لا داعي لذكر مدى أهمية النظافة الفموية الجيدة، فإن العناية بالأسنان لا تحارب رائحة الفم الكريهة فقط، بل تقي من التسوس وأمراض اللثة، وتساهم في الحصول على أسنان بيضاء لامعة. لكن عندما يتعلق الأمر بتنظيف الأسنان بالخيط والفرشاة، فقد لا يهتم بعض الناس بتسلسلهما الصحيح.
هل ستكون الأمور على ما يرام ما دمنا ننظف أسناننا بانتظام بالخيط والفرشاة؟ ليس بالضرورة في الحقيقة؛ لأن بعض الأطباء يوصون بتنظيف الأسنان بالخيط أولًا قبل تفريشها.
سيوضح هذا المقال لماذا يُعد هذا الترتيب هو الأفضل، وسيقدم نصائح بشأن كيفية الاستفادة القصوى من تنظيف الأسنان بالخيط إضافةً إلى تفريشها.
تفريش الأسنان وتنظيفها بالخيط:
إن استخدام فرشاة الأسنان طريقة ممتازة لتنظيفها وإزالة اللويحة السنية ومنع التسوس، ولكنها غير كافية للحفاظ على صحة الأسنان والوقاية من أمراض اللثة، فالصحة الفموية تتطلب أكثر من ذلك.
يساهم تنظيف الأسنان بالخيط في الحفاظ على النظافة الفموية الجيدة؛ لأنه يزيل اللويحة السنية وبقايا الطعام العالقة بين الأسنان.
إن التنظيف بالفرشاة يزيل أيضًا اللويحة وبقايا الطعام، ولكن ليس تمامًا؛ لأن شعيرات الفرشاة لا تستطيع الوصول إلى الأماكن الضيقة بين الأسنان. لذلك، يساعد تنظيف الأسنان باستخدام الخيط على الحفاظ على نظافة الفم قدر الإمكان.
لماذا من الأفضل تنظيف الأسنان بالخيط قبل تفريشها؟
اعتاد بعض الأشخاص تنظيف أسنانهم بالفرشاة، ثم تنظيفها بالخيط. إن مشكلة هذا التسلسل هي أن بقايا الطعام -إضافةً إلى اللويحة السنية، والبكتيريا الموجودة بين الأسنان التي يزيلها الخيط- ستبقى في الفم حتى استخدام الفرشاة مرة أخرى.
لذلك، عند تنظيف الأسنان بالخيط، ثم تفريشها، تزيل حركة الفرشاة بقايا الطعام من الفم، ما يؤدي إلى نقص الترسبات اللويحية في الفم، وتراجع خطر الإصابة بأمراض اللثة.
وفقًا لدراسة صغيرة أجريت في عام 2018، يستطيع الفلورايد الموجود في معاجين الأسنان القيام بوظيفته في حماية الأسنان على نحو أفضل، ولكن عند إزالة الشوائب أولًا.
الوقاية من أمراض اللثة:
مرض اللثة -أو ما يُسمى بمرض الأنسجة الداعمة السنية- هو عدوى في الفم تتلف الأنسجة الرخوة والعظام الداعمة للأسنان. ويحدث مرض اللثة عند تراكم الكثير من البكتيريا على سطح الأسنان.
قد ينتج هذا المرض عن سوء العناية الفموية الذي يشمل التنظيف غير الجيد بالفرشاة أو الخيط، وإهمال تنظيف الأسنان الروتيني.
من أعراض مرض اللثة:
- رائحة الفم الكريهة.
- تورم اللثة واحمرارها، والشعور بالألم.
- تخلخل الأسنان.
- نزيف اللثة.
إزالة اللويحة السنية:
من المهم تنظيف الأسنان بالخيط إضافةً إلى تفريشها يوميًا؛ لأن اللويحة السنية هي السبب الرئيسي لمرض اللثة. وتصبح اللويحة عادةً صلبة على الأسنان خلال24-36 ساعة، ولكن إذا استُخدِم الخيط بانتظام ونظفت الأسنان بالفرشاة، فعلى الأرجح أنها لن تصبح صلبة.
بعد تنظيف الأسنان بالخيط والفرشاة، يجب ألا ننسى بصق ما تبقى من معجون الأسنان دون شطف الفم. وقد يُفاجئ هذا الأمر كثيرًا من الناس ممّن اعتادوا شطف الفم بالماء أو بغسول الفم بعد تفريش الأسنان.
سبب عدم شطف الفم بعد تفريش الأسنان:
إن شطف الفم بالماء بعد تنظيف الأسنان يزيل الفلورايد، وهو معدن يضاف إلى العديد من منتجات العناية الفموية لتقوية الأسنان. ونتيجةً لذلك، لا تؤثر معاجين الأسنان تأثيرًا كافيًا يمنع تسوس الأسنان.
يجب مقاومة الرغبة في شطف الفم مباشرة بعد تفريش الأسنان؛ لإبقاء الفلورايد على الأسنان لأطول مدة زمنية ممكنة. وإذا كان هناك قلق من بقاء كمية زائدة من معجون الأسنان في الفم، يمكن شطف الفم بملعقة صغيرة من الماء، ثم بصقها.
إذا أردنا استخدام غسول الفم للحصول على نفَس منعش وتجنب تسوس الأسنان، لا بدّ من الانتظار بضع ساعات بعد تنظيف الأسنان، إضافةً إلى التوقف عن الأكل والشرب30 دقيقة على الأقل، بعد استخدام غسول يحتوي على الفلورايد.
نصائح أخرى للعناية بالصحة الفموية:
للحفاظ على نظافة الأسنان وصحتها، فهذه بعض النصائح التي نحتاجها لتنظيف الأسنان بالخيط والفرشاة، ولشطف الفم:
تنظيف الأسنان بالخيط بانتظام:
التنظيف بالخيط مرة واحدة يوميًا، صباحًا أو قبل النوم. ولتنظيف الأسنان بالخيط بطريقة صحيحة، نحتاج خيطًا طوله من 12-18 بوصة، ويُلف طرفاه حول الأصابع ثم يحرك بلطف صعودًا وهبوطًا على جوانب كل سن؛ لإزالة اللويحة السنية والبكتربا وبقايا الطعام.
عدم استخدام عود الأسنان:
استخدام خيط الأسنان بدلًا من عود الأسنان لإزالة الطعام المتراكم بين الأسنان؛ لأن استخدام عود الأسنان يلحق ضررًا باللثة ويؤدي إلى التهابها.
تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين في اليوم:
يجب تفريش الأسنان على الأقل مرتين يوميًا ولدقيقتين كاملتين. ويجب مسك فرشاة الأسنان بطريقة تشكل زاوية قياسها45 درجة، ثم تحريكها بلطف ذهابًا وإيابًا فوق الأسنان، والتأكد من تفريش السطح الداخلي والخارجي لكل سن.
تجربة استخدام معجون الأسنان الذي يحتوي على الفلورايد:
إن استخدام معجون الأسنان وغسول الفم الذي يحتوي على الفلورايد، يساعد على تقوية مينا الأسنان وتجنب التسوس.
التنظيف بلطف:
عدم استخدام خيط الأسنان بعنف تجنبًا لنزيف اللثة. وعندما يصل الخيط إلى خط اللثة، يجب ثني الخيط باتجاه السن لنحصل على شكل حرف c.
عدم نسيان تنظيف اللسان:
إن تنظيف اللسان يحارب رائحة الفم الكريهة، ويزيل البكتيريا، ويساهم في الحفاظ على صحة الأسنان جيدة.
البحث عن الشعار:
استخدام منتجات العناية بالأسنان التي تحمل شعار جمعية طب الأسنان الأمريكية (ADA).
زيارة طبيب الأسنان بانتظام:
تنظيف الأسنان الدوري مرتين سنويًا على الأقل.
متى يجب زيارة طبيب الأسنان؟
يجب زيارة طبيب الأسنان لتنظيف الأسنان الروتيني، إضافةً إلى التحقق من وجود مشكلات تهدد الصحة الفموية.
يستطيع الطبيب فحص الأسنان وطلب صورة شعاعية لها؛ للمساعدة على تحديد المشكلات.
الأعراض التي تدل على الحاجة إلى زيارة طبيب الأسنان:
- تورم اللثة واحمرارها.
- نزيف اللثة بعد التنظيف بالفرشاة أو بالخيط.
- الحساسية للحرارة والبرودة.
- رائحة فم كريهة مستمرة.
- تخلخل الأسنان.
- انحسار اللثة.
- ألم الأسنان.
إذا رافقت الحمى أيًا من الأعراض السابقة، فقد يشير ذلك إلى وجود عدوى، لذلك يجب إعلام طبيب الأسنان بجميع الأعراض.
أخيرًا، نستطيع الوقاية من مشكلات الأسنان مثل التسوس ومرض اللثة، ولكن المفتاح هو الالتزام بعادات جيدة للعناية الفموية، منها: تنظيف الأسنان بالخيط الطبي والفرشاة بانتظام، واستخدام غسول الفم في الأوقات المناسبة.
إن الحفاظ على الصحة الفموية الجيدة لا يمنحنا نفَسًا منعشا فحسب، بل يجنبنا أيضًا أمراض اللثة، ويساهم في الحفاظ على الصحة العامة.
اقرأ أيضًا:
خمسة أطعمة مفيدة للصحة الفموية وأخرى ضارة بها
هل مضغ العلكة مضر بصحة الأسنان والفكين؟
ترجمة: عقيل الحسن
تدقيق: نور حمود
مراجعة: هادية أحمد زكي