بسرطان الثدي: يساعد على الوصول إلى المعلومات والتواصل مع المجتمع الذي يشاركك الأعراض ذاتها.
تحالف الشباب الناجين: تقدم هذه المجموعة الكثير من المعلومات والمساحات الافتراضية والاجتماعات المحلية والمؤتمرات والدعم على الإنترنت للأشخاص بعمر دون40 سنةً الذين شُخصوا بالسرطان.
تحالف الدعم المالي للسرطان: تقدم هذه المجموعة من المنظمات أداة البحث لإيصالك إلى برامج الدعم المالية القريبة منك.
الجمعية الأمريكية للجراحة التجميلية: مصدر عظيم للتعلم حول جميع خيارات ترميم الثدي المتاحة.
الخلاصة
يمكن ترميم الثديين باستخدام زرعات أو باستخدام أنسجة الجسم أو بعمليات إعادة التشكيل. يمكن إجراء عملية الترميم في الوقت ذاته لعملية استئصال الثدي أو الورم، أو يمكن إجراؤها بعد أسابيع أو أشهر أو سنوات لاحقة.
عملية ترميم الثدي ليست عملية واحدة، بل عمليات متعددة قد تكون ضروريةً للوصول إلى النتائج المرغوبة.
لكثير من النساء، فإن ترميم الثدي هو جزء مهم في علاج سرطان الثدي التعافي اليومي. من المهم تذكر أن ترميم الثدي سيعطي مظهرًا وشعورًا مختلفًا عن الأصل.
تعتمد العملية الأفضل على التشخيص وحجم الثدي وشكله والصحة العامة والحاجة إلى علاج كيماوي أو شعاعي.
تغطي معظم برامج التأمين الصحي عمليات الترميم إذا كان البرنامج يغطي أيضًا استئصال الثدي أو علاج السرطان، مع بعض الاستثناءات.
لا بأس أن تطرح المريضة الأسئلة وأن تقدر أولوياتها ورغباتها لتتخذ القرار الأنسب لها.
اقرأ أيضًا:
ما هي عملية استئصال الثدي وكيف تتم؟
علاج سرطان الثدي في أثناء الحمل
ترجمة: سلام يونس الونوس
تدقيق: لبنى حمزة
