رغم اعتراض دعاة الخصوصية والكثير من المواطنين، فإن تقنيات المراقبة الحديثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل التعرف على الوجه، تنتشر بتزايد في الحياة الحديثة.
من المتوقع أنه بحلول عام 2026 سيبلغ حجم سوق تكنولوجيا المراقبة أكثر من مئتي مليار دولار، مع أنه بالكاد بلغ نصف هذا الرقم عام 2020.
في غياب المعارضة العامة أو القوانين التي تحظر تداول هذه المنتجات، ستظهر منتجات جديدة مُصممة لجمع البيانات الشخصية وتتبع التحركات أيضًا. في ظل هذه الظروف، برز «ماك بيرس» على الساحة.
بيرس، هو فنان مهتم بالتكنولوجيا، كشف النقاب مؤخرًا عن «الرداء الخجول»، الذي عُدّل ليتضمن مجموعة من مصابيح (LED) التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، إذ تستخدم الطول الموجي ذاته لضوء الأشعة تحت الحمراء التي يشيع استخدامها في الكاميرات الأمنية. غرض التقنية أن يشارك المواطنون بأمان في الاحتجاجات والمظاهرات المدنية، وتجنب التعقب في الشارع من قِبل أطراف غير معروفة.
الأشعة تحت الحمراء غير مرئية بالعين المجردة، لكنها تسبب تشويش كاميرات المراقبة. يؤدي انبعاث الأشعة تحت الحمراء إلى إجبار الكاميرات القريبة على تصحيح السطوع، ما يؤدي إلى حجب وجه مرتدي السترة في الضوء الساطع.
«الرداء الخجول» مصمم يدويًا بمكونات جاهزة من مصابيح (LED) تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وجهاز للتحكم، وكابل سيليكون، إضافةً إلى برمجيات بيرس التي جعلها مصدرًا مفتوحًا للمتخصصين المهتمين بالمجال ذاته.
قال بيرس: «انتشرت تكنولوجيا المراقبة بشكل واسع، ولا نريد أن تُستخدم استخدامًا خاطئًا». تهدف مشروعات مثل «الرداء الخجول» و«قبعة الإخفاء» إلى جذب الانتباه إلى قضايا الخصوصية والسلطة، وإيجاد حلول للمشكلات المرتبطة بمسألة المراقبة اليومية.
التصميمات والمواصفات الخاصة بالرداء متاحة مجانًا على موقع بيرس على الإنترنت. مع أن المشروع ليس قليل التكلفة -تُقدر بنحو 200 دولار لكل قطعة- فإن أي شخص مهتم بالحصول على السترة يمكنه الاشتراك على الموقع، وسيتلقى إشعارًا حال توفر المجموعات المصنوعة خصوصًا والمخصصة للشراء.
توجد بدائل أرخص للرداء الخجول، مثل تقنية حجب لوحات السيارات عن المسح الضوئي للكاميرات الأمنية، وتقنيات المكياج التي تحجب التعرف على الوجه.
اقرأ أيضًا:
كيف تكتشف وجود كاميرا خفية تتجسس عليك؟
ما هي الكاميرا المزوّدة بالذكاء الاصطناعيّ وماذا تفعل؟
ترجمة: روان علي
تدقيق: أكرم محيي الدين