يشير مصطلح تمزق طبلة الأذن إلى وجود ثقب أو تمزق في غشاء الطبل داخل الأذن، ويؤثر ذلك في السمع والتوازن. ويُشفى عادة تلقائيًا دون علاج، ولكنه قد يتطلب جراحة أحيانًا.
ما غشاء الطبل؟ وكيف يؤثر في الجسم؟
يُعد غشاء الطبل (eardrum) ضعيفًا ورقيقًا ولكنه ضروري ومهم جدًا، وهو غشاء مرن يفصل ما بين الأذن الوسطى والخارجية، وقد يُثقب هذا الغشاء بسبب التهاب أذن وسطى شديد، أو بسبب رضّ أو أذية مباشرة للغشاء.
يؤثر تمزّق طبلة الأذن في حاسة السمع وإحساس التوازن، ويزيد هذا التمزق من خطر الإصابة بعدوى الأذن الوسطى؛ لأن الغشاء يكون غير قادر على حماية الأذن الوسطى من البكتريا المهاجمة، وهنا تكمن أهمية غشاء الطبل.
يُعد غشاء الطبل جزءًا من جهاز السمع عند الإنسان، فالأذن الخارجية مسؤولة عن تجميع الصوت ونقله عبر مجرى السمع الخارجي إلى غشاء الطبل، الذي يهتز بدوره استجابةً لتلك الأصوات.
تتحول هذه الاهتزازات إلى إشارة كهربائية ينقلها العصب السمعي إلى الدماغ، الذي يحلل بدوره هذه الإشارة ويفهمها. لذلك، عند تمزق طبلة الأذن سيحدث خلل في نقل هذه الأصوات ونقص في السمع؛ لأن الغشاء لم يعد قادرًا على الاهتزاز.
يحمي غشاء الطبل أيضًا الأذن الوسطى من العوامل والأجسام الغريبة، مثل: الماء والبكتيريا والخلايا الجلدية التي تخرج من الأذن الخارجية؛ لذلك يكون غشاء الطبل المثقوب هدفًا سهلًا للبكتيريا التي تسبب التهاب الأذن الوسطى.
أحيانًا، تتجمّع الخلايا الجلدية في الأذن الوسطى وتشكل هناك كيسًا أو ما يسمى بالورم الكولستريني (cholesteatoma).
يحتوي هذا الورم على بروتينات تضر عظام الأذن الوسطى، وتزيد من خطورة التعرض لعدوى.
هل يُعد تمزق طبلة الأذن حالة خطيرة؟
يكون تمزق طبلة الأذن حالة صحية خطيرة إن لم يُشفَ الثقب أو التمزق من تلقاء نفسه. فقد يسبب ما يأتي:
- فقد سمع طويل الأمد.
- دوخة طويلة الأمد.
- دوار طويل الأمد.
- عدوى جرثومية أو فيروسية.
- انثقاب غشاء الطبل المستمر.
ما أعراض تمزق طبلة الأذن؟
تُلاحظ أحيانًا الأعراض التالية لدى تمزق طبلة الأذن:
- فقد سمع مفاجئ، أو ضعف في السمع أو أن الأصوات معدومة.
- ألم حاد ومفاجئ في الأذن.
- سيلان دموي أو قيحي من الأذن.
- طنين.
كيف يكون الإحساس بالغشاء المتمزق؟
يشعر الشخص بألم حاد واخز ومفاجئ في الأذن، وذلك بعد التعرض لجسم حاد دخل إلى الأذن أو بعد ضربة قوية جدًا على الأذن.
قد يحدث السيلان بعد تعرض الأذن الوسطى لعدوى، فيكون سيلانًا قيحيًا.
ما الذي يسبب تمزق طبلة الأذن؟
تُعد عدوى الأذن الوسطى من أكثر الأسباب شيوعًا التي تسبب تمزق طبلة الأذن، وتوجد أيضًا طرائق أخرى تسبب تمزق طبلة الأذن:
- الأجسام الغريبة: قد يتمزق غشاء الطبل بأعواد التنظيف أو إدخال جسم مدبّب لتنظيف الأذن.
- الرضوض: إذا تعرضت الأذن لصفعة قوية.
- رضح الأذن الضغطي (Barotrauma): تحدث هذه الحالة عندما يكون نفير أوستاش مغلقًا دائمًا، فينضغط الهواء بين الأذن الوسطى وغشاء الطبل، وعندها أي تغيّر في هذا الضغط سيؤدي إلى ثقب الغشاء.
- أصوات الانفجارات المفاجئة على مسافة قريبة من المتفجرات أو الطلق الناري.
كيف يشخّص المختصون تمزق طبلة الأذن؟
يفحص الأطباء غشاء الطبل باستخدام منظار الأذن، وهو أداة تحمل ضوءًا، يمكن رؤية الغشاء عبرها. قد تُطلب اختبارات سمع إضافية، وذلك لتقييم السمع ووظيفة غشاء الطبل. من هذه الاختبارات:
- قياس السمع ومخططه: وذلك لاختبار القدرة على سماع الأصوات المنخفضة وسماع تواترات مختلفة، ومخطط السمع هو مخطط بياني يعبّر عن نتائج الاختبار.
- قياس الطبل: يختبر قدرة غشاء الطبل على الحركة.
هل يُشفى تمزق طبلة الأذن لوحده؟
غالبًا، يُشفى تمزق طبلة الأذن تلقائيًا ولوحده، وعندما لا يحدث ذلك يجب على المريض التحدث مع مختص أذن أنف حنجرة (ENT) لمناقشة العلاجات المحتملة. من هذه العلاجات:
- رأب الطبلة: وذلك بزرع رقعة ورقية علاجية مكان الثقب، في النهاية ينمو الغشاء ويملأ مكان الثقب.
- تطعيم الطبلة: تتضمن هذه العملية أخذ جلد وغضروف من أحد أجزاء الجسم وتطعيم مكان التمزق به.
كيف نتجنب ثقب طبلة الأذن؟
حماية الأذن من البداية تحمي غشاء الطبل، ومن هذه الطرائق:
- علاج التهاب الأذن الوسطى: أعراض الالتهاب هي ألم بالأذن وسيلان أنفي والحمى ومشكلات بالسمع. يجب الاتصال بطبيب إن بقيت الأعراض أكثر من 3 أيام.
- تنظيف الأذن بعناية: وذلك دون استخدام أعواد التنظيف القطنية أو أي أجسام أخرى؛ لأن ذلك سيؤدي إلى تمزق طبلة الأذن. بدلًا من ذلك، تُمسح الأذن من الخارج بلطف بقطعة معقمة ونظيفة.
- أخذ الحيطة في أثناء السفر بالطائرة: هذه الحالة هي نفسها رضح الأذن الضغطي، إذ يشعر الشخص وكأن أحدهم يحشو رأسه بالقطن. تتطور هذه الحالة عند الإقلاع بالطائرة أو الهبوط فيها؛ نتيجة التغير المفاجئ بالضغط الجوي. يمكن تجنب هذه الحالة بمضغ علكة أو ارتداء سدادة أذن.
- حماية الأذن من أصوات الانفجارات العالية: يتعرض غشاء الطبل للتمزق إن كان قريبًا من مصدر الانفجار أو الطلق الناري، لذلك يجب ارتداء حماية للأذن مثل السدادات قبل التعرض لهذه الأصوات.
كم يستغرق شفاء غشاء الطبل المثقوب؟
عادة، تُشفى طبلة الأذن المثقوبة في غضون عدة أشهر، ويجب التواصل مع الطبيب إن استمرت الأعراض، مثل: الألم أو السيلان أو المشكلات السمعية، فقد توجد حاجة إلى علاج إضافي.
كيف أعتني بالأذن ريثما تُشفى؟
إن أهم خطوة في شفاء تمزق طبلة الأذن هي العناية بالغشاء وحمايته جيدًا. يتضمن ذلك ما يأتي:
- الحفاظ على غشاء الطبل جافًا: باستخدام سدادات قطنية عند الاستحمام، وتجنب ممارسة السباحة؛ لأن الرطوبة تؤثر في عملية شفاء غشاء الطبل.
- تجنب تنظيف الأذن: حتى التنظيف البسيط قد يؤثر في عملية الشفاء.
- تجنب نفخ الأنف: إذا أمكن تجنب هذه الحركة خلال فترة الشفاء.
متى يجب استشارة الطبيب بخصوص تمزق طبلة الأذن؟
إذا عرف الشخص بتمزق غشاء الطبل لديه، ولم تذهب الأعراض في غضون عدة أسابيع، فعندها يجب مراجعة الطبيب.
يجب الذهاب مباشرة إلى قسم الطوارئ بالمستشفى عند ثقب الغشاء بجسم غريب أو حاد.
عند الشك بتمزق طبلة الأذن، فيجب سؤال الطبيب الأسئلة الآتية:
- هل هي حالة تمزق طبلة الأذن بالفعل؟
- إن كانت كذلك، ما الذي نستطيع فعله لعلاج هذه الحالة؟
- ما الذي يجب فعله لحماية الغشاء في أثناء عملية شفائه؟
- في أي مرحلة قد نضطر إلى اللجوء إلى علاجات أخرى؟
اقرأ أيضا:
كيف يجب تنظيف الأذن بطريقة آمنة وما المخاطر ودواعي التنظيف؟
الأذن: التشريح والوظيفة والاضطرابات والعلاج
ترجمة: عمار علي نصري
تدقيق: محمد حسان عجك
مراجعة: عبد المنعم الحسين