طوّر فريق من علماء الفلك نوعًا جديدًا من الكاميرا تمكّن من إلتقاط صور أكثر وضوحًا في السّماء اللّيليّة من أيّ وقت مضى. لقد كان الفريق يطوّر في هذه التّكنولوجيا لأكثر من 20 عاما في المراصد بآريزونا و قد تمّ توضيف آخر نسخة من هذه الكاميرات في الصّحراء المرتفعة في تشيلي في مرصد ماجلّان الّذي طوله 6,5 متر.
و لقد عبّر المشرفون على المشروع عن تحمّسهم لهذه الكاميرات الجديدة، الّتي مكّنتهم للمرّة الأولى من إلتقاط صور تعرّض طويل لأجسام لا يتجاوز عرضها حجمها الزّاوي 0,02 ثانية قوسيّة، و هو ما يعادل مشاهدة درهم من مسافة أكثر من المائة ألف ميل، وهي درجة وضوح لم تكن ممكنة في أيّ وقت مضى.
التّحسّن الّذي يقدّر بالضّعف نتيجة للمحاولات السّابقة يتجلّى في حقيقة أنّه للمرّة الأولى يتمّ توظيف تلسكوب ذو مرآة رئيسيّة كبيرة القطر من أجل تصوير فوتوغرافي في الحدّ الأقصى النّظري للدّقّة بالنّسبة للأطوال الموجيّة المرئيّة (الضّوء الّذي يمكن للعين البشريّة رؤيته).
تجدر الإشارة إلى أنّ المراصد الكبيرة لم تكن سابقًا قادرة على إلتقاط صور في الحدّ النّظري الأقصى للوضوح إلّى بالأشعّة ذات طول موجي يمتدّ من الأشعّة تحت الحمراء إلى ما هو أطول.لكنّ الكاميرا الجديدة قادرة على إلتقاط صور في ضعف الوضوح في الطّيف المرئي من الضّوء.
و هذه الصّور هي كذلك في ضعف دقّة تلك الّتي تأتينا من مرصد هابل الفضائي، لأنّ المرآة ذات القطر الّذي يقدّر بـ6,4 متر الّتي تخصّ مرصد ماجلّان أكبر بكثر من مرآة هابل الّتي يقدّر قطرها بـ2,4 متر. حتّى الآن، قدّم هابل لنا أفضل صور ضوء مرئي، بما أنّه حتّى المراصد الأرضيّة ذات كاميراوات تصوير بصري تكيّفي مركّبة يمكنها فقط أن تصنع صور ضبابيّة بالضّوء المرئي.
في سبيل إجتياز الإضطرابات النّاتجة عن الغلاف الجوّي، الّتي تعيق المراصد الأرضيّة ممّا يؤدّي بالصّورة إلى الضّبابيّة، طوّر الفريق نظاما بصريّا تكيّفيّا قويّا للغاية تطفو بمفعوله مرآة بلّور مقوّسة رفيعة ذات سمك يقدّر ب1,6 ملّيمتر بعرض 7,1 سنتيمتر عن طريق حقل مغناطيسي على إرتفاع 0,762 متر فوق المرآة الرّئيسيّة للتّلسكوب.
هذه المرآة الّتي أطلق عليها إسم “المرآة الثّانويّة التكيّفيّة” يمكنها تغيير شكلها في 585 نقطة على سطحها ألف مرّة في كلّ ثانية! ممّا يلغي التّأثير الضّبابيّ للغلاف الجوّي. كتيجة لذلك، يمكن رؤية السّماء بأكثر وضوح من أيّ وقت مضى، فيبدو الأمر كأنّنا لدينا مرصد فضائي ذو مرآة قطرها 6,4 متر.
ولقد سبق و مهّدت هذه التّكنلوجيا الطّريق لإكتشفات علميّة هامّة، فنجحت بشكل فوري في إلتقاط صور هامّة لم يكن إلتقاطها سابقًا ممكنًا.