في 6 مارس 2023 نُشرت دراسة رائدة في (Lancet Planetary Health)، وتناولت الجسيمات الدقيقة المحيطة اليومية (PM2.5) على مستوى العالم، وبحسبها 0.001 في المئة فقط من سكان العالم يتعرضون لمستويات آمنة نصحت بها منظمة الصحة العالمية (WHO). أدى النقص في محطات مراقبة تلوث الهواء إلى غياب المعلومات المتعلقة بمعدل التعرض المحلي والوطني والإقليمي والعالمي لـ PM2.5. ويعد هذا التحليل الجديد الأول في العالم الذي يُظهر كيف تغير التوزيع العالمي لـ PM2.5 خلال العقود القليلة الماضية وذلك بالخريطة الناتجة عنه.
تقدم الدراسة فهمًا شاملًا لحالة تلوث الهواء الطلق اليوم وكيف يؤثر في صحة الناس. والأفضل من ذلك، قد تساعد البيانات الناتجة عن الدراسة صانعي السياسات وممثلي قطاع الصحة العامة والباحثين على تحديد الآثار الصحية القصيرة والطويلة الأجل لتلوث الهواء بدقة أكبر ووضع خطط للتخفيف من آثارها.
أسوأ بؤر تلوث الهواء في العالم
يقول المؤلف الرئيسي البروفيسور Yuming Guo في بيان صحفي:
«استخدمنا في هذه الدراسة نهج التعلم الآلي المبتكر لدمج العديد من معلومات الأرصاد الجوية والمعلومات الجيولوجية لتقدير تركيزات PM2.5 اليومية على مستوى السطح العالمي بدقة مكانية عالية، تبلغ حوالي عشرة كيلومترات × عشرة كيلومترات».
انطلاقًا من هذا النهج، طور فريقه في كلية الصحة العامة والطب الوقائي بجامعة Monash في أستراليا خلايا شبَكية عالمية من عام 2000 إلى 2019. ركزت هذه الخلايا على المناطق التي تزيد تركيزات PM2.5 فيها عن 15 ميكروغرام للمتر المكعب من الهواء، وهي القيمة التي تُعد حدًّا آمنًا حسب منظمة الصحة العالمية.
استنادًا على دليل حدود منظمة الصحة العالمية لعام 2021، فإن 0.18 بالمائة فقط من مساحة الأرض العالمية تعرضت لمعدل سنوي أقل من هذا الحد في عام 2019.
اكتشفوا انخفاض المستويات اليومية في أوروبا وأمريكا الشمالية في العقدين السابقين وصولًا لعام 2019. لكن هذه المستويات قد ارتفعت في جنوب آسيا وأستراليا ونيوزيلندا وأمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي، حيث سجلت مجتمعة في أكثر 70% من الأيام معدلات تجاوزت الحد الآمن.
الأكثر شهرة
بالإضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة أن أكثر من 90% من الأيام في جنوب وشرق آسيا لديها تركيزات PM2.5 يومية أعلى من 15 ميكروغرام للمتر المكعب.
بين عام 2000 وعام 2019، كان المتوسط السنوي لمستوى PM2.5 في جميع أنحاء العالم 32.8 ميكروغرام للمتر المكعب وتوزعت أعلى تركيزات PM2.5 في مناطق شرق آسيا 50.0 وجنوب آسيا 37.2، تليها شمال أفريقيا 30.1. بلغ التركيز في أستراليا ونيوزيلندا 8.5 وبلغ في مناطق أخرى في أوقيانوسيا 12.6 وفي أمريكا الجنوبية 15.6 التي سجلت أقل تركيزات سنوية من PM2.5.
وفقًا للبروفيسور Guo، فإن تركيزات PM2.5 غير الآمنة تُظهر أيضًا أنماطًا موسمية مختلفة. فقد سجل الفريق مثلًا تلوثًا مرتفعًا نسبيًا في شهري أغسطس وسبتمبر في أمريكا الجنوبية ومن شهر يونيو إلى شهر سبتمبر في صحراء جنوب أفريقيا.
اقرأ أيضًا:
هل يزيد تلوث الهواء بجزيئات فائقة الدقة من خطر الإصابة بالنوبات القلبية؟
تلوث الهواء أسوأ مما كنا نعتقد
ترجمة: ساره الحمصي
تدقيق: دوري شديد
مراجعة: محمد حسان عجك