تقنية تبريد فائق جديدة لحفظ الأعضاء لمدة أطول
طوّر الباحثون تقنية تبريد فائق جديدة لزيادة المدة التي يمكن أن تحفظ فيها الأعضاء البشرية حيّة خارج الجسم. أجريت هذه الدراسة على الجرذان، وإذا نجحت في البشر، فإنه يمكن تخصيص الأعضاء المتبرع بها من جميع أنحاء العالم، و إنقاذ المزيد من الأرواح.
طوال عقود حاول الباحثون تجميد الأعضاء لإتاحة وقت أطول لنقلها ومطابقتها للمستفيدين. لكن التجميد والذوبان المتكرر، يؤدي لأضرار لا يمكن إصلاحها بالخلايا، خاصة إذا تشكّل الجليد داخلها. التقنيات الحالية يمكنها حفظ الكبد خارج الجسم لمدة أقصاها 24 ساعة بمزيج من البرودة ومحلول تمّ تطويره عام 1983.
قام المهندس الطبي كوركوت يويجن وزملاؤه من مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، بتطوير أسلوب يهدف إلى تخطي مرحلة تشكيل الجليد في عملية تجميد الأعضاء، والتي يمكنها الإبقاء على الكبد خارج الجسم لـ72 ساعة أو 96 ساعة..
لإتمام العملية، قام الفريق بإغراق كبد الفئران في الأكسجين ومزيج من المواد الكيميائية المُبَرّدة، بما في ذلك مركب يسمى 3-O-methyl-D-glucose الذي يحمي الخلايا من التجمد. يبرّد الكبد ببطء إلى 4 درجات مئوية، و تخزّن بعد ذلك و تحفظ في درجة حرارة (6 -) درجة مئوية دون تجميدها. بعد ثلاثة أيام، يعكس الفريق عملية التجميد من خلال رفع درجة حرارة الكبد المخزّن إلى ما يصل الى درجة حرارة الجسم، و من ثمّ زرعها في الفئران. جميع الفئران التي تلقت عمليات زرع الكبد الذي تم حفظه لمدة ثلاثة أيام بتقنية التبريد الفائق، بقيت على قيد الحياة لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، في حين أن الفئران التي تلقت أكباد حفظت لمدة ثلاثة أيام بالطريقة التقليدية، ماتوا جميعا. نشر البحث في الطبعة الإلكترونية من دورية Nature Medicine.
معظم المواد الكيميائية المستخدمة في هذه التقنية قد حازت على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لإستخدامها في البشر، و يأمل الباحثون أن تبدأ التجارب السريرية في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام بعد إتمام الاختبارات على حيوانات أكبر. هذه الطريقة لحفظ الأعضاء، يمكن أن تسمح بانقاذ الأعضاء البشرية و التي – بدون هذه الطريقة – قد يتم التخلص منها؛ وفقا لبعض التقديرات، يمكن أن توفر هذه الطريقة ما لا يقل عن 5000 عضو إضافي للمرضى في السنة الواحدة. في حال تطبيق هذه الطريقة، سوف يتاح للأطباء خيار إرسال الأعضاء المتبرع بها إلى مناطق أبعد من ذي قبل بكثير، أو حتى إلى بلدان أخرى بها مرضى ينتظرون إجراء عمليات زرع أعضاء لهم.
