كان يُعتقد -حتى وقت قريب- أن قلة تدفق الدم إلى الدماغ تؤدي إلى موت فوري لا رجعة فيه، لكن أثبت بعض الباحثين في نيسان 2019 أن الحالة ليست كذلك دائمًا؛ فقد نجحوا بإعادة إحياء أدمغة خنازير ميتة بعد أربع ساعات من وفاتها.
كان من المعروف لدى العلماء إمكانية جمع خلايا من أدمغة ماتت بالفعل، وإبقائها حية في أطباق بتري، وقد شرح نيناد سيستان عالم الأعصاب بكلية الطب بجامعة ييل الذي قاد البحث خلال مؤتمر صحفي: «هذا يدل على أن خلايا الدماغ على طاولة التشريح قد يكون لديها القدرة على العودة للحياة مرة أخرى بعد وفاتها».
أزال العلماء أدمغة الخنازير مقطوعة الرأس، وأوصلوا نحو 30 منهم بنظام من الغرف والمضخات والأنابيب لمدة ست ساعات، ضخ خلالها نظام BrainEx محلولًا من العناصر الغذائية الاصطناعية إلى الدماغ الموصل به، كان الهدف من التجربة محاكاة الدور الذي تلعبه الأعضاء الحية في الجسم لدعم الدماغ. لاقت التجربة النجاح المطلوب؛ فقد نجح النظام في إعادة تدفق الدم واسترجاع الخلايا لنشاطها مرة أخرى في أدمغة الحيوانات المتوفاة.
لاحظ الباحثون غياب الانتباه والوعي لدى هذه الأدمغة، فبالإضافة إلى مراقبة النشاط الكهربائي للخلايا المفردة راقب العلماء النشاط الكهربي للدماغ بأكمله، فلم يجدوا أي دليل على وجود أنشطة دماغية عُليا أو أي إشارة إلى أن هذه الأدمغة يمكنها أن تدرك البيئة المحيطة أو تلقي الأحاسيس، وقال الباحث سيستان: «هذا ليس دماغًا حيًا، لكنه دماغ نشطٌ خلويًا».
أكد الباحثون أن الهدف من الدراسة لم يكن متعلقًا بتحقيق الوعي، في الواقع كانوا يخططون لإنهاء التجربة لو أنهم اكتشفوا أنواعًا معينة من الإشارات الكهربائية التي يمكن أن ترتبط بالوعي.
بدلاً من ذلك، يأمل الباحثون أن تساهم الدراسة في التعافي من الصدمات مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
أشار مؤلفو الدراسة إلى أن الخنازير ذُبحت في مصنع لتجهيز الأغذية في ولاية كونيتيكت، فكانت تربية وذبح هذه الحيوانات جزءًا من صناعة الغذاء ولم تُقتل من أجل الدراسة.
اقرأ أيضًا:
استعادة العلماء بعض الوظائف الدماغية لدماغ خنزير بعد ساعات من وفاته
ترجمة: محمود مرزوق
تدقيق: محمد حسان عجك